Home»Régional»حين يسيس حتى الماء فاقرأ على الدنيا السلام

حين يسيس حتى الماء فاقرأ على الدنيا السلام

0
Shares
PinterestGoogle+

حين يسيس حتى الماء فاقرأ على الدنيا السلام
تعرف تافوغالت القرية الساحرة، بجمال طبيعتها، ومآثرها التاريخية، ومائها العذب الزلال، مع التسطير بالمداد الأحمر على الماء العذب الزلال، فمن لا يعرف (سقاية ) تافوغالت الكريمة التي لم تشح عن العطاء منذ أن كانت، ومنذ أن بناها الاستعمار الفرنسي في المكان الذي هي به الآن، فلاشك أن لهذه (السقاية ) الدور المركزي في اجتذاب الزوار إلى تافوغالت، إذ لا يمكن أن نتصور الطبيعة الخلابة والمناظر الجميلة لولا وجود الماء، ألم يقل ربنا الكريم (وجعلنا من الماء كل شيء حي). ولكن ماذا نقول حين تدخل السياسة لتغير الطبيعة، ليس عجبا، فأمر السياسة هو ذاك أن تغير الطبيعة، بل إن فلسفة السياسة كانت تحلم بالسيطرة على الطبيعة، ألم يحكم الإنسان الثائر في هذا العصر وهم التحكم بالطبيعة من خلال السياسة ؟؟؟

إذن فأمر السياسة مفهوم في تغليب المصالح السياسية على حساب كل شيء آخر (القيم، الطبيعة، الحياة ) لكن الذي لا يفهم، أن يساهم الايكولوجيين، أو بالأحرى المسمين أنفسهم بالإيكولوجيين المدافعين عن الطبيعة وعن البيئة، في تدمير البيئة وتجفيف منابع الماء بدعوى حق استفادة الكل من الماء.
بعيدا عن لغة المرموز أحاول أن أقرب الصورة بالشكل الواضح، وأبدأها من خلال إيراد الخبر الآتي الذي مفاده أن تافوغالت القرية الصغيرة الهادئة، عرفت يوم الأربعاء وقفة احتجاجية بمقر القيادة، شارك فيها عدد من سكان تافوغالت، احتجاجا علي قرار الجماعة القروية لتافوغالت بالسماح لدوار أولاد يعقوب بالتزود من الماء، من خلال ربط الدوار بسقاية تافوغالت مباشرة عن طريق أنبوب يربط بالأنبوب المركزي المزود للسقاية بالماء، ونظرا لغياب القائد يوم الأربعاء فقد أعيدت الوقفة يوم الخميس، دخل على إثرها أربعة من المشاركين في الوقفة كمتحاورين مع القائد، حيث أكدوا له احتجاجهم على قرار الجماعة القروية، وقد أكد لهم السيد القائد القيام بإجراءاته في إخبار العمالة بهذا الاحتجاج، والطلب من الجهات العليا النظر في هذا القرار، هذا ما يتعلق بالخبر.

أما تحليله فذلك ما سنحاول القيام به من خلال إدراج بعض التساؤلات التي علها تفيدنا في إدراك خلفيات القرار.
ونبدأها أولا بسؤال الزمن: فلماذا الآن وبالضبط، ألم يكن دوار أولاد يعقوب موجودا منذ زمن، ويدبر حاجته إلى الماء بالشكل المعتاد؟ أم أن حمى الانتخابات التي قربت هي الفاعلة فعلها في إقرار ما لا يجوز إقراره حفاظا على ما هو استراتيجي -لمن يفهم معنى الاستراتيجي والتكتيكي- ولكن أنى لمن لا يجاوز فكره أنفه أن يفهم مغزى الاستراتيجي . الذي يجب أن يعلم أن مستشار دوار أولاد يعقوب هو من المعارضين في مجلس الجماعة، وبالتالي فمن باب النباهة والذكاء السياسي، أن نربح اليوم ما خسرناه البارح ولو على حساب ما هو استراتيجي، متعلق بمستقبل كل تافوغالت، فلتجف السقاية ولينجح الرئيس في الحفاظ على مركزه الرئاسي من خلال ضمان صوت المستشار المعارض.

أما السؤال الثاني : فما علاقة رئيس جمعية مسماها يوحي بالدفاع عن البيئة والحفاظ عن الإنسان في علاقته بالبيئة بقرار الجماعة المهلك للطبيعة والإنسان ، وأنى له بهذه السلطة الرمزية التي تجعل مقترحاته مسموعة وتتحول إلى قرارات مباشرة للتنفيذ، والعجيب أن هذا الرئيس (الايكولوجي ) كان قد اقترح من قبل اجتثاث أشجار (فيلاج تافوغالت) بدعوى أنها تستهلك كثيرا من الماء، في حين أنه لو جاز لأحدث شجرة هناك أن تتحدث، لخبرته أن لها زمانا وجودي يجاوز زمانه الوجودي ومع ذلك لم يشح عطاء السقاية، حتى جاء مقترحه الذي يسمح بإمكانية شح العطاء. إنها لمن المفارقات العجيبة أن مقترحات هذا الايكولوجي كلها تأتي ضد الايكولوجيان فعن أي بيئة يدافع؟؟
ا

لسؤال الثالث: هل مقترح السيد (الايكولوجي ) جاء تعاطفا مع دوار أولاد يعقوب في حقهم في التزود من الماء ؟؟ أم أن استثماره المغلف هناك بدار الضيافة هو الدافع في جلب المياه، حتى يتسع الاستثمار فيسع مسبحا ليتعرى السيد الأبيض (فليستمتع السي الكاوري، وليربح السي الايكولوجي، وليكن سكان أولاد يعقوب الطعم الذي به يأتي كل المكتسب، ولتجف بعد ذلك السقاية، فعلى كل حال إذا جفت بتافوغالت فستجدونها أيها الزوار بأولاد يعقوب فما عليكم إلى أن تتجهوا إلى هناك وستجدون الترحاب من طرف السيد (الايكولوجي) )

السؤال الرابع: ألا توجد إمكانيات أخرى يمكنها أن توفر الماء للدوار من مثل حفر بئر والاستفادة من المياه الجوفية، ومعلوم أن تافوغالت بكل دواويرها لا تشح أرضها بالماء، أم أنه البحث عن الاستثمار الرخيص والبحث عن الموجود المجاني فماء السقاية غير مؤدى الثمن ومن ثم فمن يكره المجاني ؟؟؟
من خلال هذه الأسئلة يتبين أن في الأمر شيء ما مطبوخ، يجعل أمر التوقف عند القرار أمرا مطلوبا خصوصا عند من يهتم بتافوغالت ومستقبلها التنموي، ومن هذا المنطلق نسجل الملاحظات الآتية:
1

–تعتبر الوقفة الاحتجاجية تسجيلا لموقف ينم عن وعي لهؤلاء المحتجين بأن الماء أمر استراتيجي وبالتالي فهو خط أحمر يجب التوقف عنده وإبعاده عن المزايدات السياسية، وإن كان من بين المحتجين من لا يخلوا من أغراض سياسية واضحة، ولكن لا بأس فقدرنا أن نعيش السياسة في كل لحظاتنا خصوصا في زمن حمى الانتخابات

2-يجب أن لايفهم الإخوة سكان دوار أولاد يعقوب أن الوقفة الاحتجاجية ضد حقهم في التزود بالماء، فهذا ما أكده لي بعض المحتجين، وإنما احتجاجهم على أن يكون تزويد الدوار بالماء على حساب تافوغالت وسقايتها التاريخية، وعلى كل حال فلمن يريد حقا أن يخدم سكان الدوار فإمكانية الاستفادة من المياه الجوفية ممكنة كما ذكر سالفا.

3-كيف مرر هذا القرار من طرف الجماعة بدون تدخل الجهات الوصية عن الحفاظ على الماء أليس في المغرب قانون للماء يحميه من عبث العابثين ؟؟؟ ألا يدخل يدخل هذا القرار في إطار القانون رقم 95-10 المتعلق بالماء والذي جاء فيه أن من بين أهدافه (حماية كمية ونوعية للأملاك العامة المائية في مجموعها والحفاظ عليها،إدارة ملائمة للماء تمكن من التوصل إلى تصور واستعمال ومراقبة العمليات المذكورة، وذلك بإشراك السلطات العمومية والمستعملين في اتخاذ كل قرار متعلق بالماء) فأين الإشراك في قرار الجماعة المتخذ

4-العجيب هو أن يتخذ هذا القرار بدون دراسة تقنية متعلقة بالآثار التي يمكن أن تنجم عن تحويل كمية من ماء السقاية لجهة أخرى، ومعلوم أن إمكانية إدراك ذلك قائمة، كان على الجماعة على الأقل أن تستعين بالمختصين في مجال الماء لانجاز دراسة الأثر ETUDE DE L’IMPACTE) ) كالالتجاء إلى المكتب الوطني للماء الصالح للشرب ONEP ليعطي رأيه في القرار
فهذه بعض النقط التي جادت بها القريحة ونحن نتأمل قرار الجماعة لنخلص في الأخير إلى ما ذكر في العنوان –حين يسيس حتى الماء فاقرأ على الدنيا السلام- فالسلام عليك أيتها الدنيا

كتبه مجيد بوجمعاوي
رئيس جمعية طموح
تافوغالت للتنمية المحلية
04/04/2009

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

7 Comments

  1. مواطن غيور
    07/04/2009 at 18:24

    عندما تقترب المواعيد الانتخابية، تصبح المصلحة العامة تحت رحمة شبكة الصيادين عفوا المستشارين، وتتهاطل على أسماعنا مبررات مغلفة ومنمقة بأعذب الكلام، لكن إذا كان هؤلاء اللقطاء السياسيين يعملون لخدمة الصالح العام لماذا لا نراهم إلا عندما تقترب المواعيد السياسية، لماذا يطول صيامهم عن الدفاع عن المصلحة العامة، كذلك المسؤولية على عاتق المواطنين الذين يصوتون فقط من أجل التصويت ويصدقون كل من هب ودب

  2. Melhaoui mohammed
    11/04/2009 at 01:43

    Attention ! il ne faut pas dénaturer la nature au dépend de la politique!!!!!.

    La fontaine de Tafoghalt est un symbole de la beauté de cette cité merveille de l’Oriental. Il faut garder son identité et sa notoriété qui peut changer en élininant un point d’eau. C’est cette fontaine (Source naturelle) qui attire les milliers de touristes de la région et qui fait vivre toute une population de Tafoghalt et les Douars avoisinants.

    Il y a pls solutions pour résoudre l’eau du Douar et c’est l’affaire des autorités en concertation avec les services concernés et la société civile.

    Un jour, vous allez dire à vos enfants et petits enfants: il était une fois une source naturelle à Tafoghalt!!!!!

  3. soumaya
    11/04/2009 at 01:43

    في المغرب قد قرأنا على الدنيا السلام فمصالح النتخبين فوق كل اعتبار فاللهم احفظنا ألا نحاسب في الهواء كد لك

  4. Un vrai citoyen de tafoghalt
    11/04/2009 at 01:45

    Je suis vraiment désolé de lire un article d une personne qui n a m^me pas terminé ses études primaire! Les mots de ce monsieur ne sont que les mots de l association des amis de Tafoghalt qui prépare le chemin des élections pour leur président residant à rabat. Oui les gens de oulad yacoub n ont pas le droit à l eau puisque la piscine d un privé à besoin de cette eau pour que les touristes se baignent tranquillement et pour que l entrepreneur de la pipiniére de tafoghalt utilise cette eau gratuitement. Pour que notre ami caché deriére mr boujamaoui appréne de quoi il parle: la source de Tafoghalt à été partagée entre les gens de tghasrout et les gens de maaboura et puisque ces gens étaient des resistants contre les francais, pour les punir ces derniers ont détourné la source et ont privé les gens de tghasrout et aussi ceux de tagma d utiliser cette eau. Nous sommes indépéndant maintent et sous le reign de sa majesté mohamed VI prince des pauvres et qui fait tout ses efforts pour venir en aide aux diminues et grace à son inititive de développement humain le maroc avance et nous voulons pas des gens comme vous qui sont contre la philosophie de Sa Majesté. Votre place n est plus avec nous bons citoyens. Cherchez un autre coin.
    L eau est droit humain et tous les marocains doivent profiter de ce bien.
    Une femme qui dancent en plein publique ne doit pas cacher son visage. Enléve to masque et parle directement des gens qui t ont pousser à écrire cet article
    Pour le développement de notre région

  5. ابن الدوار
    11/04/2009 at 01:52

    تشهد تافوغالت هذه الايام حمى شديدة٬ رغم برودة الطقس ٬
    الحديث هنا ٬عن حمى الانتخابات السابقة لاوانها حيث بدأ التسابق على أشده من أجل الظفر باحد المقاعد القروية او الحفاظ على كراسي العرش لان لا تهتز. ففي الاونة الاخيرة انشغل الرأي المحلي الفوغالي بجملة من القضايا التي شدت الانتباه وأصبحت حديث المقاهي و النخب الفوغالية ٬أولى هذه القضايا التي أثارت الشارع الفوغالي القضية التي دكرتها ومجموعة من القضايا الاخرى يمكن اجمالها فيما يلي
    –الصوت مقابل الكيوسك
    –الصوت مقابل الباركينغ
    –الصوت مقابل قطع اشجار الغابة والاستفادة من حطبها
    –الصوت مقابل كهربة الدوار
    –الصوت مقابل فتح المسالك الطرقية للدواوير الموالية…
    وما خفي اعضم.
    إن أول تسائل يجب أن يجيب عنه الراي العام الفوغالي: لماذا كل هذه القضايا و الاحداث تقع في هذه المرحلة بالذات٬مرحلة الاستحقاقات الانتخابية2009؟ولماذا تواترت على مستوى الزمن؟
    السؤال الثاني: من له المصلحة في خلق الحدث وتأليب الشارع الفوغالي ؟بعبارة اخرى من الفاعل أو الفاعلين الذين لهم المصلحة في ذلك؟وما غايتهم؟

    تلكم التساؤلا ت المنطقية وا لجوهرية و التي إن تمت الاجابة عنها ستنكشف طلاسيم اللعبة الجبانة الدائرة بتافوغالت .

  6. elmazroui abdelali
    11/04/2009 at 22:12

    a monsieur (le vrai citoyen de tafoghalt)
    a mon avis vous n’etes pas un vrai citoyen de taforalt puisque vous faites une confusion entre les associations de taforalt. l’article a été ecrit par le présisedent de l’association ambition de taforalt qui n’a rien avoir avec l’association des amis de taforalt. de plus chaqun à son point de vue.
    cet article reflete l’interet general de taforlat. et c’est a vous d’Enléver ton masque.

  7. oujdia
    12/04/2009 at 12:27

    monsieur le citoyen je suis navré de vous dire que vous avez tort il n’a pas terminé ses etudes primaires ne veut rien dire l’essentiel c’est k’il est en mastere a present en plus il a dit son point de vue franchement vous n’avez qu’a le respecté et l’accepté . Lui il au moin il a eu le courage de parlé de son point de vu et de le defendre dans le bute de protegé la beauté de tafoghalt .Personnelement je vois qu’il a tout a fait raison et le droit aussi merci

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *