Home»Régional»الأمم المتحدة في خطر بسبب البيت الأبيض أم بسبب دارفور ؟

الأمم المتحدة في خطر بسبب البيت الأبيض أم بسبب دارفور ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

لا يسع المرء وهو يتابع الأخبار عبر الفضائيات إلا الضحك عندما تطالعه صور الرئيس الأمريكي وقد انتفش وازبأر كالهر؛ ويزداد المتابع لتصريحاته سخرية منه ؛ وهو ماض في صلفه وعنجهيته غير مبال بما أحدثه في هذا العالم من دماروخراب ؛ فلو أحصيت الأرواح التي أزهقت في عهد ولايته لفاقت العدد الذي كان في عهد سابقيه. لقد وقف مرة أخرى مستعرضا عضلاته على طريقة رعاة البقر وهو يخاطب العالم باستعلاء من خلال الهيئة الأممية في دورة 2006 ؛ وكأن العالم بألف خير إلا في دارفور وإيران بل حذر من الخطورة التي تتهدد الأمم المتحدة بسبب دارفور. لقد بدا المنظر مثيرا للفكاهة إذ وقف أخطر رئيس على السلم العالمي يدافع عن السلام ؛ ويقرر مواصلة مشوارالحروب الطاحنة الذي بدأه في حين كانت الجماهير الأمريكية خارج مقر الأمم المتحدة تندد به وبسياسته العدوانية في العراق. إن المشهد يذكر بحكاية الحيوانات المرضى بالطاعون حيث وقفت الوحوش الكاسرة تفخر بجرائمها وتزكي بعضها البعض حتى جاء دور الحمار الذي أصاب عشبا في ساحة دير مهجور فكان صاحب الجريمة التي لا تغتفر في نظر وحوش ضارية تتباهى بالفضائع. أجل إن مشكلة دارفور أكبر من مأساة فلسطين والعراق وأفغانستان ؛ فكل هذه المآسي لا تشكل تهديدا لهيئة الأمم المتحدة كما تهددها دارفور. وجلس ساسة العالم ينصتون للرئيس المنتفش ولا أحد يجرؤ على القول اللهم هذا منكر!! ؛ صانع حروب مدمرة يتباكى على دارفور؛ وصدق من قال الأحب لا يرى حدبته . لم ينشغل بوش بالأمم المتحدة يوم عزا العراق غير مبال بها ؛ والآن أصبح يعبر عن قلقه بسبب إقليم دارفور الذي طحنته أسلحة الولايات المتحدة الأمريكية المسربة للعصابات المجرمة كما أفنته المجاعة ؛ ولو حول بوش شحنات السلاح إلى قمح لدبت الحياة في دارفور ؛ ولو تفضل مشكورا بترك موضوع دارفور لأصحابه لحل المشكل بيسر وسهولة لا تتطلب هذا التدويل غير المطلوب في قضية سيادية تخص بلدا مستقلا عبر حوار فرقائه . إن الرئيس المتغطرس يريد تحقيق حلمه الجنوني المتمثل في إقامة ضيعته في الشرق الأوسط وتكون عبارة عن كيانات مشتتة لتعيث إسرائيل فيها فسادا وتحقق استقرارها المفقود من زرعت في المنطقة قبل نصف قرن من الزمن. لقد تسربت معلومات عما يسمى بخارطة الشرق الأوسط الجديد وهي خارطة تعتبر مساحة السودان فوق المعيار المطلوب أمريكيا وإسرائيليا لهذا لا بد من تقليص هذه المساحة من خلال فك الارتباط مع الجنوب بعد مضي خمس سنوات على المعاهدة المملاة واقتطاع دارفورليكون قلعة صليبية وشوكة في خاصرة الشرق الأوسط الإسلامي المحيط بالكيان الصهيوني السرطاني من جميع الاتجاهات. وهناك حديث عن جمهوريات عراقية كردية وشيعية وسنية ؛ وحديث عن جمهوريات جديدة هنا وهناك حسب المقص الأمريكي . ولا يتعلق الأمر بالجغرافيا فقط بل بالديموغرافيا أيضا إذ ستكون هنالك هجرات بشرية على غرار الهجرات البشرية في الأزمنة الغابرة.

كما أن تقارير الملاحظين من ذوي الاختصاص يتحدثون عن صيغة جديدة لهيئة الأمم المتحدة التي شاخت وتقادمت ولم تعد تساير العصر؛ والتي كانت إفرازا لحرب كونية خلت ؛ وحلت محلها حرب دنكيشوتية تقتضي صيغة جديدة لهيئة الأمم المتحدة لتستجيب للواقع الجديد واقع الحيوانات المرضى بالطاعون.
إن الغرب بقضه وقضيضه يدندن على بترول الشرق الأوسط كل حسب طقوسه ولكن الغنيمة واحدة .
وقديما قيل إن الكلاب المتهارشة تسود بينها المحبة أمام الجيف . وهكذا بدا ما لا يتطابق بين فرنسا والولايات المتحدة متطابقا بل طبق الأصل لأن القضية تتعلق بإيران والسودان.
لا أحد ذكر إسرائيل بسوء في الجمعية العامة لأنها السامية التي لا يطالها قانون ولا يجوز في حقها النقد ؛ ولا أحد ذكر جرائم الحرب في قندهار وأبي غريب وكوانتانامو ؛ ولا أحد ذكر حق الشعوب في الحرية وحقها في الاستقلال ؛ وحق الدول في السيادة الكاملة غير المنقوصة ؛ وحقها في تدبير شأنها دون تدخل وحق جميع الدول في استعمال الطاقة النووية لأغراض سلمية ؛ وحقها في المطالبة بتدمير ترسانة الدول النووية الحربية ؛ ولا أحد تحدث عن شبح المجاعات والسيدا والكوارث ؛ ولا أحد نادى بضرورة احترام حق التدين ؛ وإدانة ما صدر عن بابا الفاتكان دون داع مع سبق الإصرار والترصد. أجل لن يتكلم أحد في حضرة الحيوانات المرضى بالطاعون والا كان في منزلة الحمار القربان. من من الساسة يرغب في مصير كمصير صدام ؟؟ بعيد الشر !!
إن إسقاط الشعوب من حسابات المعادلة السياسية في العالم خطأ بكل المعايير؛ ومن يراهن على سياسة الرئيس المزبئريسير نحو الطريق المسدود ؛ ولربما كان مؤتمر الجمعية العامة القادم بدون ازبئرار ولا انتفاش لأن الشعوب قالت كلمتها ؛ وكلمتها لا مناص من احترامها ؛ فالقضية قضية توقيت ليس إلا وسيستفيق العالم من غفوته ليشطب من التاريخ طغاة اليوم كما شطب طغاة الأمس . والمشكلة ليست في دارفور بل في بيت أبيض أنيق حيث الحضارة والرفاهية وكل الحقوق إلا حقوق الإنسان خاصة إذا كان من إتباع ديانة محمد بن عبد الله .( لقد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر ) .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *