Home»Correspondants»من اجل مساهمة هادفة حول الشذوذ الجنسي بالسجون المغربية

من اجل مساهمة هادفة حول الشذوذ الجنسي بالسجون المغربية

0
Shares
PinterestGoogle+

      من عادتي كلما كتبت نصا وأرسلته  للنشر ، ألا أكترث لتعاليق القراء ، ليس لان التعاليق لا قيمة معرفية  لها ، ولكنني لا أكترث للأسباب التالية :

1 – لأني عندما اكتب نصا ، وأقوم بنشره ، فهو ملك للقراء ، وكل حر في تعليقه .

2- لأنني ألاحظ أن اغلب التعاليق لا تخرج عن المدح الفج أو السب والشتم

3-قلما نجد تعاليق تغني النص  أو تقدم قراءة ثانية له ( انتقادات – إضافات …).

لكن هذه المرة ، وبطلب من صديق ، قرأت التعاليق المرفقة بموضوع الشذوذ الجنسي بالسجن المحلي بوجدة ، وهنا وفي إطار تفاعل الأفكار أتقدم بهذه التوضيحات .

أولا : إن هذا البحث المتواضع أنجزته لما كنت نزيلا بسجن وجدة ، ولو كنت في بوعرفة لكتبت عن الظاهرة في سجن بوعرفة ،  لان الظاهرة موجودة في سجن بوعرفة أيضا ، لكن ليس بنفس الحدة ، لان سجن بوعرفة لا يعاني من الاكتظاظ ، فعدد السجناء في الزنزانة لا يتعدى ثمانية  سجناء ، اما بسجن وجدة فالزنزانة قد تصل إلى أكثر من مائة أحيانا خاصة في لبريفيني (حي التحقيق ) مع الإشارة إلى أن سجن وجدة لا يأوي السجناء المنحدرين من وجدة فقط ،  إذ  فيه السجناء من جميع الجهة : بوعرفة –فجيج – تالسينت – جرسيف جرادة –الناضور-بركان-تاوريرت-عين بني مطهر- العيون وفيه أيضا سجناء ينحدرون من مدن أخرى بل وحتى دول أجنبية ، بعبارة أوضح إن الظاهرة كما قلت يمكن أن توجد في بوعرفة ووجدة وبركان وفي أي بقعة من الأرض ، وهي تنتشر بشكل ملفت في الأماكن التي يتواجد فيها عدد من الناس ، عند توفر الشروط لدلك : السجون – الداخليات –الخيريات – الكنائس – دور الرعاية …

ثانيا : ليس هناك أي خلط في نظري بين الشذوذ والمثلية ، فالشذوذ هو كل الممارسات الجنسية غير السوية ، وهو أنواع في نظري ومنها : البيدوفيلي (ممارسة الجنس مع الأطفال) السودومي (ممارسة الجنس مع الحيوانات ) الفيتيشية ( التلذذ الجنسي بشم الملابس الداخلية للشريك وقد كان لويس 14 إن لم تخني الذاكرة مصابا به ) الجنسية الشرجية (ممارسة الجنس من الدبر ) اللواط (ممارسة الجنس بين ذكرين ) السحاق (ممارسة الجنس بين امرأتين) الاستمناء ( التلذذ بمداعبة القضيب بالنسبة للذكور ومداعبة البظر بالنسبة للإناث )السادية ( التلذذ بتعذيب الشريك أثناء الممارسة ) المازوشية ( التلذذ بتعذيب الذات أثناء الممارسة ) وهناك من يضيف إلى هذه الأنواع : الجنسية الفمية ، ومضاجعة الموتى وزنا المحارم …الخ .

ما أريد أن اخلص إليه من خلال هذا التوضيح أن كلمة شذوذ اعم ، وتضم المثلية (ميل الذكور إلى الذكور وميل الإناث إلى الإناث )أي أن المثلية مكون من مكونات الشذوذ .

ثالثا : إنني عالجت الموضوع من زاوية حقوقية ، فقد كان بإمكان أي كان  أن يقترح توفير العازل الطبي للسجناء ، إلا إنني تجنبت هذا المقترح ، لما فيه من خدش و صدم لخصوصيتنا الثقافية ، ثم لأنني اعتبر الشذوذ حالة مرضية بحاجة للتدخل والعلاج سواء كان دينيا أو أخلاقيا أو تربويا أو نفسيا …الخ

رابعا : توجد في القوانين (ظهير 1998 والفواعد الدنيا لمعاملة السجناء والمواثيق الدولية …) بعض الإجراءات التي يمكن أن تحد من الظاهرة إلا انه ثم الإجهاز عليها ، وحرمان السجناء منها ، خاصة الخلوة الشرعية ، والسراح المقيد وغير ذلك ، وعليه ينبغي إرجاع هذه المكاسب ، لأنها مؤصلة من الناحية الحقوقية والشرعية .

خامسا : إلى عهد قريب كان السجناء بمختلف السجون المغربية المتزوجون يتمتعون بحق الخلوة الشرعية ( الاختلاء بالأزواج أو الزوجات في أماكن معزولة مخصصة لذلك بالسجن لممارسة الجنس) وهذا الحق دفع بالسجناء إلى الزواج ، ومنهم من أنجب أبناء وهو داخل السجن ، إلا أن الإدارة العامة لا تسمح بالخلوة الشرعية حاليا نظرا لوقوع أحداث قتل و رفض النسب …الخ

لقد كان من الأجدر بالنسبة للمندوبية السامية للسجون وإعادة الإدماج ، أن تمتع السجناء بحق الخلوة الشرعية ، في ظروف لائقة بالكرامة الإنسانية بدل الحرمان منها نهائيا ، فقد وصلني أن الطريقة التي كان يمارس بها السجناء هذا الحق غير لائقة ، اذ كانت الزوجة عندما تخرج من الغرفة تسمع عبارات الإطراء سواء من بعض الحراس أو السجناء أو حتى الزوار ( بالصحة مثلا ) وهو ما جعل عدد كبير من السجناء يرفضون ممارسة هذا الحق ، في ظل الشروط التي ذكرت ، صيانة لكرامة زوجاتهم .

سادسا : إني قمت بدراسة هذه الظاهرة وأنا نزيل بالسجن ، وما وصلت إليه من أفكار ومقترحات غير ملزمة لأحد  ، و هذه الأفكار هي  ثمرة المعاينة والمقابلة ، ولم تملى علي من طرف أي جهة كانت ، ثم إن ما قمت به هو مجرد محاولة متواضعة ، فانا لست باحثا اجتماعيا متخصصا ، ولست عالم نفس مدرب  أو عالم اجتماع ضليع ،بل  أنا  مجرد مواطن بسيط في هذا الوطن الحبيب،  عاين ظاهرة ما ، وأراد من منطلق الإصلاح المساهمة في العلاج ( والمجتهد إذا أصاب له أجران وإذا اخطأ له اجر واحد).

    وتأسيسا عليه فان الغاية من البحث ليس الإثارة  والسبق الصحفي أو ما شابه ذلك ، بل الغاية من  ذلك المساهمة من منظور المواطنة الصالحة في تصحيح الاعطاب والاختلالات التي يعاني منها مجتمعنا ، والمقترحات طبعا موجهة أولا وأخيرا للمندوبية السامية للسجون وإعادة الإدماج  والجمعيات الحقوقية بما فيها المرصد المغربي للسجون وكل المهتمين .

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. محمد السباعي
    05/05/2012 at 08:24

    رغم اختلافي سياسيا مع زميلي الصديق كبوري، فإنني أحيي فيه شجاعته ووفاءه للتربية الوطنية الذي ينتمي غليها. فرغم ظروف السجن، ورغم الشعور بالظلم والقهر، لم ينس رسالته الأولى وهي التربية وإصلاح المجتمع. أتفق معك في طرحك لموضوع الشذوذ لأنك بقيت وفيا لخصوصياتنا الثقافية ولم تنسق مع بعض الحقوقيين الذين يتبنون الرؤية الغربية ويطالبون بإباحة الشذوذ و إشاعته بدعوى حماية الحريات الفردية. تحية نضالية أيها الصديق.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *