لقد صارت مدينة الناظور مدينة الاهمال بدون منازع ، فكل شيء في مدينة الناظور يعبر عن اللامبالاة التي اصبحت هذه المدينة تعرفها في جميع المجالات : الاجتماعية والثقافية والخدماتية ، …اما البنيات التحتية للمدينة من طرق وانارة …فكان هذه المدينة ليس بها لا مجلس بلدي ولا مسؤول اقليمي …بحيث يلاحظ ان الطرقات والازقة والشوارع محفرة وغير معبدة وكأنك لست في مدينة تحمل اسم عمالة ، اما الازبال والروائح الكريهة فتنبعث من كل ركن من اركان الازقة التي تمر بها ، والبحر صار ملوثا بشكل يدعو الى الاستغراب ، ويعبر عن مأساة ايكولوجية يعرفها بحر مدينة الناظور وكأن المسؤولين في المجالس البلدية او المهندسين على مستوى العمالة صاروا عاجزين عن ايجاد حل للواد الحار الذي لايهدد شواطيء الناظور بالتلوث فحسب وانما يهدد صحة المواطنين بالدرجة الاولى …

ان الاهمال الذي طال هذه المدينة انعكس سلبا على الواقع الاقتصادي والسياحي للمدينة رغم كونها معبرا رئيسيا لجاليتنا بالخارج ، بحيث يلاحظ كل سنة ان حركة المرور تعرف اختناقا وتكدسا ، ورغم ذلك لم يطراء اي تغير على اعادة النظر في تنظيم عملية المرور بأزقة وشوارع الناظور …

شئء واحد هو الذي يعرف تطورا مذهلا بهذه المدينة وهو غلاء الاراضي الخاصة للبناء ، والارتفاع الصاروخي لاثمنة القطع الارضية ، وللعقار بصفة عامة …بحيث صار الحصول على قطعة ارضية او سكن من طرف ذوي الدخل المحدود من المستحيلات …

ان اعادة هيكلة مدينة الناظور في جميع المجالات اصبح ضرورة حتمية ، لاسيما ان هذه المدينة سوف ترتبط عما قريب بالسكة الحديدية التي ستقوم بربطها بعمالة تاوريرت ، واذا لم تتم هذه الهيكلة قبل ذلك فان مدينة الناظور ستخسر رهان التنمية الاقتصادية والاجتماعية الذي يعتبر طموح كل ابناء هذه المدينة سواء في الداخل او الخارج …