Home»Enseignement»عندما تصبح مؤسساتنا التعليمية فضاءات لممارسة العنف … فماذا تبقى من التعليم ؟ بقلم : قويدر عكري

عندما تصبح مؤسساتنا التعليمية فضاءات لممارسة العنف … فماذا تبقى من التعليم ؟ بقلم : قويدر عكري

1
Shares
PinterestGoogle+

عند بداية كل سنة يتلقى المنخرطون  في التضامن الجامعي  كتيبا صغيرا  " المرشد التضامني "  يحتوي على مجموعة من المواضيع المختلفة  الاهتمامات  والتي غالبا ما تنصب  على عرض بعض الاحكام  الصادرة  في بعض القضايا  المعروضة على التضامن الجامعي  والتي يعتبر رجال التعليم  طرفا فيها  اما باعتبارهم  مدعين او مدعى عليهم ، وما يهمنا هنا هو القضايا التي تم البث فيها  من طرف المحاكم والتي تصل  خلال كل سنة الى حوالي 400قضية  تتعلق بتهم السب والشتم  والضرب والجرح  والوشاية الكاذبة بالاضافة الى التهم الاخلاقية  والشطط في استعمال السلطة  . والغريب في الامر  هو حصة  اقليم وجدة  التي  تتجاوز في اغلب الاحوال كل الحصص بمعدل 40 قضية سنويا تمثل حوالي 20 في المائة من مجموع القضايا .
      العنف سلوك يستهدف القضاء على الآخر او جرحه او ارغامه  على شيء  لا يريده كالتحريض  على الدعارة  والتغرير بالقاصرين  من اجل اسباب  غير مبررة . فهو عنف مادي او نفسي كالضرب  والسب والشتم والاغتصاب  وهتك العرض  ان يكون فرديا او جماعيا . كل هذه الانواع من العنف  يرصدها  المرشد التضامني  كل سنة  وهي ممارسات يعاقب عليها القانون …ولاقليم وجدة كل سنة الريادة  ، لهذا يبقى السؤال الذي يفرض نفسه هو : ماهي الاسباب الحقيقية  وراء انتشار واستفحال  ظاهرة العنف  في اقليم وجدة ؟  هل جغرافية المكان تؤثر  على سلوك الفرد  وتخلق منه انسانا عنيفا  ؟ او هل هي اسباب اجتماعية تتعلق  بالمحيط – الخلفية التي  ينطلق منها اصحاب السلوكات العنيفة ؟
          ان من شأن استفحال هذه الظاهرة  حث المسؤولين في جميع المراكز  والمسؤوليات ان يتجندوا  للقيام بدراسات وابحاث  للوقوف على الاسباب  الحقيقية  لتنامي ظاهرة العنف في المؤسسات التعليمية . لكن لا يمكن لهؤلاء القيام  بمثل هذا العمل  لانهم مع الأسف انسحبوا  من الساحة منذ  مدة طويلة  ولم يعد يربطهم بالمهنة  الا  الاسم وحوالة آخر الشهر … ان جغرافية  المكان ونقصد بها فضاء  المؤسسات التعليمية  فقير من كل شيء  ذلك ان كل التجهيزات  تآكلت وكل المرافق في حال يرثى لها  فلا وجود لمرافق في المستوى  كالمراحيض التي لايستطيع اي زبون  ان يدخلها  ولا  ألأقسام تستطيع ان تحتوي  الاكتظاظ مع غياب الانارة وغياب  النظافة بداخلها  اما الملاعب الرياضية فهي عبارة  عن ساحات بدون تجهيزات … ان ما تم ابرازه  عبر القناة الثانية  لمؤسسة وادي الذهب  هو نموذج مصغرلأغلب المؤسسات التعليمية  في الاقليم ولا حاجة للتشفي .  اما ابواب المؤسسات  فهي مفتوحة  لكل من هب ودب  ، فتصوروا انكم  بداخل القسم ويدق باب الحجرة  متسول  يطلب صدقة ، او تسمع عن متسكعين  يصولون ويجولون بداخل الأقسام … فتلامذتنا عرضة لكل هؤلاء يجدون انفسهم منساقين  نحو سلوكات  عنيفة تعمل ممارسات بعض الاساتذة والاداريين على  تخصيبها  فمن السب الى الشتم  الى الضرب  الى الاهانة فتتحول المؤسسات  التعليمية  الى حلبات للتباري واستعراض العضلات …
     هناك الكثير من المذكرات الوزارية  التي تهتم  بالحياة المدرسية وتشجع كل ما من شأنه ان يجعل التلميذ منفتحا  على محيطه وذلك بالحث  على القيام  بأنشطة متنوعة لكن مع الاسف  لا تفعل الجهات  المسؤولة  على تفعيلها  وتصريفها ميدانيا  لانها  بكل بساطة  تعمل " حريق الرأس "  فهل يمكن لمؤسسة تعليمية   تلك هي ظروفها  ان تنتج غير تلك السلوكات العنيفة ؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *