Home»Régional»آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من منظور الإسلام السني

آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من منظور الإسلام السني

0
Shares
PinterestGoogle+

لعل الشخصية الرئيسية في آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ والتي تعتبر موضوع جدل بين عقيدتين مختلفتين ؛ العقيدة السنية ؛ والعقيدة الشيعية هي شخصية أمير المؤمنين الخليفة الراشد الرابع ؛ بعد أمراء المؤمنين أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم أجمعين حسب الطرح السني ؛ والإمام الولي حسب الطرح الشيعي الذي لا إمامة إلا له ولذريته. فمن هو هذا الرجل العظيم ؟؟؟
انه ابن أبي طالب المعروف بعبد مناف بن عبد المطلب المعروف بشيبة الحمد ؛ وهو ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم يلتقي معه في الجد شيبة الحمد وكلاهما ينحدر من هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بم مرة بن كعب بن لؤي فن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بم مدركة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ؛ وبعد هذا النسب المأثور إن وجدت زيادات فهي داخلة في مقولة كذب النسابون.
والد علي كرم الله وجهه هو عبد مناف أو أبو طالب الأخ الشقيق لعبد الله والد الرسول الأكرم. الاسم الأول لعلي هو أسد لذلك يسمى حيدرة ؛ وقد سمته بذلك أمه الصحابية الجليلة والسيدة الفاضلة فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف الهاشمية حبا في اسم أبيها ؛ وقد ذكر علي رضي الله عنه هذا الاسم يوم خيبر عندما ارتجز : أنا الذي سمتني أمي حيدرة كليث غابات كريه المنظره
وسماه أبوه عليا كذلك وهو اسم اشتهر به ؛ وعليه فد ثبت أنه يسمى أسدا وحيدرة وعليا.
ولد على الأرجح قبل بعثة رسول الله عليه السلام بعشر سنين ؛ وكان مولده في جوف الكعبة ؛ وهذا تشريف له فهو ميلاد في بيت الله ونعم مسقط الرأس.
ولقد شاءت إرادة الله تعالى أن يكون نسب علي وهو نسب الرسول الأكرم من خير قبائل العرب قريش صاحبة السيادة وفصاحة اللسان وكريم الأخلاق والشجاعة النادرة ؛ وكانت فيهم بقية من شريعة إبراهيم الخليل عليه السلام يحجون ؛ ويغتسلون من الجنابة ؛ ويتزوجون بصداق وشهود ؛ ولا يقربون المحارم بالزنى ؛ ويحبون الأبناء ويرعونهم الرعاية اللازمة. وخير ما قريش بنو هاشم ؛ وهم ذرية إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام كانت لهم السقاية والرفادة وخدمة حجيج بيت الله عز وجل؛ وأفضل ما في بني هاشم بيت عبد المطلب سيد القبيلة وزعيمها ؛ وكان على أخلاق الفروسية ؛ صاحب وجاهة بسبب خدمة البيت المتوارثة عن جده الأول إسماعيل عليه السلام. وله قصة مشهورة مع أصحاب الفيل الوارد ذكرهم في كتاب الله عوز وجل حيث سطا أبرهة الحبشي على مئتي بعير له وهو يستفزه لهدم الكعبة ؛ فأقبل عليه شيبة الحمد يكلمه في إبله ولكن أبرهة زهد في وفادته لما علم أنه قصده للإبل لا للبيت فما كان من عبد المطلب إلا قال قولة سارت في الناس مثلا :( إني رب الإبل وان للبيت ربا يحميه أو يمنعه) فكانت الطير الأبابيل الرامية بحجارة من سجيل وكان أبرهة وجنده كعصف مأكول. وقد عمر شيبة الحمد إلى الثمانين وكان كافل الرسول الأعظم بعد موت والده عبد الله ؛ ولما مات عبد المطلب كان عمر النبي ثمان سنوات.
لقد ورث النبي عليه السلام شرف هذه المواقف كما ورثها ابن عمه علي رضي الله عنه قبل أن يجب الإسلام ما قبله فيعزز كريم الخصال في بني هاشم.
ووالد علي رضي الله عنه لم يكن موسرا كبعض إخوته ولكنه كان أكرمهم خصوصا مواقفه التي لا تنسى مع رسول الله عليه السلام يوم كذب وأوذي ؛ وكان الرجل شاعرا سجل لنا شعره مثل قوله :
إذا اجتمعت يوما قريش لمفخرة فعبد مناف سرها وصميمها
وان حصلت أشراف عبد منافها ففي هاشم أشرافها وقديمها
وقد تولى أمر النبي عليه السلام بعد والده شيبة الحمد حتى أوحي إليه وآزره في شدائده ومات في السنة العاشرة من النبوة ؛في نفس العام الذي ماتت فيه خديجة زوج النبي الأعظم رضوان الله عليها في سنة عرفت بسنة الحزن.
ولعل المسلمين يذكرون بخير شبة الحمد وابنه عبد مناف لخدمتهما نبي الإسلام كما اقتت إرادة الله ولكن موتهما على ملة الشرك لا يدخلهما في آل البيت ؛ ما دامت العقيدة قد فرقت بين إبراهيم وأبيه آزر وبين نوح وابنه الغريق ؛ و لا يخوض أهل السنة في مصيرهما ولا في مصير والد النبي توقيرا لرسول الله عليه السلام الذي أمر عليا بدفن أبي طالب لما مات ولم يقم بذلك بنفسه. وأما بعض أصحاب العقائد المنحرفة فيخوضون خوضا لا طائل من ورائه في جد النبي عليه السلام ووالده وعمه ؛ وربما جرتهم المبالغة في توقير الرسول الأعظم إلى أقوال لا يمكن أن تقال عن جد ه ووالده وعمه وقد ماتوا على شرك كما اقتضت إرادة الله ؛ وهي سنة إلهية ماضية في أنبياء سابقين وعلى رأسهم خليل الله إبراهيم عليه السلام.
أما أم علي كرم الله وجهه فكان لها شأن آخر ؛ فقد أكرمها الله بالإسلام وهي من آل البيت لأنها مؤمنة وهاشمية ؛ وكانت أما لرسول الله بعد وفاة أمه آمنة بنت وهب إذ قضى الرسول في كنفها قرابة عقدين من حياته. وقد كان علي بارا بها وهي راوية من رواة حديث الرسول الأعظم ؛ وكان الرسول يميزها في المعاملة إكراما لها رضي الله عنها.
فإذا ما جمع لعلي النسب القرشي الهاشمي بما في ذلك أخلاق الفروسية وكرم الشيم وصفاء العرق كان حريا أن يكون عظيما خصوصا وأنه عاش في كنف النبي الكريم الذي رد جميل عمه وأنه أول الفتيان إسلاما بعد خديجة من النساء وأبي بكر من الرجال ؛ فكان هو نموذج وقدوة إسلام الفتيان كما كانت هي قدوة إسلام النساء ؛ وكان أبو بكر قدوة إسلام الرجال رضي الله عنهم أجمعين ؛ وقد كان علي نموذجا في طاعة الرسول إذ لم يظهر إسلامه كما أمر بذلك ؛ فلم يعلم به حتى أبوه. ومما يزيد عليا شرفا أنه قدم أعظم تضحية للإسلام عندما نام في فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الهجرة معرضا نفسه للهلاك ليساهم في نجاة الرسول الأعظم من أعدائه ؛ وليساهم في صيانة دولة الإسلام إلى الأبد.
وكان لعلي كرم الله وجهه إخوة وأخوات هم : طالب وبه يكنى والده لأنه الابن البكر وقد مات مشركا فخرج من دائرة آل البيت ؛ وعقيل وقد تأخر إسلامه وجعفر وقد تقدم إسلامه .؛ وأم هانئ واسمها فاختة أو فاطمة أوهند حسب اختلاف الروايات وقد أسلمت وكانت تروي أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولعلي أزواج وأولاد قد لا يذكر منهم إلا فاطمة الزهراء رضي الله عنها والحسن والحسين الكبرى ؛ رضي الله عنهما ؛ ويتم تجاهل باقي الزوجات وهن : خولة بنت جعفر؛ وليلى بنت مسعود ؛ وأم البنين بنت حزام ؛ وأسماء بنت عميس ؛ والصهباء أم حبيب بنت ربيعة ؛ وامامة بنت العاص؛وأم سعيد بنت عروة ؛ كما يتم تجاهل باقي الأبناء والبنات عددهم أربعة عشر ذكرا وسبع عشرة امرأة وقيل تسع عشرة امرأة علما بأن النسل كان من ولده لخمسة فقط هم الحسن والحسين ومحمد بن الحنفية والعباس بن الكلابية وعمر بن التغلبية؛ وربما كان هذا هو سبب عدم اشتهار من لم يكن له نسل من ولده ؛ أو لعل السر هو التركيز على ولده من بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ما تزوج النسوة اللائي ذكرن إلا بعد وفاتها لمكانتها في قلبه؛ ومكانة والدها عليه السلام. وأما ما يزعمه الشيعة فمحض ادعاء لا يزيد آل البيت شرفا وقد شرفهم الله تعالى بالإسلام ؛ ولو كان النسب وحده يجدي لكان أجدى وأنفع لأبي طالب الذي أسدى كل خير لرسول الله عليه السلام ؛ ولكنه لا بد للعمل الصالح من إيمان بالله تعالى ليكون مقبولا ؛ وقد كان ذرية علي رضي الله تجمع بين الإيمان وصالح العمل فحازت الشرف بالدين فضلا عن النسب.
ولم يحب علي وصفه كما جاء في كتب الواصفين ؛ لقد كان رجلا ربعة ميالا للقصر؛ حسن الوجه وسيم ؛أدعج العينين ؛عريض المنكبين؛ شديد تام الخلق؛ أغيد؛ ضخم البطن ؛ أصلع ليس في رأسه شعر إلا من خلفه كبير اللحية ؛ شديد الساعد واليد ؛ قوي شجاع مهما قبل في شجاعته لا يعد مبالغة إلا ما يكون من غلو غلاة الشيعة.
وأما قيمته الدينية والعلمية والفكرية فتتجلى في كونه كاتب النبي صلى الله عليه وسلم في أعظم المناسبات خصوصا في صلح الحديبية ؛ وصاحب المهام الخطيرة واحد كتاب الوحي وصاحب علم جم عندما يتعلق الأمر بهذا الوحي وبأسباب نزوله لصحبته وملازمته للنبي ؛ وأحد رواة الحديث بسبب ذلك ؛ وقد نزل فيه قرآن لم يذكره بالاسم وإنما ذكره بالحال كما مر بنا في حلقة سابقة ؛ وقد عرف عنه التزامه بظاهر القرآن لاكما يزعم أصحاب التأويلات الباطلة ؛ وهو شاعر مبدع وخطيب مفلق ؛ وصاحب حكم جمة ولكنها بريئة مما دسه عليه الشيعة لحاجة في نفوسهم.
هذه لمحة لا تفي بحق أمير المؤمنين الخليفة الراشد الرابع علي رضي الله عنه الذي يحبه أهل السنة كما يحبون ذريته ؛ ولا زال المغرب يرعى لذريته فلهم ويوقرهم ؛ وما عرف فيهم إلا الخير لصلاحهم عبر العصور دون أن ينسب إليهم ما ينسبه لهم الشيعة من صفات تخرجهم من الطبيعة البشرية إلى الطبيعة الملائكية بل وقد تصل أحينا حد التأليه تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ؛ وتنزه آل بيت رسول الله عن ذلك وهم منه براء ؛ ومما يدل على حب السنة في أرض المغرب الذي لم يكن إلا سنيا وسيبقى بإذن الله تعالى لآل البيت كثرة أسماء علي وفاطمة والحسن والحسن ؛ وقد تطلق كل هذه الأسماء على أبناء أسرة واحدة تيمنا بهم فرضي الله عنهم وأرضاهم ونفعنا جميعا بمحبتهم وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

  1. مهتم من جرادة
    26/01/2007 at 20:24

    جزاك الله خيرا يا ابا أيوب٠ لا أحد من أصحاب العقيدة الصحيحة يطعن في علي كرم الله وجهه ؛ فهو باب مدينة العلم وأشجع الناس وأبلغهم ٠ ونحن سننافح عن أبي تراب وأمثاله من الصحابة حتى نلقى الأحبة ؛محمدا وصحبه٠ جـــــراد ة ٠

  2. Abou Ahmad
    27/01/2007 at 19:03

    En lisant cet article, j’ai comme l’impression que « ahl Chiia » est un mal et ilfaut s’en débarassé. C’est des musulmans comme nous; ils ont fait un « ijtihad » dans quelques parties de la religion, leur ijtihad n’est pas correct mais ils restent des musulmans tout de même. Ils sont en train de faire un travail excellent au liban aux sains de la résistance musulmanes dans ce pays. Ils ont fait un travail excellent en iran, grâce à eux les américains débourssent des milliards vainement ainsi que leur alliés. Ils sont en train de leur donner du fil à retordre en Irak côtes à côtes avec leur frères « sunna ».
    A un moment donné je pense qu’il faut se poser des questions sur nous même qui sommes « min ahl sunna » qu’est ce qu’on a fait pour défendre la terre de l’islam. C’est la seul question qu’il faut se poser en ce moment. Car pour l’instant, les américains sont en train de dire aux toro noirs c’est à cause du toro blanc que tu risque ta vie la nuit, heuresement le toro blanc n’est pas bête..pour l’instant. Continuons à ne pas être bête..

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *