Home»Régional»التنشيط وتقنياته -2-

التنشيط وتقنياته -2-

0
Shares
PinterestGoogle+

""""

""""

– التنشيط وتقنياته – 2

من إعداد : الأستاذ يحيى قرني

ygarni@yahoo.fr

في البداية أتقدم بالشكر لكل الذين تفضلوا بقراءة الورقة الأولى وأبدوا ملاحظاتهم

أما بالنسبة للورقة الثانية سأحاول معالجة عملية برمجة أنشطة [اهدافها ومحتوياتها ومراحل إنجازها.

1/ تعريف البرمجة :

البرمجة في مجال التنشيط هو تصميم مفصل للأنشطة المراد إنجازها أي وضع محتوى نشاط ما وفق أهداف وتوزيعه زمنيا.

ويعتبر مقدسي (1888) أن برمجة التنشيط تستهدف على المدى البعيد إنقاذ الإنسان من جحيم برمجة المنشآت الإنتاجية الكبرى وروتينيتها حتى ترد إليه عفويته المبدعة.

2/ متطلبات عملية البرمجة :

وتتطب عمية البرمجة مراعاة خصائص وإمكانات أطراف التفاعل وضبط محتواها وتوزيعه زمنيا :

مراعاة خصائص الرواد: ميول وحاجات الرواد، الفروق الفردية للمشاركين.

خصائص المؤسسة والمجتمع.

يمكن تصنيف التنشيط إلى ثلاثة أصناف من الأنشطة شأنها شأن أي منظومة. فالمنظومة، حسب أرجيرس Argyris ،1970، تسعى إلى أداء ما يلي :

أنشطة إنتاج : وهي تمثل هدف المؤسسة في إنتاج خدمات .

أنشطة مركزة على تماسك نظامها الداخلي : كالتنسيق بين مختلف إداراتها وخلق تناغم وتكامل بين الأفراد والجماعات .
أنشطة موجهة نحو تأقلمها مع محيطها : وهو شرط أساسي لتطورها وبقائها.
فهذا المحيط هو الذي يزودها بما تحتاجه من إمكانات مادية وبشرية ويطالبها بخدمات لأفراده وجماعاته.

فالمنظومة تزود المجتمع بما أنتجته، والمجتمع قد يرضى أو لا يرضى عن هذا الإنتاج ويعبر عن ذلك وفق مفعول ارتجاعي .feed back

يتبين لنا من هذه المقاربة تعدد أطراف التفاعل في العملية التنشيطية، وهذا ما يستوجب مراعاة خصائص وإمكانات كل طرف من هذه الأطراف عند القيام بعملية البرمجة.

1 مراعاة خصائص الرواد:
1.1
معرفة ميول وحاجات الرواد:

تعتبر معرفة ميول وحاجات الرواد ركنا هاما في عملية البرمجة. فالبرمجة يجب أن تكون كفيلة بإشباع حاجات الأفراد كما أشار إلى ذلك مجموعة من الأخصائيين كميلاري Camillerie وتابيا Tapia وعبد الحميد عطية (1991) وغيرهم.

يعرف روكلان ومارتان Reuchlin -Martin ،1991، الميل بأنه اتجاه إيجابي مختلف الشدة لأفراد نحو مواضيع مختلفة من بيئتهم.

هذا الاتجاه النفسي للفرد تؤثر فيه عوامل بينية وأخرى ذاتية كإمكاناته وشخصيته وانتمائه الشقي،

ومن أهم ميول الشباب التي صنفها الأخصائيون يمكن أن نذكر : الميول العلمية، الميول الفنية، الميول الأدبية، الميل إلى الخدمات الاجتماعية، الميل إلى التحرر الفكري، الميل إلى اللعب والرياضة، إلخ

تبين روشبلاف سبنلي Rocheblave – Spenle أن اهتمامات الشباب تتميز بتنوعها، وغالبا ما نلاحظ تشتتا لهذه الاهتمامات (المراهق يبدأ نشاطات دون أن يتمها) ويعزى هذا إلى فترة المراهقة وهي فترة المحاولات (تجربة / خطأ

.

ولكن قد تعترض ميول الشباب عدة عقبات، وهي حسب لوتي، Lutte، 1988 :

قلة الوقت، والمال، وضغط الوسط الاجتماعي، ومحدودية القدرات الذاتية.

ويمكن إشباع الميول غالبا من إشباع مجموعة من الحاجات، والحاجة هي كل ما يعتبر ضروريا أو مفيدا لتحقيق التوازن الجسمي أو/ النفسي أو/ الاجتماعي، وهي حسب ماسلو :

الحاجات الفيزيولوجية
الحاجة إلى الأمن والطمأنينة
الحاجة إلى الانتماء
الحاجة إلى الاعتراف والتقدير
الحاجة إلى المعلومات والفهم: لما يتعلق بحاجته وبالمجتمع الذي يعيش داخله
الحاجة إلى تحقيق الذات: تتحقق هذه الحاجة بإشباع الإنسان لحاجته الأخرى وبتحقيق أهدافه.

وفي فترة المراهقة تصبح من أهم الحاجات الحاجة إلى الاستقلالية والصداقة واكتساب المهارات والمعارف وتنمية القدرات وكذلك الحاجة إلى النجاح والشعور بالإنجاز وإثبات الذات.

إن السلوك الذي يقوم به الفرد استجابة لحاجياته مآله أما الإشباع أو الفشل، فإشباع الحاجات يساعد الفرد على تحقيق تكثيف نفسي واجتماعي، أما عدم الإشباع فيؤثر على السلوك إذ يؤدي إلى ظهور أعراض سوء التكيف النفسي والاجتماعي التي تأخذ أشكالا تتفاوت في تنوعها حسب شخصية الفرد وطبيعة المحيط الذي يعيش داخله.

ومن أبرز الأعراض التي يمكن ملاحظتها: التوتر النفسي، الانطواء على النفس، الشعور بالنقص، الاستهتار، التمرد، السلوكيات المنحرفة والتأخر الدراسي.
أما العوائق التي يمكن أن تحول دون إشباع الحاجات فهي :

عوائق مرتبطة بالفرد : المرض، الإعاقة، التقدير الخاطئ للإمكانيات.
عوائق مرتبطة بالمحيط : المناخ الأسرى المتدهور، عدم مراعاة الحاجات،و العادات والتقاليد.

إن مراعاة ميول وحاجيات الأفراد والجماعات بما يمكن من الإشباع من شأنها أن تشجع الرواد على الإقبال على المشاركة الفعالة في إنجاز البرامج بما يساعدهم على تحقيق توازنهم.
فإنجاز النشاط المرغوب فيه كثيرا ما ينتج للفرد إمكانية إثبات ذاته بأن يعطيه الإحساس بما يميزه ويعطيه قيمة وسط الآخرين، كما أن المشاركة في المسابقات بأنواعها والنجاح فيها تمكناه من التقدم والتطور فيعطيانه الشعور بالنجاح والإنجاز.
كما أن على المنشط أن يمتنع عن تفضيل بعض الأنشطة على غيرها بدعوى أنها تضمن تكوينا أمتن أو تربية أفضل فيقوم بعملية إسقاط تجعل البرامج مراعية لرغباته أكثر من مراعاتها لرغبات وحاجات الرواد.
للتعرف على ميول وحاجات الرواد وخصائصهم يمكن للمنشط أن يستعمل الوسائل التالية :

الملاحظة بالاستبيان :

الاستبيان يتضمن أسئلة موضوعة وفق هدف، ويجب أن تكون الأسئلة التي يتم طرحها قصيرة وواضحة ولا تشتمل على كلمات صعبة أو مختصة ولا ملزمة ولا إيحائية.

ويمكن أن تكون الأسئلة مفتوحة أو مغلقة أو كلاهما كما يستحسن اختبار الصيغة الأولية للاستبيان ثم تعديله قبل اعتماد الصياغة النهائية. وبعد الحصول على البيانات يقع تفريغها وتبويبها ثم تحليلها.

الملاحظة بالمقابلة :

المقابلة ليست المحادثة، إذ تكون مهيكلة بهدف واضح وموافق وتقنيات وهي حسب ميزونوف Maisonneuve ،1963، وضعية تفاعل لفظي بالأساس بين شخصين باتصال مباشر هدفه محدد مسبقا.

والمقابلات لا يجب أن تمارس خلالها تأثيرات، والهدف من إجرائها هو الحصول على معلومات تخص أحداثها أو سلوكها وكذلك لسبر الآراء ومعرفة الحوافز.
يشترط عند القيام بالمقابلة أن تتوفر عند القائم بها المواقف التالية :

موقف سماحي : يتمثل في عدم ممارسة ضغوط بأي شكل من الأشكال على المستجوب.
موقف قبول : أي قبول ما يصدر عن المستجوب دون الحكم له أو عليه مع محاولة فهمه دون تأويل أوإسقاط «موقف القدرة على فهم الآخر«.
موقف اهتمام حقيقي : يتجلى في الاهتمام بكل ما صدر عن المستجوب بالانتباه والحضور الذهني وعدم قطع الحديث.
كما يقع الاعتماد أثناء المقابلة على تقنيات تسهيل الاتصال وتتمثل في :

تقديم التعليمات : وهي عبارة عن إبراز الهدف من المقابلة عبر تحديد موضوعها بلغة بسيطة ومفهومة.
إعادة الانطلاق : وهي عبارة عن عودة إلى ما قيل بطلب التوسع أوالتعمق أوتفسير ما قاله المستجوب بصورة غامضة ويجب أن يكون التدخل بعد صمت المستجوب.
إعادة الصياغة : وهي عبارة عن خلاصة لمحتوى واضح أو ضمني صدر عن المستجوب كما يمكن أن تكون بإعادة الكلمة أو الجملة الدالة، ويقع التدخل بعد توقف المستجوب.

يمكن الحصول على المعلومات بتسجيل المقابلة ثم تبويبها وتحليلها. ولا يجب التدوين خلال المقابلة لأن ذلك يعيق التركيز ويخل بموقف الاهتمام الحقيقي وبالتالي بالفهم. يتبع

وظيفة ربط العلاقات والتواصل الاجتماعي (مع الرواد والمحيط)وظيفة الترفيه والترويح.

– وظائف ثقافية، الاطلاع على الواقع ومواكبته وأيضا الخلق والإبداع وكذلك.ويستدعي القيام بالعملية التنشيطية : – عملية برمجة أنشطة بأهدافها ومحتوياتها و مراحل إنجازها. يتبع.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *