Home»Régional»نوازل المرأة والجنس (2)

نوازل المرأة والجنس (2)

0
Shares
PinterestGoogle+

يمكن أن تحدث مثل هذه الأمور.وهنا لابد من الإشارة إلى أن وضعية المرأة هذه ليست قانونا ثابتا, ولا حتمية مطلقة , بل هي خاضعة للتغيير مع تغير الأزمان والمجتمعات, واختلاف الثقافة والتربية.وهذا ما أكدته كريمة الدسوقي في رسالة لها للماجستير إذ قالت: {تشير الدراسات الحديثة عن النساء, إلى أن أوضاعهن وأدوارهن تختلف من عصر إلى عصر, ومن قطر إلى قطر, تبعا لاختلافات الثقافة الفرعية أو الانتماءات الطبقية.}[مجلة العلوم الاجتماعية عدد4 السنة 10 دسمبر1982] .وقريبا من هذا ذهبت مارجريت فن فقالت: {إن النظرة للمرأة في إطار الثقافة الاجتماعية ذات شقين ,وأن هذه النظرة للنساء في إطار هذه الثقافة تعتمد على اعتبارهن هدفا للجنس أو للخدمة .ونتيجة لهذه النظرة استقر التكوين الاجتماعي للمرأة على جعلها أسيرة لأمرين أنها نموذج للجنس ونموذج للخدمة.}[كارلا مخلوف: الأحجبة المتغيرة :المرأة والتحديث في اليمن مراجعة إسحاق القطب –مجلة العلوم الاجتماعية العدد4 السنة 9 ديسمبر 1981 ص 23] .
إن المجتمع الذي يمجد الذكورة ينتهي إلى سلسلة غير منقطعة من التمايزات لفائدة الذكر, كما ينتهي إلى شل حركة المرأة وفعاليتها ويحملها على اعتناق قيم وأخلاقيات وممارسات اجتماعية. هي من وضع الذكر وتصوره ,ويفرض عليها احترامها .وبهذا تتحول إلى ذيل تابع للرجل لا غناء عنه, وأسمى ما يمكن أن تتطلع إليه هو خدمة الرجل من كنس وطبخ وغسل … كما نفهم ذلك من النازلة التالية:( وسئل أبو عبد الله القوري عما يفعله نساء البوادي, وغيرهن من أنواع اللباس, وسائر الخدمة .إذا تشاحنوا في ذلك وتشاجروا فيه هل تجبر على ذلك أم لا؟ وهل لها نصيب حق أم لا؟ وهل يجب عليها الاشتراط على الزوج أو البينة أنها عملت ذلك لنفسها أو لا؟[نوازل العلمي ص 187].وقد صور لنا الدكتور زهير حطب هذه الوضعية في قوله :{وكيفية تحول المرأة إلى وجود تابع للرجل. منع عنها الاختلاط, وحجبها عن الناسو وجعلها أسيرة الخباء أو البيت, ومنحها إدارته.أي القيام بكل أنواع أعمال الخدمة فيه من طهي, وكنس, ونظافة وخياطة الثياب ,وإصلاح الخيمةو وتربية الأطفال ,والسهر على تعليمهم…واحتفظ لنفسه بالسيادة فيه}.وعلى هذا الأساس يكون مفروض على المرأة قديما وحديثا أن تقوم بعدة أدوار. فهي خادمة مجتمع, أي عاملة خارج البيت ,وربة بيت. وبعبارة أصح خادمة بيت, ومنجم للجنس يستعمل لإشباع حاجات الزوج الجنسية .فإن فشلت في التوفيق بين هذه الأدوار عرضت نفسها للنقد, والرفض من طرف المجتمع .ولذلك نجد كثيرا من الموظفات يهملن واجبهن الوظيفي على حساب واجبهن المنزلي والزوجي, أو العكس .وتعلق كريمة الدسوقي على هذه الوضعية التي تعيشها المرأة,وربما تكون كريمة الدسوقي أقرب من يشعر بهذا الاضطهاد .لأنها امرأة قبل أن تكون باحثة فتقول: {ولكن أن يفرض على المرأة أن تكون متعة, وربة بيت فقط. لكي تكتمل عناصر أنوثتها. فهذا يعني تخليها عن حقها المشروع في أن تكون إنسانا حرا .أما المرأة التي تعيش من نتاجها وجهدها وتصبح حرة, لكن تخليها عن دورها كأنثى إنما ينقص من قدرها كامرأة ,فتقع حيرى بين الطلبين ,وهل تبقى أنثى مستعبدة؟ أم تتحول إلى ذكر حر ؟وهل حقيقة كل الذكور أحرار؟هذا هو الموقف المحير لدى امرأة العصر ,ولكي تحل هذه المشكلة لابد أن تحل مشكلة الإنسان ككل ذكرا كان أم أنثى.}[كريمة الدسوقي رسالة الماجستير ص317]إن النوازل المتعلقة بالمرأة والجنس تكشف لنا مدى المعاناة التي كانت تشعر بها المرأة التقليدية – والتي ربما مازالت تشعر بها المرأة المعاصرة- ومدى الضغط الذي كان يمارس عليها من طرف مجتمع ذكوري في أساسه يعتبر المرأة أداة أو متاعا ينتفع به ثم يرمى جانبا . فمتى أشبع الرجل منها نهمه الجنسي رمى بها إلى زاوية بيته أو خيمته ,وأمرها بخدمته .مقنعا إياها باستمرار, بأنها كائن دوني ضعيف ,لا قيمة له كسقط المتاع .وهذا ما أكده زهير حطب في قوله:{إن المرأة كانت أداة لهو الحياة وزينتها تستعمل لإشباع حاجات الرجل, عليها أن تكون دائما بخدمته ,وأن تلغي نفسها وتقبل بالواقع كما هو لأنها سيئة الخلق ,والطبع وضعيفة العقل .مقصرة عن حمل المسؤولية. وهذا ما يجعل من اليسر التكهن بالمرتبة التي وضعت فيها المرأة,واكتشاف مكانتها الاجتماعية الوضيعة المحتقرة.وبقيت هذه الظاهرة سائدة حتى عهد قريب, في أوساط الأسر بل أن آثارها لا تزال حتى يومنا هذا.}[د.زهير حطب ص 198].
فعلى صعيد الجنس يمكن القول.إ ن المرأة تستغل أبشع استغلال في ظل مجتمع ذكوري يعتقد أن الجنس من حق الرجل وحده. وأن المرأة عليها أن تستجيب لغريزة الرجل ,وتعمل على إشباعها, حتى وإن كانت غير مستعدة لذلك .وإلا فهي ناشز .دون مراعاة ظروفها النفسية و الصحية .وفي مقابل ذلك ,ليس لها أن تطالب بإشباع رغبتها الجنسية ,ولا أن تتحدث عن هذا الحق الممنوع في عرف المجتمع .وهذه النازلة أحسن من يعبر عن هذه النظرة (وسئل بن عرفة عمن راودته زوجته على المواقعة فقال:هو عليك حرام الليلة, ونوى بذلك الفعل لا تحريم الزوجة والفرج)[نوازل العلمي ص242].
فعلى الزوجة أن تكون في حالة استنفار لتلبية دعوة زوجها إلى الفراش, ولا يقبل منها اعتذار ,بل على العكس من ذلك عليها أن تكون دائما متزينة متبرجة تعمل جاهدة لجلب نظر زوجها إليها مثيرة فيه الشهوة الجنسية. يقول الإمام الغزالي :..{تقدم حقه على حق نفسها ,متنظفة في نفسها ,مستعدة في الأحوال كلها للاستمتاع بها كيف يشاء}[إحياء علوم الدين ص 30] نفهم من كلمة يشاء. الاستمتاع بالمرأة بدون قيد أو شرط ,وكأنها ربو يكفي أن تضغط على أحد أزراره فيستجيب.ناسيا أن المرأة إنسانة لها مشاعر وعواطف ,وأن الجنس كدافع بيولوجي له ارتباط وثيق بهذه المشاعر, وأن العملية الجنسية في حد ذاتها تتطلب المشاركة .ويعجبني تعليق د. زهير حطب, فأنقله للاستشهاد.{أن تكون الزوجة مستعدة دائما وبدون تقديم أية أعذار لتلبية نداء الجنس لدى زوجها ,فإنها آلة يطلب من صاحبها أن تبقى موصلة بالتيار مواسير مليئة بالزيوت تنتظر كبسة الزر لتنطلق بالاشتغال ,وحق الزوج التمتع بها كيف يشاء, هو حق مكرس ,المهم هو مشيئته ,ورغباته ,وطرقه .وليس هناك أي حساب لوجود طرف آخر شريك . له ما للطرف الأول من رغبات ,وأحاسيس .ولا أي اعتبار آخر, لطبيعة العملية الجنسية, وكونها تفترض ثنائية متبادلة.} [د.زهير حطب ص 1970198].
إن الزواج نفسه في مثل هذه المجتمعات لا يطلب إلا من أجل الجنس, وليس رغبة في المعاشرة الطيبةو أو التعاون على مشاكل الحياة ,أو حتى إنجاب الأبناء الذين يعتبرون عنوان الرجولة .ونفهم هذا من تعبير العامة عن الزواج الذي يقول : [فلانة تحت فلان].وهذا تعبير دقيق في تصوري عن العملية الجنسية, وليس عن الزواج.والفقهاء الذين هم لسان حال المجتمع عندما أرادوا تعريف الزواج قالوا :(الزواج عقد يملك به الجل بضع المرأة) .ولم يقولوا مثلا :الزواج عقد شركة بين الرجل والمرأة يقتضي بموجبه التعاون على أمورهما الدنيوية والأخروية. فمن خلال تعريف الفقهاء للزواج لم يعد هناك شك في أن الشهوة الجنسية هي المقصودة أولا وآخرا من الزواج. بشرط أن تكون قاصرة على الرجل وحده. لأنه هو الذي يملك بضع المرأة.وأستغرب كيف أن الفقهاء لم ينتبهوا أو أغفلوا أن القرآن الكريم, عندما يتحدث عن الزواج, يربطه بتبادل المودة والرحمة ,وأن كل من الزوجين هو ستر للآخر لقوله تعالى:{{هن لباس لكم وأنتم لباس لهن}}.وقوله:{{ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون. }}فالخطاب في هذه الآيات موجه للمرأة والرجل على السواء. أما الفقهاء ومن ورائهم العامة, فإنهم يتحدثون عن الرجل وكأنه المعني بأمر الزواج وحده مع العلم أن الزواج في نظرهم كما سبقت الإشارة ما هو إلا وسيلة لتحقيق النهم الجنسي .وهذا فياض بن نجيح يقول:(إذا قام ذكر الرجل ذهب ثلثا عقله) وبعضهم يقول: ذهب ثلث دينه .وفي نوادر التفسير عن ابن عباس رضي الله عنهما (ومن شر غاسق إذا وقب تعني قيام الذكر)[إحياء علوم الدين ص30].
فلماذا لم يتحدث الفقهاء عن الجنس عند المرأة ؟ولماذا لم يقولوا مثلا ,أن المرأة إذا اشتهت الجنس فقدت دينها أو عقلها كله أو بعضه .وأن على الرجل أن يلبي رغبتها متى شاءت وألا يمانع في ذلك, كما هو الأمر بالنسبة للنازلة السابقة الذكر –وهو عليك حرام الليلة –
إن القرآن الكريم عندما تحدث عن الزنا ربطه بالمرأة ,والرجل معا ,وأمر بعقابهما معا,وبنفس العقوبة لاشتراكهما في المسؤولية ,وفي المتعة التي حرمها فقال:{الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة }.ونلاحظ أن الآية الكريمة ذكرت الزانية قبل الزاني. وذلك في تقدير لامتلاك المرأة لمقدمات الزنا كالخضوع للقول والغزل والتبرج , والعري والإثارة …ولكن عندما تنوه الآية الكريمة بالعازفين عن فاحشة الزنا نجدها تشير إلى الرجال قبل النساء {والحافظين فروجهم والحافظات}.قد نفهم من هذا أن المرأة أميل للجنس وأن الرغبة الجنسية عندها لا تقل مما هي عند الرجلو لئن لم تكن أقوى عند بعضهن. ومع ذلك فإن الفقهاء ومن ورائهم العامة يصورون المرأة كمجرد وسيلة للجنس . وأن الرجل هو صاحب المبادرة .وأن دور المرأة يتوقف على الخدمة المادية والنفسية والجنسية للرجل. وهذه بعض الشواهد لفقهائنا أذكرها بتلخيص:
يقول الإمام الغزالي:(…ترويح النفس وإيناسها,بالمجالسة والنظر ,والملاعبة إراحة للقلب وتقوية له على العبادة) ويقول أيضا:(تفريغ القلب عن التدبير والتكفل بشغل الطبخ والكنس والفرش وتنظيف الأواني وتهيئة أسباب المعيشة فإن الإنسان لو لم يكن له شهوة لتعذر عليه العيش وحده). [إحياء علوم الدين ص30]أما أبو سليمان الراني فيقول:{الزهد في كل شيء ,حتى في المرأة يتزوج الرجل العجوز إيثارا للزهد في الدنيا)[إحياء علوم الدين ص45]

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *