Home»Régional»راهنية الفعل الرياضي بجرادة:كرة القدم كنموذج.

راهنية الفعل الرياضي بجرادة:كرة القدم كنموذج.

0
Shares
PinterestGoogle+

تأسس فريق الجمعية الرياضية لكرة القدم بجرادة (Association Sportive de Djerada) في بداية الخمسينات من القرن الماضي من طرف المستعمر الفرنسي،الذي كان يرابط بجرادة نظرا لتواجد فئة كبيرة من الفرنسيين الذي كانوا يستغلون الفحم،و كان هذا الفريق يشارك في إطار دوري من المغرب و الجزائر في إطار المستعمرة الفرنسية.وكان أغلبية لاعبي الفريق ذوي جنسية فرنسية.و في هذا الصدد نشير إلى أن فريق جرادة لعب إلى إحدى الفرق الجزائرية التي كان يلعب لها أحمد بن بلة،أحد رواد حركة التحرر بالجزائر و أول رئيس لدولة الجزائر، والذي أزيح من الحكم في إطار انقلاب قاده الهواري بومدين سنة 1965.
بعد الاستقلال،سيرجع الفريق مغربيا ،و ستتبنى شركة مفاحم المغرب هذا الفريق و ترعاه،وقد لعب أدورا طلائعية في الدوري الثاني للبطولة المغربية و مع فرق كبرى كفريق المولودية الوجدية و المغرب التطواني .

وقد كان في بداية الستينات يعتمد على العمال من أجل التزود باللاعبين.لكنه بعد السبعينات سينفتح على الطلبة و التلاميذ و الأفارقة لتدعيم الفريق.و كانت فرق الأحياء الشعبية شريانا حيا لمد الفريق بلاعبين ذوي كعب عالي.و يعتبر والي الأمن لمدينة الدار البيضاء الحالي السيد مصطفى موزوني أحد هؤلاء الطلبة الذين أغنوا الفريق حيث لعب حارسا للمرمى،و قد ظهر جليا تدبيره المحكم لملف ديربي البيضاء بين الوداد و الرجاء من الجانب الأمني و ذلك اعتبارا لخلفيته الرياضية.حيث ندر الشغب خلال هاته المباريات التي تجري بين فريقي العاصمة الاقتصادية.
في السنوات الأخيرة تدحرج الفريق الأول لمدينة جرادة إلى القسم الثاني هواة، و قل بريقه،و الجمهور بمدينة جرادة يتساءل عن الأسباب التي أدت بالفريق إلى القهقرى،و التي يمكن إرجاعها إلى المسوغات التالية:

1-إغلاق شركة مفاحم جرادة الراعي الأول و المدعم الرئيسي للفرقة،مما فتح الباب إلى أزمة مالية يعيشها الفريق،رغم الدعم الغير الكافي من عدة جهات كالمجلس الإقليمي و مجلس بلدية جرادة.فقد تلقى الفريق منحة سنوية من المجلس البلدي برسم 2009-2010 قدرها 200.000 درهما ،و من المجلس الإقليمي:55.000 درهما و من مجلس الجهة الشرقية 15.000 درهما.و يجب الإشارة إلى أن المجلس البلدي بجرادة قد رفع المنحة من 70.000 درهما سابقا إلى 200.000 درهما حاليا.

2-غياب بنيات تحتية أساسية من ملاعب كروية في الأحياء، الخزان الرئيسي لاكتشاف البراعم رغم أن هناك ملعبا قيد الإنجاز بحاسي بلال و آخر بجرادة في إطار برنامج التأهيل الحضري ،و ملعب جرادة تم تخصيص غلاف مالي له قدره ثمانية ملايين درهم.كما أن هناك أربعة ملاعب صغيرة للأحياء مبرمجة في إطار برنامج التأهيل الحضري و ذلك من طرف وزارة الإسكان.

3-غياب سياسة رياضية وطنية تعتبر الرياضة كرافد للتنمية،و آلية لإدماج الشباب في النسيج السوسيواقتصادي.فالرياضة ما زالت تسير في المغرب بعقلية متخلفة.و الرسالة الملكية الموجهة إلى قطاع الرياضة أناطت اللثام عن الخلل.فالرياضة يجب أن تتطور و تلج ميدان الإحتراف.ففريق برشلونة يشغل 30.000 شخصا.و الصفة القانونية لفرقنا يجب أن تنتقل من صفة جمعية إلى صفة شركة.فقد لاحظنا مؤخرا محاولة تجريبية و محتشمة لإنتقال فريق الفتح الرباطي إلى صفة شركة.

4-نقص في التعاطي ألإيجابي المحلي مع الرياضة و غياب مخططات عمل واضحة لقطاع الرياضة من طرف الجهات الوصية.فالمدرسة لم تعد تؤطر بالشكل الكافي التلاميذ من الجانب الرياضي عموما و كرة القدم على وجه الخصوص.

5-ظهور نوع من العصبية داخل فرق الأحياء.فالكرة لم تعد تؤطر الشباب بشكل كاف،بقدر ما أصبحت أداة لإعادة إنتاج القيم البالية،فقد أصبحنا نسمع بجرادة أن فريق الحي الفلاني تابع للقبيلة الفلانية و الآخر تابع للقبيلة العلانية .فالرياضة أداة للتأطير داخل تنظيمات حداثية،و العلاقات بين الشباب يجب أن تحكمها مدى العطاء في اللعبة،و ليس مدى الانتماء إلى القبيلة.

6-المجتمع المدني الناشط في الحقل التنموي لا يعطي أهمية للحقل الرياضي،كما أن الجهات الوصية لا تبادر إلى إشراكه في هذا المجال.

7-كما يجب الإشارة إلى أن مستودع فريق الجمعية الرياضية لجرادة ليس في المستوى.و الفريق تنقصه حافلة للتنقل،لأنه يشكل عبئا على ميزانية الفريق،القليلة أصلا.و في الصدد،هناك إمكانية تقديم مشروع إلى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية،للاستفادة من حافلة للنقل،و الذي يمكن أن تكون الجمعية التي تسير الفريق حاملة للمشروع.
في ألأخير أود أن أشير إلى أن جرادة مدينة صغيرة،و لن تنتج فريقا كبيرا في الغد القريب من حجم الوداد أو الرجاء،نظرا لأن المدينة صغيرة،و القطاع الخاص الذي يمكن أن يحتضن الرياضة، هو في مرحلته الجنينية.لكن يمكن لجرادة أن تنتج لاعبين يدعموا الفرق التي تلعب في الدوري الممتاز و بالتالي تساهم في تطوير اللعبة و إدماج اللاعبين في النسيج السوسيواقتصادي.ففريق موناكو الفرنسي يجلب لاعبين أطفال من أفريقيا،يؤطرهم حتى ينضجوا ثم يبيع خدماتهم إلى فرق أوروبية كبرى و يستفيد من أموال طائلة.يستثمرها في إنعاش قطاع الشغل.فالرياضة أصبحت رهانا حقيقيا لجميع الأمم.و كمثال الصين راهنت خلال الدورة الأولمبية التي انعقدت ببكين على الفوز بالمرتبة الأولى لتوضيح طفرتها الاقتصادية.أما رياضاتنا المغربية فهي تعيش على إيقاع انتكاسة حقيقية.و فريق كرة القدم خير مثال.كما أن أعلى السلطات في البلاد دقت ناقوس الخطر.فعلى المسؤؤلين المحليين بجرادة من قطاع وصي ،مسيرين و مجتمع مدني أن يلموا الشمل و يشمروا على سواعدهم و ينقذوا ما يمكن إنقاذه.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. Omar Elouali
    11/02/2013 at 00:15

    Très inquiet pour l’avenir de Jerada
    À ce que vous avez pas essayer à faire appel à MRE
    De sentir cette belle équipe

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *