Home»International»الاستثمار في الجهة الشرقية : في انتظار غد مشرق

الاستثمار في الجهة الشرقية : في انتظار غد مشرق

0
Shares
PinterestGoogle+

الاستثمار في الجهة الشرقية : في انتظار غد مشرق

نتائج الاستثمار في الجهة الشرقية الضعيفة تجعلنا نتساءل عن الأسباب الكائنة وراء ذلك. فهل يا ترى ذلك راجع إلى الحدود المغلقة مع جارتنا الشقيقة، أم بسبب قدرة إلهية راجعة للعقلية السائدة الغير ايجابية، أم بسبب هجرة نخبة الجهة إلى مناطق أكثر جاذبية داخل أو خارج الوطن ؟ أم بالغنا في الاتكال على الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والتي قد تفضل وجهات أخرى للاستثمار الأجنبي في جهات أكثر جانبية ؟…

للإجابة على هذه التساؤلات، ننطلق من ملاحظات أولها، العولمة التي يعيشها العالم والتي لا ترحم، وثانيها المنافسة الشرسة بين الدول المستقبلة للاستثمار. حيث أعدت دراسات لمكاتب دولية ترتب الدول حسب جاذبيتها للاستثمار والتي يحتل المغرب فيها مراتب نتوق إلى تحسينها.  

  إن مناخ الأعمال في المغرب في حاجة إلى تحسين على عدة مستويات ، وهناك لجنة على أعلى مستوى تشتغل على كل ما يمكن تحسينه. فما يمنعنا في الجهة الشرقية بإقناع معمل لشركة صناعة السيارات مثلا للاستثمار في الجهة ؟

المطلوب إذن هو تقديم عروض مغرية لمستثمرين مغاربة أو أجانب لإعطاء الدفعة الأولى القوية والتي بدورها ستلعب دور المحرك للطاقات الموجودة بالمنطقة أو خارج الجهة. لكي يستطيعوا إقناع أي مستثمر بالقدوم إلى الجهة.

إن الاستثمار في الجهة رهين بالسوق التي سوف تستهلك المنتوج النهائي. فقوة المغرب ليست في سوقه الداخلية بقدر ما هي في الإمكانات التي يوفرها للمصدرين وذلك بفضل اتفاقيات التبادل الحر التي أمضاها مع عدة دول في إفريقيا وأمريكا وكندا وأسيا  ناهيك عن الوضع المتقدم والمتميز (statut avancé  ) الذي يتوفر عليه في علاقته مع أوروبا.

 كما أنه في مواجهة العجز التجاري الذي يعيشه المغرب حيث يدعو الكثيرون إلى الرفع من الصادرات والخفض من الواردات. فأين هو الدعم الذي نقدمه لمصدرينا ؟ فأين هو المركز الجهوي لدعم الصادرات والتجارة الخارجية ؟ وأي استشارة نعطيها لمصدرينا عن الإمكانيات المتاحة خارج الوطن ؟

 إن الاستثمار العمومي يلعب دورا مهما في خلق قيمة مضافة لاقتصادنا الوطني وهو للأسف غير كافي، لذلك وجب تشجيع الاستثمار الخاص ، عبر خلق تمويلات مشتركة (mixte  ) أي في نفس الوقت، نسبة مئوية من الاستثمار الخاص ونسبة من العام. فالتمويلات التي بنيت على أساس شراكة بين القطاع الخاص والقطاع العام تعتبر أكثر فعالية وفرص نجاحها أعلى من كل تمويل آخر.

إن المقاولات الصغيرة في الجهة والتي تمثل أكثر من 95  %    من النسيج الاقتصادي المحلي، مقاولات تصارع الزمن للبقاء على قيد الحياة. إلا أننا في الجهة الشرقية في حاجة إلى مقاولات كبرى قادرة على إعطاء دفعة قوية للاستثمار في الجهة ، والتي ستخلق دينامية في سوق الشغل وحركة نشيطة بالنسبة للمقاولات الصغيرة الفرعية (sous-traitantes  ) والتي تقتات من أعمال وخدمات تمنحها لها هاته المقاولات الكبيرة، وحركة بالنسبة لاستثمارات أجنبية أخرى تتشجع أكثر للقدوم للجهة.

بقي اختيار القطاعات الواعدة في الجهة والتي تمثل امتيازات (avantages comparatifs  ) بالمقارنة مع نفس القطاع في جهات وبلدان أخرى.

فمثلا قطاع الصناعات النظيفة والتكنولوجيات الخضراء والتي اختار صاحب الجلالة أن تكون من اختصاص مدينة وجدة، قد تمثل حقلا خصبا للاشتغال وتطوير هذه الصناعة، فماذا ننتظر إذن ؟

هذا بالإضافة إلى الكفاءات المغربية داخل وخارج الوطن والتي هي مستعدة للعمل في مشاريع كبيرة لما فيه الصالح العام.

 فماذا ننتظر من تحفيز هذه الكفاءات ؟ وماذا ننتظر لتشجيع مقاولات أروبية وغير أروبية للقدوم إلى القطب الصناعي بوجدة والقطب الفلاحي ببركان؟

الخطاب الديني والاستثمار

إن الاستثمار بمبالغ مهمة في بناء المساجد عمل خيري محبوب لدى الجميع حيث لا يختلف عليه اثنان. لكن مع انتشار البطالة في صفوف أبنائنا وشبابنا نجد أنفسنا في أمس الحاجة إلى جيل جديد من المحسنين يبنون مصانع ومعامل يفتحون من خلالها باب الرزق عليهم وعلى شبابنا العاطل ولهم فيها أجر عظيم عند الله بإذنه تعالى. فهؤلاء المحسنون في حاجة إلى من يرشدهم ، كما أن الخطاب الديني في حاجة إلى التوجه أيضا إلى الجانب الاقتصادي بالتشجيع على الاستثمار في بلدنا لما فيه الصالح العام. كما أن القائمين على شؤون الاستثمار سوف يرفعون من قيمة مؤشرات الاستثمار بطرق أبواب المحسنين والتحدث معهم بلغة يفهمونها ويوجهونهم إلى القطاعات الواعدة وذلك بهدف إنقاذ شباب قد يضيعوا في متاهات الدنيا وإنقاذهم من البطالة وإعادتهم إلى المجرى العادي للحياة فيه أجر عظيم عند الله.

وفي الأخير، لا يسعنا إلا أن نتساءل هل سنبقى في انتظار فتح الحدود مع جارتنا الشقيقة لسبب مبهم، أو انتظار قدوم استثمارات من داخل أو خارج الوطنويبقى الاستثمار في الجهة الشرقية في انتظار غد مشرق. أم بالأحرىننهج سياسة أكثر « هجومية » ونذهب للبحث عن مستثمرين أينما كانوا وخاصة خارج الوطن حيث توجد رساميل تنتظر فقط فرص للاستثمار المربحة.

زكرياء صفراوي

z_sefraoui@yahoo.fr

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *