Home»Enseignement»التعليم الأساسي قديما والتعليم السياسي حديثا

التعليم الأساسي قديما والتعليم السياسي حديثا

0
Shares
PinterestGoogle+

 التعليم الأساسي بمعناه القديم هو أساس كل بناء قوي  من كان يتأسس يومئذ على ثلاث دعائم تعد أساسية لبناء صروح  المجتمعات الر اقية ويضمن إنتاج فعاليات أرقى  ويتعلق الأمر بمواد التربية الوطنية والتربية الإسلامية ثم مادة الأخلاق  ذلك يوم كان هذا التعليم ضروريا وأساسيا ثم إجباريا بمعناه الحقيقي حتى  الدولة المستعمرة نفسها جعلت هذه المواد أساسية وضرورية بإقرارها ضمن منظومة التعليم  الأساسي أو الابتدائي بغض النظر عن ترسيخها للهوية الوطنية ومدى تأثيرها على النظام الاستعماري وما لا يتماشى مع مقولة نابليون “علموا اللغة ففي تعليمها خدمة الوطن “
حيث نجد من يعتمد عليهم المغرب إلى اليوم ومنذ أكثر من خمسين سنة في مختلف المجالات السياسية والاجتماعية والاقتصادية معظمهم خريجوا  تلك المدارس هم تلامذة  تشبعوا بروح  التربية الإسلامية والوطنية والأخلاق إلى جانب لغة المستعمر وحملة هذه المبادئ السامية المترسخة في دواخلهم عن طريق  اللوحة والطباشير وقلم الرصاص فان كانت المغادرة الطوعية والإحالة على التقاعد قد كشفتا عن الخلل  في كثير من القطاعات التي أحدثت فيها فراغا لم تجد بديلا عن هؤلاء المغادرين والمتقاعدين  مما دعاها إلى عدم الاستغناء عنهم  والعمل على إدماجهم من جديد بواسطة عقود محدودة الأجل وقابلة للتجديد
ذلك لما لم يعد هذا التعليم  أساسيا بعد الاستعمار وصار سياسيا بعد الاستقلال ومنذ أكثر من نصف قرن مع الأسف هاهو هذا القطاع المعذب بكسر ما قبل أخره يمشي كعربة مهترئة تتنقل بصعوبة في طرق غير سالكة بين مراحل تجريبية وعلى ظهرها مصير ملايين المعذبين في الأرض من العاطلين والعاطلات والآباء والأمهات بعد أن استنزفت كل الطاقات المادية والبشرية  منذ عشرات السنين فالى اليوم ومع الأسف لم توضع هذه العربة على سكتها لتسير في اتجاهها الصحيح أن كان هذا التخلف الناجم عن نظام تعليمي غير منتج من كان له هذا  الانعكاس السلبي الخطير على التنمية الوطنية مهما يكون هذا النظام قد افرز بعض الموظفين إلابجديين في الإدارات العمومية والخصوصية فان هذه الأخيرة بدورها أصبحت تشكو من ضعف الإنتاج والمردودية الناجمتين أساسا عن سوء الأخلاق وانعدام الروح  الوطنية والتشبث  بالعقيدة الإسلامية حيث تطغى الروح المادية والنقابية . إلا أن الانتباه المتأخر لبعض المسئولين القدامى المتشبعين بهذه القناعة الداعين إلى ضرورة إعادة ما يسمى تخليق الإدارة وتلقين الروح الوطنية وترسيخ  العقيدة الإسلامية أصبح أمرا لابد منه  لتستقيم هذه الإدارة ويتحسن أداء الموظف و يرتفع مستوى التنمية كل ذلك كان رهينا بجودة التعليم الأساسي الذي يفتقر اليوم إلى الأسس الأنفة الذكر  والعالي الذي لا يواكب التطور الاجتماعي والاقتصادي على المستوى الوطني والكوني غير أن هذه الدعوة قلما كانت تجد لها الأذان المصغية وفق ما يرضي التوجهات السياسية الحاكمة والمعارضة
بعد كل هذا ألا يمكننا كمهتمين أن نعي أن نظام التعليم في وطننا  كان له  كثير من الانعكاسات السلبية  على وطننا ومواطنينا أو لم نصل بعد إلى قناعتنا بان من يقومون على الشأن التعليمي والتربوي والثقافي بصفة عامة هم أناس ابعد ما يكونون من هذا القطاع مما يتوجب مؤاخذتهم ومساءلتهم من طرف الأجيال السابقة واللاحقة وضرورة  إيقافهم حفاة عراة في قفص الاتهام أمام التاريخ أم ترى سنظل واقفين على قدم وساق  في قاعة الانتظار نتأمل من وراء الزجاج أبناءنا الذين يعالجون الموت البطيء داخل  قاعة الاحتضار

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. wadi
    10/10/2012 at 13:51

    لقد اصبح المتعلم عندنا يتعلم اللغة الفرنسية بالدارجة والرياضيات بالدارجة ةالاخلاق بالالفاظ النابيةوالمستوى في تأخر واضمحلال هذا هو واقع القسم وما يجري داخلهواعتبروا التعليم مسيس او مخلق اومتكعبل الغيت للمراقبة التربوية…..

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *