مآل احتجاج سكان فكيك…
محمد كنون
مرت ثلاثة شهور على احتجاجات سكان فكيك دون أن يظهر في الأفق حل لهذا الاحتقان الاجتماعي على خلفية اتخاد المجلس الجماعي قرار تفويت قطاع الماء الصالح للشرب و الإنارة العمومية و التطهير السائل لفائدة شركة جهوية، و قد اتخدت هذه الاحتجاجات بعدا اجتماعيا واسعا محليا، و وطنيا، و دوليا عبر الجالية المنحدرة من فكيك في الخارج. و لقد كانت هذه الاحتجاجات السلمية فرصة للمتظاهرين للتعبير عن غضبهم مما يطال البلدة و محيطها الحيوي من تهميش في كافة مناحي الحياة، رغم أن الإحصائيات الرسمية تضع إقليم فكيك ضمن دائرة الهشاشة، و الفقر، و الإقصاء، إضافة إلى الاختناق الناتج عن تقليص مجالهم الحيوي، و استئصال أراضي و بساتين النخيل من طرف الجزائر، على خلفية اتفاقية الحدود المجحفة، و تضييق هذا المجال الحيوي بما يُطلق عليه تخصيصها مناطق عسكرية مغربية، رغم أن خط الحدود الدولية توجد على بعد كلمترات عن المسافة صفر. و يشعر سكان فكيك كما أن المغرب يسقط، من جديد، في فرض منطقة عازلة على ترابه، سرعان ما تبتلعها القوات الجزائرية في صمت، لفرض وضع جديد مماثل لوضع الشريط العازل في الصحراء الجنوبية.
و يعتبر سكان فكيك أن تفويت قطاع الماء للشركة الجهوية المفتوح رأسمالها للقطاعين العمومي و الخاص سطوا على قطاع حيوي بنوه بتضامنهم، و لم يكن إنجازا من طرف الدولة منذ بداية ستينيات القرن الماضي.
و نظرا لهذه الاحتجاجات شبه يومية و أسبوعية، لم تتخد السلطات الإقليمية و الجهوية أية خطوة في اتجاه إيجاد حل لوضع حد لهذا الاحتقان رغم أن الموضوع طُرح على وزير الداخلية في البرلمان من طرف هيآت سياسية. فماهي الحلول المتبقية للسكان ؟
أولا، أن يقوم المجلس الجماعي لفكيك بالدعوة لدورة إستثنائية، بنقطة فريدة، لإلغاء قرار تفويت قطاع الماء الصالح للشرب و الإنارة العمومية و التطهير السائل، و سيكون قد حقق انتصارا جماهيريا، و إذا تم رفض الدعوة للدورة الاستثنائية من طرف سلطة الوصاية، يقدم كل أعضاء المجلس الجماعي استقالة طواعية لحفظ ماء الوجه، و التعبير عن حسن النية تجاه السكان، و فتح مجال إعادة الانتخابات الجزئية لانتخاب مجلس جماعي بديل.
ثانيا، أن تقوم الإدارة الترابية تلقائيا بإلغاء قرار التفويت لاعتبارات خاصة لا تحتاج لتبرير، و ستحقق هدفين (عودة الحياة العادية للبلدة و إنهاء السكان لاحتجاجاتهم).
ثالثا، في انتظار تحقيق أحد الحلين المذكورية، نقترح على الهيآت المنظمة للاحتجاجات بفكيك الدعوة للتسجيل بكثافة في اللوائح الانتخابية للتحكم في القرار السياسي في الانتخابات المقبلة، علما أن معظم المحتحين، خاصة الشباب منهم، غير مسجلين في هذه اللوائح الانتخابية. فبالمشاركة المكثفة في الانتخابات المقبلة يمكن لسكان فكيك اختيار من يمثلهم في كل الهيآت التمثيلية، محليا، و إقليميا، و جهويا، و وطنيا. ما دون ذلك سيستمر الجميع في التباكي و التحسر و ستبقى دار لقمان كما هي عليه.
Aucun commentaire