Home»Régional»مذكرات استاذ متقاعد : فران ،،موسى،،ورمضان جرادة

مذكرات استاذ متقاعد : فران ،،موسى،،ورمضان جرادة

1
Shares
PinterestGoogle+

كان لشهر رمضان طعم خاص بمدينة العمال الى حدود السبعينات من القرن الماضي.
كان بالمدينة حيان رئيسيان للعمال،احدهما يعرف بالاروبي مخصص للأطر ،ويتميز بمبانيه الفخمة التي انتقلت تدريجيا للمغاربة،بينما كان العمال البسطاء يستنزفون ايامهم المعدودة فيما يعرف بالحي المغربي الوضيع.
لقد سمح صغر المدينة بتعارف الناس ،حيث كان التصنيف يتم على اساس الانتماء لاحد الحيين الرسميين او للأحياء العشوائية التي تناسلت وتناسلت فيها الظواهر السلبية.
كان شهر رمضان ضيفا عزيزا،ذلك أنه يسمح بإحياء طقوس وعادات يتخلص الناس من خلالها مؤقتا من رتابة الحياة.
كان بوسط المدينة مسجد يتيم تولى شؤونه ،،السي عمر،،-رحمه الله لمدة طويلة حتى ارتبط به اسمه.
لم تكن صلاة التراويح بالأهمية التي نعرفها الان،بل إن قلة من الناس هي التي كانت ترتاد هذا المسجد،بينما كان العمال يتهافتون على المقاهي الشعبية والحمام ومعظم الدكاكين لممارسة لعبة الورق التي تنتهي بالفوز بقنينات من المشروبات الغازية،وهي لعبة تنطلق مباشرة بعد الافطار ولا تنفض الا قبيل السحور،حيث ينتظر الابناء غنيمة الليلة.
وبموازاة هذه اللعبة، كان اخرون يفضلون لعبة،،اللوطو،،التي تغري بربح بعض الدريهمات الى جانب هوايات اخرى عديدة.
اما بالنسبة للشباب،فقد كانوا يقضون الليل متسكعين في الازقة وهم يتنافسون في لعبة،،دينيفري،،التي يتجاهلونها اذا حضر،،السيرك،،الذي يشغلهم بالأغاني ورقصات بعض ،،اشباه الرجال،،وهم يتقمصون صورة الانثى!
كان المستوى الحضاري متواضعا بحكم امية سواد الساكنة،لذلك كان الشهر الفضيل يسمح بإعداد نوع واحد من الوصفات في مجال الحلويات،انه الكعك الذي كنا نتعقب روائحه في الأواني التي تتوجه او تغادر فرن،،موسى،،!
كان هذا الفرن يقع بقلب الحي المغربي وكان صاحبه شخصا اسمر خلف والده في هذه الحرفة.
اتذكر كيف كان هذا الفضاء يتيح لنا في تلك السنين الخوالي التملي بمنظر أشكال من الخبز الجيد الذي تتفنن في صنعه ربات البيوت بفضل توفر طحين القمح الخالص،حتى ان قطعة من هذا الخبز كانت تغني عما سواها.
كان التلفزيون شبه ترف في ذلك الوقت،لكن شاءت الظروف ان يحظى المذياع باهمية خاصة بسبب مسلسل،،الازلية،،الذي استأثر باهتمام المغاربة وعاشوا حلقاته بكل شوق وهم ينتظرون أصواتا عزيزة ومغربية اصيلة في شخص :العربي الدغمي،محمد حسن الجندي،حمادي التونسي…وغيرهم ممن بصموا الساحة الفنية ثم خلا الجو للمفسدين لكي يدمروا الاسر بنا ينشرون من رذائل بتشجيع ومباركة من جهات فقدت كل صلة بالقيم.
تحية لأبناء جرادة الذين مازالوا يحفظون هندسة مدينتهم.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *