قبل ان تفكر في زيارة طبيب او مستشفى لتلقي العلاج وما تحمله هذه الرحلة في حد ذاتها من معاناة في قاعات الانتظارالطويلة لتنتظر دخول الطبيب (ملائكة الشفاء) في ساعة لا تعلمها حتى مساعدته ناهيك اذا تطلب الامر سفرا واقامة ،قبل هذه الرحلة المرضية المريضة يجب عليك القيام بزيارة الى مكتب التعاضدية ،اذا كنت منخرطا حتى تطلع على ترسانة الاجراءات والتغييرات المتتالية لايداع ملف المرض، وقد تبتدئ من ورقة المرض ان وجدت ونموذجها ،وصولا الى

اغلفة الادوية بارقامها التسلسلية (code barre ) وصعوبة تفكيكها واياك ان تنسى صورة لبطاقة الانخراط لانه لا توجد ناسخة بمكتب التعاضدية تقدم لك هذه الخدمة وستكون مضطرا لنزول سلالم طويلة ومنعرجة قد تنقلك الى قسم جراحة العظام اذا فقدت توازنك ،هذا ان كان ملف المرض عاديا ،اما اذا كان مركبا كالعمليات الجراحية والاشعة والتحاليل فتلك هي الطامة الكبرى قد يتطلب الامر منك اجراءات تفوق اجراءات تحفيظ عقار اوطلب تاشيرة في اعقد قنصلية، وقد اخذت هذا الجانب البسيط من المعاناة التي يواجهها المريض تاركا للقراء تفاصيل اخرى.

امور كهذه تجري في بلدنا الذي نسعى جميعا الى دخول الالفية الثالثة بكل تحدياتها لم نستطع ان نجد حلا لابسط الاشياء ليس لعدم توفر الوسائل والامكانيات ولكن لعدم توفر الارادة والنية في تغيير الذهنيات قبل تغيير القوانين والمساطر وهذا النموذج ينطبق كثيرا على مجالات اخرى