Home»Enseignement»علاج نظام الامتحانات يبدأ بإيجاد الدواء الشافي لداء المراقبة المستمرة

علاج نظام الامتحانات يبدأ بإيجاد الدواء الشافي لداء المراقبة المستمرة

0
Shares
PinterestGoogle+

انتقل امتحان البكالوريا من نظام بدورة عادية  في يونيو ودورة استدراكية في شتنبر  إلى  نظام  أكاديمي يثلاث دورات  في مستوياته الثلاثة بالثانوي  ثم بدورتين  دون احتساب نتائج المراقبة المستمرة في معدل البكالوريا …،فساءت سلوكات التلاميذ بحسب شهادات الأساتذة  طيلة هذه الفترة وتعالت الأصوات بضرورة  إيجاد صيغة لوضع حد لها و رد الاعتبار للمدرسين و الإداريين ،فجاء  إصلاح  امتحانات البكالوريا المعمول به حاليا مستجيبا  لهذا الطلب ،فبالإضافة إلى  العمل بصيغة دورة واحدة وطنية مسبوقة بامتحان جهوي في الأولى بكالوريا ينسبة 25% و مشفوعة بدورة استدراكية تم  احتساب نتائج المراقبة المستمرة  في معدل الامتحان بنسبة 25% .

مع مرور الزمن تبين للجميع أن المراقبة المستمرة هي الفيصل في تحديد مصير التلميذ فاستكان المدينون طمعا في نيل  عطف المدرسين  والحصول على نقطة  تعادل وتعوض المعدل المتدني  المحصل عليه من طرف أكثرية التلاميذ للأسف في الامتحان الجهوي بالأولى ثانوي تأهيلي  في – المواد الثانوية – كما ينعتها الناعتون، وتنافس الباقون و خاصة المحضوضون للحصول  على أعلى النتائج فيها لضمان الفوز بمقعد في المعاهد و المدارس العليا  وولوج عالم الشغل من أوسع بواباته . نتيجة لهذا انحرفت المراقبة المستمرة عن الأهداف التي رسمت لها إلى بضاعة يتاجَر بها في سوق الكسب و الارتزاق و يُتنافس في أثمانها – التي لا تعرف تراجعا – المتنافسون خاصة بعد دخول التعليم الخصوصي المساير على الخط والذي كانت له اليد العليا في هذا المضمار. تنوعت وتعددت أساليب و طرق  عرض  هذه البضاعة وازدهر سوقها  فأصبحت فاتنة وجذابة بما تدره من ربح لكل الأطراف ( الأباء ، المدرسين ،الإداريين ،المفتشين…) ، وبتواطؤ غير معلن بين جميع  هذه الأطراف حتى لا يُتهم طرفا  دون آخر و أمام مرأى ومسمع الجهات المسؤولة .  و ليس من الغريب في هذه الظروف أن نجد  المعدل الملاحظ لقسم ما ، في مادة معينة ،  في المراقبة المستمرة 18/20 (يعني أول نقطة 19 و آخر نقطة 17) و  7/20 في الامتحان الوطني . لقد كان الخاسر الأكبر جراء هذه الممارسات المعوزون من لا حول ولا قوة لهم لمجاراة الارتفاعات المتتالية و المستمرة لثمن هذه السلعة ، فاتسعت الهوة بين من يملك و من لايملك مصاريفها ، وإذا بالمراقبة المستمرة التي كان من المفروض أن تعمل على الارتقاء بسلوك المتعلم وضبطه تتحول إلى أداة لإعادة انتاج وتكريس الفوارق الطبقية.قلة من التلاميذ ابتسم لها الحض لكونها تنتمي لأوساط ميسورة فتحت لها أبواب  المعاهد و المدارس حتى إذا جاؤوها قيل لهم سلام ادخلوها لا خوف عليكم و لا أنتم تحزنون  ،و الأغلبية  المتبقية وزعت بين مراكز التكوين و دهاليز جامعات يعرف داخلها بدايتها و يجهل نهايتها  فنتج عن ذلك تذمر و حسرة  و شعور بالغبن لدى طبقة واسعة من التلاميذ و أوليائهم .

إن المعول على وزارة التربية الوطنية  هو إعادة النظر في منظومة الامتحانات بالمبادرة  إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة  لضمان تكافؤ الفرص بين جميع التلاميذ ورفع الحيف و الغبن و « الحكرة  » على فئة عريضة من التلاميذ من خلال  :

1/حذف نتائج المراقبة المستمرة من معدل الامتحان الوطني والاستعاضة عليها بنقطة للجد و الانضباط  يتم حسابها  مثلا من خلال المعدل المحصل عليه بجمع بالإضافة لنقطة الإدارة  النتائج المحصل عليها في جميع المواد خلال  السنة الدراسية  و بنفس المعامل  لكي نرفع من أذهان االتلاميذ مسألة المواد الثانوية و المواد الأساسية ، ويخصص لها معامل 1 أو 2  على الأكثر في نتائج امتحان البكالوريا.

2/ إضافة دورة استدراكية بالنسبة للامتحان الجهوي بالثانية بكالوريا ، بالنسبة لغير الحاصلين على المعدل في الأولى بكالوريا مع احتساب أكبر معدل بالنسبة لكل مادة على حدة كما هو معمول به بالنسبة للامتحان الوطني  و احتسابه في المعدل العام  بنسبة 25% ,

3/ احتساب المعدل المحصل عليه في الامتحان الوطني بنسبة 75% في المعدل العام .

إن العمل بهذه الصيغة يشكل اقتراحا علاجيا  يحد من انتشار الأوبئة المترتبة على العدوى بالفيروس المتحول للمراقبة المستمرة الذي أصبح ينخر جسد الامتحان ويهدد مصداقية نتائجه ،و يحتفظ للأستاذ و الإداري بهيبته من الناحية المعنوية  ويوفر أكثر من فرصة للتلاميذ لتدارك الهفوات و التعثرات مما يشجعهم على عدم فقدان الأمل ومزيد من المثابرة و من العطاء  ،و يحد من  الانتقاص من أهمية المواد  و من المتاجرة بنقط المراقبة المستمرة من طرف مرضى القلوب ،و سيعيد لنتائج الامتحان الوطني مصداقيته .

و تبقى هذه الصيغة مجرد اقتراح كما أشرت سابقا  من بين الاقتراحات مع العلم أن  إصلاح منظومة الامتحان شأن وطني يقتضي انخراط أكثر من طرف فيه سواء من داخل  البيت التعليمي ( ممثلين عن التلاميذ وأوليائهم وعن الأساتذة و المفتشين و الإداريين …و كل من له صلة بالموضوع) أو من خارجه أي من كافة الأنساق الموجودة في محيط المدرسة  و التي تتفاعل مع مخرجاتها باعتبارها منتوجا يشكل مدخلا  لها  وأساسا يجب البناء عليه من أجل تحديد و تحقيق مواصفات مخرجاتها استجابة لتطلعات و حاجيات المجتمع .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. mohamed
    24/09/2012 at 18:28

    merci très bon article

  2. الحلس عبدالقادر
    24/09/2012 at 19:44

    إن التجارب التي خاضها المغاربة فيما يتعلق بصيغ امتحان البكالوريا كانت تتراوح بين الحسن إلى الأحسن، وإن المراقبة المستمرة ضرورة تربوية لضبط بعض السلوكات المشينة عند بعض التلاميذ لايمكن التخلي عنها بشكل نهائي، إلا أن الناظر في النتائج التي تحققت عند التلاميذ الذين خضعوا للدورات الستة كانت مهمة من حيث ضبط مقررات سنوات التعليم الثانوي التأهيلي، فبي حين نلاحظ مع هذا النظام الحالي عدم اهتمام التلاميذ بالمواد الأساسية في شعبته ‘الرياضيات الفيزياء مثلا خلال الجذع المشترك والسنة الأولى بكالوريا وعدم انهاء المقررات مما تترتب عليه صعوبات في استيعاب مقررات السنة الختامية
    ومما كان يعاب على الدورات الستة هو غياب التلاميذ إلا أن هذا الغياب لم يكن سلبيا بحيث يبقى التلميذ في اتصال دائم مع المقررات مراحعة وتدقبقا، لذا أقترح أن نعيد نظام الدورات الستة إلى حيز التنفيذ

  3. UN AMI
    25/09/2012 at 00:18

    MERCI Mr HAMOUTI POUR CET ARTICLE QUI TOUCHE UN SUJET BRULANT .
    DE MA PART J AI DES SUGGESTIONS A FAIRE :
    -LA MOYENNE GENERALE DU BAC SERA CALCULEE PAR LA FORMULE SUIVANTE:
    EXAMEN REGIONAL 15 %
    CONTROLE CONTINUE 5 %
    EXAMEN NATIONAL 80 %
    ET SURTOUT NE PAS OUBLIER DE DONNER LA CHANCE A TOUT CEUX QUI ONT EU PLUS DE 12 SUR 20 c.a.d.MENTION A.BIEN DE PASSER LES CONCOURS D ENTREE AUX GRANDES ECOLES
    CAR MOI EN TANT QUE PROF ET PARENT D ELEVES JE LE DIS SINCEREMENT JE SUIS PRET A PAYER DES COURS SUP POUR MES ENFANTS CHEZ LEURS PROFS DE CLASSE ET VOUS SAVEZ POURQUOI?COMME ON DIT EN ARABE LE SYSTEME ACTUEL LAISSE LES AUTRES NOUS SERRER PAR LA MAIN QUI NOUS FAIT MAL ,BIEN SURE JE NE GENERALISE PAS .
    J AJOUTE UNE CHOSE DANS LES CONCOURS IL NE FAUT PAS NEGLIGER LA MOYENNE DU NATIONAL (80 % )QUI DOIT COMPTER 25 % AU CONCOURS, BIEN SURE CA VA FAIRE UN PEU DE TRAVAIL EN PLUS POUR LES ECOLES MAIS C EST FAISABLE SI ON VEUT TRAVAILLER.

  4. المكي قاسمي
    25/09/2012 at 00:22

    « حذف نتائج المراقبة المستمرة من معدل الامتحان الوطني والاستعاضة عليها بنقطة للجد و الانضباط « . ألم يسبق لك كمفتش أن وقفت على حالات يشتكي فيها مديرون أيما تشكي من أساتذة معينين، ثم يمنحونهم بعد ذلك نقطة 20/20 ، ودون « مقابل »؟ فكيف إذا تعلق الأمربنقطة تساهم في تحديد مصير التلميذ؟. من جهة أخرى، أنت أقحمت المديرين، ضمن الفئات الأخرى، فيما يخص المسئولية حول ما يجرى من ممارسات لا أخلاقية تهم نقطة المراقبة المستمرة، حسب قولك، ثم تعود بعد ذلك لاقتراح دمج نقطة الإدارة كمكون من مكونات نقطة الانضباط. فهل ترى فعلا أن هناك انسجاما في طرحك هذا ؟.
    شيء آخر: نقطة المراقبة المستمرة، ورغم كل سلبياتها، وأنا معك في هذا، لها على الأقل ميزة بالنسبة للبديل الذي تطرح أنت، وهي كونها قابلة للتأكد، ولو نسبيا، من خلال الرجوع إلى أوراق التحرير المطروحة لدى الإدارة، في حال الضروة، وليس بشكل ممنهج. أما نقطة الإدارة، فلا معيار موضوعي لقياس صحتها
    في كل الأحوال، يبقى هذا رأيي، والنقاش الموسع هو وحده الكفيل ببلورة البديل الأنسب
    تحية تربوية

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *