Home»Correspondants» » مها في المقهى « ….لن تجرؤ على نشرها !

 » مها في المقهى « ….لن تجرؤ على نشرها !

0
Shares
PinterestGoogle+

يتردد الحديث كثيرا ، بعد كل لقاء شعري هنا في وجدة ، عن قصيدة « مها في المقهى  » التي آثر صاحبها أن يُتحف بها الجمهور حيثما حل وارتحل ، وقرأت فيما كتبه الشاعر إبراهيم قهوايجي أن صاحبها قرأها في مهرجان شعري بجرسيف ، بطلب من رئيس المجلس البلدي ؛ كما أنني حضرت مهرجانا شعريا في غرب المغرب وسمعت أحد الشعراء الشباب يقرأ قصيدة قدم لها قائلا : إنها معارضة لقصيدة  » مها في المقهى  » ، وبغض النظر عن قواعد المعارضة ، فقد قرأ هذا الشاعر نصا نثريا جميلا افتعل فيه قافية ورويا معينين : سألته بعد ذلك عن القصيدة المعارضَة فقال إنه لا يملكها ، وأن صاحبها لم ينشرها بعد ….علمت بعد ذلك ، كما علم بعض المقربين من صاحب القصيدة ، أنه حريص على إخفائها عن الأنظار ، وعلى الاعتذار إلى كل من يطلبها منه .

وتساءل البعض ، في ذلك المهرجان ، باستغراب عن سبب إخفاء قصيدة تنال إعجاب المستمعين ولا أريد أن أورط أدباء وشعراء صرحوا لي بشكوكهم التي تحوم حول القصيدة ، وحول تصرف صاحبها الذي يثير أسئلة عدة . فما معنى أن يصدر مجموعة من الدواوين آخرها  (16 Rendez-vous) ولا يدرج في أحدها قصيدة أعجبت الجمهور ؟

وبما أن حبل الكذب قصير ؛ فقد قيض الله من ساعدونا على تجميع بعض أجزاء هذه القصيدة الشبح ؛ بل إنني وجدت من الأصدقاء المبدعين من يحفظ مقاطع كاملة رادًّا سبب ذلك إلى أن صاحبها كان حريصا على قراءتها في بداية كل أمسية يشارك فيها (في تازة ووجدة ، وزايو ، وآزرو…) ليثير بها انتباه الجمهور . وكان أن وُفقنا إلى اكتشاف أن هذه القصيدة سلخ لقصيدة الشاعر المصري الجميل عزت الطيري « البنت النيلية والولد العاشق »

رذاذٌ أليفٌ
وموجٌ خفيفٌ
وبنتٌ خرافيةُ السحرِ
مجلوّةٌ كالحريرِ
ومسكونةٌ بالسعيرِ
على ضفة النيل
ِتسردُ للنيل
أحوالَـها
وتغمس أقدامها فى المياهِ
فيرتعش الماءُ
تنبت فيه الزهورُ
فيهمى ضلالا
حلالا
ويسأل فى خدرٍ
مالها؟
وتكشف عن مرمرٍ دافقٍ
وقواريرَ
من لؤلؤٍ دافىءٍ
ومواعيدَ
من ترفٍ؛
وذهولٍ
أبى أن تواصلَ
أوصالَها
فأوصى..لها
بمزيدٍ من الزَّبَدِ الشاعرىِّ
وأوصلـَها
كى تصولَ
وتُلقِيَ أثقالها
وتسرقُ من تمرها
..نخلَهَا
……………….

هو النيلُ يخلعُ أمواجـَهُ
ويلبسُ فى خفةٍ
مْوجَها
ويغزل فى نوْلــِهِ
ََغـزْلـَها
ويبنى على تلــّهِ
تلــَّهـا
ويلقىِ على جرحهِ …
َخلـَّـّها
ويصنع من صعبِها
سهْلـها

…………………

رذاذٌ مخيفٌ
وموجٌ عنيفٌ
وصـبٌ نحيـفٌ
كناىٍ ,
لها، وسها
وانتهى
على بُعـْدِ صفصافتـيـنِ
اثنتينِ
على ضفة النيلِ
يشرح للنيل
زلزالـَهُ
ويرنو الى البنت
يرقبها
ويبصرُ من نصفـِها كلـّها
ويمضى ليشهدَ أهوالـها
ياله ياله
يا لهـا يا لهـا

وهذا يثبت ما كنت قد أشرت إليه سابقا في مقال نقدي من أن أشعار هذا الرجل إنما هي نسيج من مجموعة من الأصوات العربية والمغربية أيضا ، (وهذا موضوع بحث أعـد القراء بنشره لاحقا) ؛ فمنذ منتصف السبعينيات وهو يمارس سلخ الشعراء الذين يظن أن القارئ لن يصل إلى أشعارهم كما فعل بقصائد عدة منها قصيدة الشاعر اللبناني الجنوبي الجميل حسن عبدالله التي يقول فيها : « أجمل الأمهات التي انتظرت إبنها / وعاد… عاد مستشهدا…… » ، يجدها القارئ في ديوانه « أذكر أنني أحببت » . لقد استنسخ « صاحب مها  » هذا النص الجميل في نص بدأه بقوله : تلك أمي التي انتظرت إبنها…. » وأدرجه في ديوانه الأول (نواقيس الأمل) .

إن القصور في الأداة الفنية ، (1) وفجاجة التجربة ، وعدم نضجها ، يُلجئان الشاعرإلى الاستفادة مما أبدع غيره ، وقد لا يتجاوز حدود النص المستفاد منه ولا يضيف إليه شيئا فتسقط قيمة عمله الفني ، وتصبح محاكاته المباشرة والمتمثلة في وضع عينة على النموذج مجرد تقليد . (….) والأصالة في الفن والعبقرية لا يمكن أن تقوم على السرقة والتقليــد .

أخيرا يحق أن أتسائل بكل موضوعية : ماذا يُنتظر من شاعر تباهى ذات يوم بأنه مدح العقيد معمر القذافي الذي « سخن جيبه  » ببعض أموال الشعب الليبي المقهور ، وماذا ينتظر من شاعر فاجأ القباج في فاس بقصيدة مدحية أزعج بها الجمهور الذي انسحب بعضه تعبيرا عن رفض التزلف السافر الذي بدا غريبا للقباج نفسه؟!

ملحوظة مهمة :
ليعلم « صاحب مها  »  أن كتابة نص آخر بالعنوان نفسه لن يخرجه من ورطته ، لأن أغلب مقاطع القصيدة محفوظ في الصدور .

1-  نعيم حسن يافي ، نقلا عن محمد بنطلحة في كتابه الأخير السرقات الشعرية…

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *