Home»National»رشيد شريت بين حق النقد ومحظور التطاول

رشيد شريت بين حق النقد ومحظور التطاول

0
Shares
PinterestGoogle+

عرفت الزميل رشيد شريت من خلال حضوره في بعض الحلقات العلمية لمركز الدراسات بوجدة ، ثم في فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية حيث تم إلحاقه بالمكتب باعتباره ممثلا للصحافة الدولية، إذ كان أحد مراسلي موقع إسلام أون لاين. و كنت ولا زلت أحترمه باعتباره قلما جريئا التقي معه في الذود عن المشروع الإسلامي والانخراط في معركة التدافع الإعلامي مع تيار الاستئصال والتمييع والفساد. أرسلت له الدعوة شخصيا لحضور اللقاء الصحفي التاريخي مع الأستاذ عبد الإله بنكيران والأستاذ عبد الله بها بمنزل الأستاذ عبد العزيز أفتاتي صيف 2009. و هذا النائب البرلماني لا يملك فيلا ضخمة ولا حتى منزلا خاصا به، كما قد يتصور البعض، بل هو سكن اقتصادي جد بسيط في حي القدس في ملك زوجته الأخت الداعية المجاهدة الدكتورة نزيهة معاريج. كان اللقاء حميميا و عاديا جدا فوق السطح، خال من أي بروتوكول. و كان وقتها الأستاذ عبد الإله منهكا بالسفر، و لم يقو على الجلوس على الكرسي وفضل الجلوس على الأرض واعتذر للإخوة الضيوف وللصحفيين، و لم يكن ذلك من باب الزهو أو الكبر أو التعالي على أحد. فلو كان الأمر كذلك لما جلس الضيف على الكرسي و المسؤول السياسي الكبير على الأرض !! و لا بد أن الأخ شريت ابن الجلسات وحلقات الذكر، ويعرف أن الجلوس على الأرض في ثقافة الإخوان تواضع وليس كبرا. لكن الأخ شريت لم يكن أمينا في نقل هذه الأجواء في مقاله الساخر الأخير « عربون واش من عربون « المنشور في موقع هسبريس بتاريخ 10 دجنبر 2011 ، حيث صور الأستاذ بنكيران مثل القذافي رحمه الله. فقال:
« في صيف 2009 حضرت ندوة صحفية عقدت بمنزل النائب البرلماني عبد العزيز أفتاتي، عقدتها الأمانة العامة- أو عدد منها – بقيادة الأمين العام و عدد من الوجوه القيادية التي جاءت لمساندة الحزب بعد عملية تطويق منزل أفتاتي و اعتقال عدد من المستشارين المتحالفين معه، و هي القضية التي تناقلتها تسريبات الويكي ليكس، و كنت حينها أعد موضوعا لشبكة إسلام أون لاين نطاق إسلاميون حول الانتخابات بالمغرب و مشاركة الإخوة لايت، و طرحت سؤالين على الأمين العام الأخ عبدو الذي كان يفترش الأرض في تُورِيكَة من ذاك شِي الرْفَع، و مرتخيا على الآخر في منظر قل مثيله، و لم ينقصه و نحن معه إلا الخيمة و الجمل و شيء من الرمال حتى تْكَمَّلْ البَاهْيَة! »
فإذا كان من حق الزميل شريت، بل من واجبه تقديم النقد وتوجيه النصح وتصويب الاعوجاج الذي قد يراه في أي حزب أو أي شخصية عمومية، فإن أخلاقيات مهنة الصحفي كما يعلم جيدا لا تجيز له التطاول على الأشخاص ، وبالأحرى إذا حظي بثقة كبيرة من فئة عريضة من المغاربة. فنعت الأستاذ عبد الإله ب « عبدو » فيه إساءة واضحة للشخص ولكل أعضاء العدالة والتنمية وللمليون ونصف المليون مغربية ومغربي، الذين صوتوا لصالح المصباح. فلفظ « عبدو أو عبده » كما يعرف الجميع ترخيم بغرض التحقير، خاصة عند المصريين، و يطلق غالبا على شخصية الشغال أو المنظف في الروايات والأعمال الفنية والسينمائية عموما. و فيه تحقير للأسماء الإسلامية المعروفة مثل عبد الله وعبد الرحمن وعبد الإله وغيرها.  و ما يؤكد هذه القراءة، وجود تعابير السخرية والاستهزاء في ثنايا النص في حق الأستاذ عبد الإله بنكيران، مثل »فخامة رئيس الحكومة الجديدة »، « و الذي قد يتحول إلى عبد الإله الفاتح »، « و ما سيزيد من هذا الاعتقاد هو الزهو المبالغ فيه لأخينا في الله و حزبه » و الصورة النمطية التي ستصاحبه. حيث بدأت حملة  » انْفُخْ في سي عبدو » في القنوات والفضائيات و الجرائد و الصحف و المنابر »، « لم أكمل الجملة حتى دخل الأخ عبدو في نوبة هستيرية »…
أعرف أن الأخ شريت له تعاطف كبير مع أطروحة العدل والإحسان التي دعت إلى المقاطعة و التي لا تؤمن بالإصلاح من داخل المؤسسات، ولا ترى في منهج « الإخوان لايت » المعتدلين والمؤمنين بالتدرج حلا ملائما لحالة المغرب. أحترم رأيه ولكنني أعيب عليه التسرع في إصدار الأحكام على حكومة لم تتشكل بعد، وبالتالي مصادرة الحق في الأمل عند المؤمنين بالمشاركة وبالتغيير من داخل المؤسسات. فنجاح حكومة بنكيران هو نجاح للشعب أولا وأخيرا ، وليس كما يقول الزميل شريت: « فإذا نجح البرنامج فكل من الحزب و المخزن هما الفائزان » !!
وقبل الختم، أود التنويه بفكرة مهمة جاءت في مقال الزميل شريت-ربما عن غير قصد- وهي أن حزب العدالة والتنمية انتزع الفوز انتزاعا ولم يمنح له، يقول الكاتب: « يجب أن لا نمل من التذكير بأن وصول العدالة و التنمية كان خيارا مرا للمخزن كثيرا ما حاول تفاديه ». وهي شهادة يعتز بها كل مناضل ومناضلة في حزب المصباح. و الفضل يرجع بشكل كبير بعد الله عز وجل للأستاذ عبد الإله بنكيران الذي أوصل الحزب لهذه المرحلة.

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. rihanna
    13/12/2011 at 00:15

    غريب جدا موقف سي السباعي يا من تعطون الدروس في النقد كيف أصبحتم ترفضون النقد فكل من أدلى بدلوه تذكرونه بتقوى الله.
    الانتقاد حق طالما له علاقة بتدبير الشان العام و الأستاذ رشيد مواطن قبل أن يكون صحفيا يملك كامل الحرية في التعبير و النقد
    قلم الاستاذ رشيد شريت قلم جريء صريح لا يعرف التملق و لا التطبيل دون حاجة إلى التذكير عن تعاطفه فقول الحق و الجهر به لا يحتاج إلى التواجد في تنظيم كما أن مقال سي السباعي لا يناقش الافكار التي جاءت في المقال بل ركز سي السباعي على انتماءه و الدفاع عن « رئيس الحكومة » و اتساءل كم يلزمك من مقال لكي تدافع عن استاذك بنكيران فهناك إجماع لدى المواطنين شئتم أم أبيتم على كاريزما خاصة لبنكيران تتمثل في الشعبوية و العصبية غياب اللباقة

  2. محمد
    13/12/2011 at 19:43

    بل كم يلزم السيد شريت من مقال للتشويش على منجزات الأستاذ بنكيران وفريقه لأنني متأكد أنه سينجح بإذن الله. وهو ما يغيظ دعاة المقاطعة والدعوة إلى التظاهر بشكل ميكانيكي ورفض الحوار الذي دعا إليه رئيس الحكومة. لقد أحرجكم وسوف يعريكم أمام المغاربة لأنه سوف يعطيكم الحرية في الإعلام وسوف لن تجدوا ما تقولون. ما هو بديلكم الثورة ضد الملك؟ الانقلاب؟ الجمهوية ؟ من سيكون رئيسا ويستطيع ضمان الأمن كما هو مضمون اليوم؟؟؟؟ إنكم تحلمون وتخرفون؟ فيقوا من نومكم؟

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *