يشعرساسة الجزائر اليوم اكثر من اي وقت مضى  بخطر الأنفصال الذي بات يهدد جنوب الجزائر  ، حيث بدأت  فصائل شعب الطوارق تتحرك  عسكريا سواء شمال مالي او النيجر  وجنوب الجزائر … واعتبر قادة الجزائر ان النداء الذي وجهه الرئيس الليبي امعمر القذافي  لقبائل الطوارق جنوب الجزائر وشمال مالي والنيجر  باقامة فيدرالية تجمع شتاتهم…وعليه فها هم قادة الجزائر يسقطون في الحفرة التي قاموا  بحفرها للمغرب ، فهل  ستلتزم الجزائر اذن بمبادئها والتي تتمثل في الدفاع عن تقرير مصير الشعوب وحقها في الأستقلال وبذلك سيدعمون شعب الطوارق  في تأسيس فيدراليته او دولته المستقلة ، او على الأقل منح شعب الطوارق حكما ذاتيا لتسيير شؤونه وذلك اهون الشرين ؟ …. ام ان ساسة الجزائر  سيتعاملون مع قضايا الشعوب  بمكيالين  " حلال علينا حرام عليهم " حلال ان ينفصل الشعب الصحراوي عن المغرب لكن حرام ان ينفصل شعب الطوارق عن الجزائر ….. ثم الا يمكن اعتبار نداء الرئيس الليبي نداءا منطقيا  ينسجم مع ما يؤمن به قادة الجزائر  من  مباديء الدفاع عن تقرير مصير الشعوب  ؟ وهل تقبل الجزائر  من المغرب ان يأوي حكومة لشعب الطوارق على اراضيه – رغم ان المغرب ليس  من الذين يطعنون الأشقاء من الخلف  ؟ على اي حال  يقول المثل  " كما تدين تدان  "
واليكم المقال كما اوردته جريدة الشرق الأوسط
******************************************************************************************************************************************************************************************************

الجزائر: بوعلام غمراسة
يلتقي الزعيم الليبي معمر القذافي اليوم في طرابلس، الرئيس المالي أمادو توماني، لبحث الوضع في شمال مالي؛ الذي كان الأسبوع الماضي مسرحا لهجوم قاده مسلحون من قبائل الطوارق ضد ثكنات عسكرية، في وقت تعيش العلاقات بين الجزائر وليبيا أزمة غير معلنة، على خلفية دعوة القذافي اخيراً قبائل الصحراء لإقامة فيدرالية.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن «مصدر قريب من الرئاسة المالية»، أن مباحثات قائدي ليبيا ومالي ستتناول مطالب الطوارق بخصوص التنمية واستقلال المنطقة التي يقيمون فيها، والتي عرفت حركة تمرد قوية في تسعينيات القرن الماضي. وكان مسؤولون من البلدين قد التقوا الشهر الماضي مقاتلين سابقين من الطوارق في كيدال (شمال شرقي مالي) لبحث التنمية في المنطقة. وجدد الليبيون بالمناسبة، طرح مقترحين يتمثلان في إقامة مصنع للفوسفات في بورام بمنطقة قاو (شمال) وآخر للجبس في شمال كيدال.

وكان القذافي قد جمع منتصف الشهر الماضي مسؤولين أفارقة وقادة تنظيمات إسلامية وأعيان الصحراء، بمناسبة احتفالات المولد النبوي بمنطقة تمبكتو (شمال مالي)، ودعا قبائل الطوارق إلى التوحد في إطار فيدرالية «لمواجهة خطر زحف الغرب على بلاد المسلمين». وقال مصدر رسمي جزائري، رفض الكشف عن اسمه، إن الجزائر «سجلت باستياء كبير مبادرة القذافي، لكننا تفادينا الرد عليها حتى لا نفتح جبهة أخرى بالمنطقة المغاربية المثقلة بأزمة الجزائر والمغرب، بسبب نزاع الصحراء الغربية». وأضاف المصدر نفسه، أن الجزائر «فهمت حديث القذافي بتمبكتو على أنه دعوة لانفصال مناطق من جنوب الجزائر تعيش بها قبائل الطوارق، وهذا أمر خطير للغاية».

ولما بلغ القذافي تذمر الجزائريين، أرسل ابن عمه ورجل ثقته أحمد قذاف الدم إلى الجزائر في 14 من الشهر الجاري، والتقى بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة وممثله الشخصي آنذاك عبد العزيز بلخادم، و«شرح» لهما موقف القذافي من القضية. وحسب مصادر جزائرية، فان قذاف الدم اقترح على بوتفليقة عقد قمة مع القذافي لإزالة ما اعتبرته طرابلس «سوء فهم من جانب الجزائر»، لكنه لم يتلق تجاوبا من بوتفليقة.

وأفاد مصدر مغاربي بأن القذافي متذمر هو الآخر مما وصفه بـ«موقف غير ودي من طرف الشقيقة الجزائر». ويتعلق الأمر بدعم اختيار جوهانسبورغ مقرا للبرلمان الأفريقي بدل مدينة سرت الليبية التي كان القذافي يسعى لتحتضن الهيئة الأفريقية.
عن الشرق الأوسط