Home»Régional»دلالة الدورة الصيفية لتحفيظ القرآن الكريم للناشئة بمدينة وجدة وضواحيها

دلالة الدورة الصيفية لتحفيظ القرآن الكريم للناشئة بمدينة وجدة وضواحيها

0
Shares
PinterestGoogle+

دأب المجلس العلمي المحلي بوجدة منذ سنوات على تنظيم دورات صيفية لتحفيظ القرآن الكريم للناشئة في المدينة وضواحيها . وعلى غرار المواسم السابقة أعلن المجلس عن انطلاق الدورة الصيفية لهذا الموسم خلال هذا الأسبوع حيث علقت إعلانات على بوابات المساجد تحث آباء وأولياء الناشئة على توجيه أبنائهم وبناتهم إلى بيوت الله خلال العطلة الصيفية من أجل حفظ واستظهار ما تيسر من الذكر الحكيم. وبالفعل انطلقت هذه العملية في العديد من المساجد حيث لوحظ إقبال الصغار بكثافة على حفظ كتاب الله ، وفي جو من الابتهاج.
ولقد حققت هذه العملية خلال مواسم منصرمة نتائج مرضية حيث دخلت الناشئة في مختلف الأحياء في تنافس كبير لتحصيل أكبر قدر ممكن من القرآن الكريم ، وقد تم الحديث عن أرقام قياسية محلية حققها بعض الأطفال والشباب.

وبدأت ظاهرة انتشار الحفاظ والحافظات لكتاب الله بين صفوف تلاميذ وتلميذات المؤسسات التربوية. ومعلوم أن السياسة التربوية الحالية تراهن على بيداغوجيا الكفايات التي تهدف إلى تكوين وصقل الكفايات من أجل تأهيل الناشئة لخوض غمار الحياة ، أكثر مما تهدف إلى تكديس المعلومات التي سرعان ما تتبخر ولا تعطي الأجيال الناجحة في حياتها . ومن المعلوم أيضا كفاية الاسترجاع أو الاستظهار من أهم الكفايات التي تساعد على تطوير باقي الكفايات عكس ما يعتقد البعض ، لهذا تعتبر فرصة استظهار القرآن الكريم فرصة جد مهمة لصقل هذه الكفاية في شكل برنامج دعم غير مفروض بطريقة مدرسية كما هو شأن برامج الدعم التي تتضجر منها الناشئة ، بل هو برنامج دعم محبب للناشئة حيث تستهويهم أماكن العبادة التي تتبنى هذا البرنامج ، فيجدون متعة في التردد عليها للاحتكاك بالقرآن الكريم مع قناعة عقدية مفادها أنهم ينجزون عملا تعبديا يؤجرون عليه خلاف القناعات التي تسيطر عليهم عندما ينخرطون في برامج الدعم الأخرى. ومن المعلوم أيضا أن تلاوة القرآن من طرف الناشئة هي فرصة جيدة لتحسين الأداء على المستوى اللغوي حيث لا يوجد أفصح من كلام الله عز وجل مما يجعل الألسنة المتعثرة تستقيم بتلاوته خلاف باقي الكلام البشري .

فنحن عندما نصغي إلى الصغار وهم يتلون القرآن نجد أداءهم اللغوي يرتفع جودة بسبب بلاغة القرآن الكريم ، أكثر مما يكون الأمر عليه حين يرددون أناشيد أو محفوظات بالرغم من إيقاعها ، ذلك أن إيقاع القرآن الكريم يكون طبيعيا و ينساب انسيابا في حين يكون إيقاع الأناشيد والمحفوظات واضح التكلف. ومن المعلوم أيضا أن العرب دأبوا على صقل أذواق ناشئتهم بالكلام البليغ والفصيح ، ولا توجد فرصة أفضل من صقل أذواق الناشئة من خلال الاحتكاك ببلاغة وفصاحة القرآن الكريم ، ولهذا السبب وجه المسلمون منذ الماضي البعيد أبناءهم إلى الكتاتيب أو المساجد في طفولتهم المبكرة لهذا الغرض. ولقد أشار بعض منظري التربية الإسلامية القدامى إلى أهمية توجيه الناشئة إلى حفظ كتاب الله عز وجل وما فيه من بركة.
ولعل الدورات الصفية لتحفيظ القرآن الكريم في مدينة وجدة وضواحيها فرصة لا تعوض خصوصا في فترة عطلة صيفية تفشل العديد من الأسر في حسن استغلالها الاستغلال الأمثل حيث تلقي بفلذات الأكباد إلى الشوارع في قيظ الصيف ليكونوا عرضة لسلوكات مشينة لبعض الراشدين والكبار وحتى الأقران المنحرفة .وعكس ما يعتقد البعض تعتبر جلسات حفظ القرآن لحظات متعة بالنسبة للناشئة خلاف الحصص الدراسية الإلزامية ، ولهذا السبب يعتبر اقتران الدورات الصيفية لتحفيظ القرآن الكريم بفترة العطلة الصيفية أمرا مناسبا إذ غالبا ما تخصص فترة العطلة الصيفية لاقتناص المتع ، ولا توجد متعة أفضل من تعاطي حفظ كتاب الله عز وجل. وتساهم العديد من الأسر الوجدية في إنجاح هذه الدورات الصيفية لتحفيظ كتاب الله من خلال التأثير في أبنائها وتحفيزهم على ارتياد المساجد من خلال إغرائهم بجوائز مقابل تحصيل جزء من كتاب الله.

والمجلس العلمي المحلي بوجدة بدوره يخصص جوائز لإنجاح هذه الدورات الصيفية مما يعتبر مشروعا حقيقيا لربط الصلة بين الناشئة وبين دينها الحنيف. وتعتبر دورة تحفيظ القرآن الكريم بمثابة عرس تفخر به مدينة وجدة وتحتفل به الاحتفال اللائق طيلة فترة الدورة التي تختتم بحفل كبيرمشهود. وليس من قبيل الصدفة أن يحتفل بعروس القرآن كما كان الشأن في الموسم الفارط حيث أكرمت حافظة في مقتبل العمر بعد أن ختمت كتاب الله حفظا متقنا. واحتفال ساكنة مدينة وجدة وضواحيها بالدورات الصيفية لتحفيظ القرآن الكريم هو احتفال هذه الساكنة ببيوت الله حيث يتلى كتابه الكريم بكرة وعشية . وحضور الدورات الصيفية لتحفيظ القرآن الكريم في ذاكرة ساكنة وجدة هو تعبير عن تدينها الراسخ ، ورد عن كل من يريد النيل من هذا التدين الراسخ بواسطة مشاريع ثقافية متهافتة لا يمكن أن تنال من الساكنة المؤمنة بكتاب ربها والعاشقة له والمتمسكة به.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *