Home»Régional»دورة تحفيظ القرآن الكريم الصيفية في مساجد مدينة وجدة وضواحيها

دورة تحفيظ القرآن الكريم الصيفية في مساجد مدينة وجدة وضواحيها

4
Shares
PinterestGoogle+

عجبت لعدم اهتمام وسائل الإعلام بدورة تحفيظ القران الكريم الصيفية بمدينة وجدة وضواحيها كاهتمامها بالإعلان عن المهرجانات الثقافية والفنية والرياضية. ومن خلال ترددي اليومي على أقرب مسجد من منزلي لاحظت على بوابة الجناح المخصص للنساء إعلانا عن انطلاق الدورة الصيفية لتحفيظ القرآن الكريم يوم الاثنين المنصرم ، ودفعني الفضول لمتابعة مدى استجابة رائدات المسجد من النساء لهذا الإعلان ففوجئت بعدد كبير من ربات البيوت ومن الفتيات من مختلف الأعمار وهن يحملن الألواح الخشبية وينطلقن في حفظ كتاب الله تعالى بنهم شديد ـ إن صح التعبيرـ وذلك بعيد صلاة العصر إلى غاية قرب صلاة المغرب .

وعلمت من بعض صديقاتي أن العملية انطلقت في العديد من مساجد المدينة والضواحي كما هو الشأن كل سنة تحت إشراف المجلس العلمي المحلي لمدينة وجدة والفروع المنبثقة عنه.

وظاهرة حفظ كتاب الله عز وجل جزء من ثقافة مدينة زيري بن عطية حيث يروي رجالها ونساؤها أن ظاهرة حفظ كتاب الله في فترات العطل الصيفية عادة معروفة عند ساكنة وجدة التي كانت ترسل صغارها إلى الكتاتيب القرآنية وإلى مساجد معلومة. وقد عادت هذه الظاهرة خلال السنوات الأخيرة بمبادرة من المجلس العلمي المحلي وبشكل منظم حيث تنطلق العملية مع بداية العطلة الصيفية ، وتختتم مع قرب نهاية العطلة بحفل توزيع الجوائز على الماهرين والماهرات في الحفظ. وقد علمت من مصادر مطلعة أنه سنويا تحقق أرقام قياسية في الحفظ ، ويكتشف حفاظ وحافظات بارعون من مختلف الأعمار.

وعلمت أيضا أن عملية الحفظ لا تقتصر عند بعض ربات البيوت على الدورة الصفية بل تستمر خلال السنة ، وأن بعضهن قد حفظت القرآن الكريم كاملا ، والبعض الآخر حفظن أجزاء هامة منه. ومن الأمور المفرحة التي تثلج الصدر أني صادفت ربة بيت في العقد الرابع من عمرها قد تخطت حاجز الأمية وحفظت من كتاب الله عز وجل خمسة عشر حزبا ، وعلمت أن حالات مشابهة كثيرة أصبحت معروفة في المدينة ، بل لم تتردد مسؤولة في المجلس العلمي في وصف مدينة وجدة بأنها مدينة الحافظات حيث تجاوز عددهن المائة حافظة من ربات البيوت ومن الطالبات سواء الجامعيات أم طلبات التعليم الثانوي.

والمؤسف أن تمر تظاهرة كبيرة كهذه دون تغطية إعلامية من وسائل الإعلام علما بأنها تظاهر تستحق العناية الكبيرة خصوصا عندما تنخرط المرأة الوجدية فيها بشكل لافت للنظر مما يعني أن البيوت الوجدية هي صمام أمان بالنسبة للأخلاق الراقية ذلك أن انشغال المرأة الوجدية بحفظ كتاب الله تعالى خلال العطلة الصيفية يجعلها قدوة حيث يؤثر ذلك في الأزواج والأبناء والبنات فيجد الاهتمام بكتاب الله عز وجل طريقا إلى قلوب كانت من قبل معلقة بالمقاهي وأماكن الاصطياف واللهو فقط.

ولا يخفى ما للقرآن الكريم من محبة في قلوب المغاربة ، وما له من أثر في تربيتهم الروحية التي تنعكس على سلوكاتهم اليومية. ويكفي أن نحج إلى بيوت الله يوميا أو خلال يوم الجمعة لنرى أثر هذه التربية الروحية على نساء المدينة وقد بدا عليهن السمت الروحي الإسلامي. ومعلوم أن المرأة هي قطب الرحى في الأسرة التي تعتبر ركيزة الكيان الاجتماعي ، ولا يمكن أن يصان المجتمع المغربي المسلم دون صيانة المرأة من خلال إعدادها الروحي ، ولعل دورات تحفيظ كتاب الله عز وجل الصيفية هي عبارة عن برامج إعداد وتأهيل لهذه المرأة التي أصبحت تقاوم الجهل والأمية والتهميش بحفظ كتاب الله تعالى وتستنير بنوره وهديه.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. قيسي محمد
    02/07/2008 at 20:52

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
    ولماذا لا تكون هذه المبادرة دائمة وتخص الذكور والإناث.ألم تكن المساجد كذلك قديما؟ولماذا يحصل الفقيه على الراتب الشهري؟ولماذا يحرم من الأربعائية والأحدية؟

  2. وجدية
    03/07/2008 at 17:56

    لقد بدأت عملية حفظ القرآن بجمعية النبراس الثقافية ،التي كانت منذ ما يزيد عن 15 سنة تقوم بالتحفيظ في مركزها الكائن بشارع ادريس الاكبر ،وكانت تتوج هذا العمل الصالح بمسابقة في شهر شعبان توزع فيها جوائز أهمها الجائزة الأولى وهي تذكرة سفر الى الديار المقدسة لأداء مناسك العمرة، ومما حفظته ذاكرتي أن بعض الفتيات قصدن هذه الجمعية من أجل التعلم(محو الامية) ،لكن بتوفيق من الله أكملن حفظ كتاب الله،وهناك فتاة لا تيصر كانت تحفظ باستعمال الأشرطة،وفعلا تمكنت من الحفظ……ولم يكن الحفظ يقتصر على مستوى دراسي معين أو فئة اجتماعية معينة.
    ان قاعة دار الشباب ابن سينا،والقاعة الكبرى للنبراس ودار السبتي وقاعات أخرى في المدينة شاهدة على هذا التاريخ المشرق لمدينتنا ولكن وسائل الاعلام كانت غائبة الا القلبل منها عن هذا الحدث.
    ان الذين كانوا من حين لآخر يخرجون علينا بالعبارة المعروفة(كثرتو علينا من الجوامع علاش ماتبنيوش المعامل فين يخدموا الناس ) هؤلاء ايضا يرسلون ابناءهم الذين أنهوا الدراسة الى المسجد لتعلم القرآن أو ليستريحوا من مشاكلهم داخل البيت أو مع أبناء الجيران ،وأحيانا يأتي أبناء هؤلاء الذين يكرهون المساجد دون علم آبائهم ودون اخباهم أو دون استشارتهم(يخرج الحي من الميت).
    ان بيوت الله هي المكان الآمن الذي يطمئن فيه الانسان على ابنائه أكثر مما يطمئن عليهم في أي مكان آخر ولو في المدرسة.
    حفظ الله محسنينا ومحسناتنا الذين ينفقون في السر والجهر لبناء وتجهيز بيوت الله،وشكر الله لكل العاملين في هذا المجال من حفظة القرآن الذين يعملون كل ما في وسعهم رغم ظروف فصل الصيف ليحفظ أولادنا كتاب الله ،وهذا احسان منهم ويجب أن نكرمهم ومن لم يشكر الناس فليس لله شاكرا.
    اننا خلال السنة نبحث لأبنائنا عن أساتذة من أجل الدعم المدرسي ونعطيهم بسخاء ،أما حفظة القرآن فلا نعطيهم الا قليل القليل،فليكن فينا قليل من الحياء وقليل من الشهامة وأن لا نبخس الناس أشياءهم.

  3. الباتول
    03/07/2008 at 17:56

    السلام عليكم اشكركم جزيل الشكر على ما تقدمون من لجل توعية الجيل الحالي ولاكن ياريت توجد عندنا مثل هي الدورة الرائعة لتحفيظ القران كنا من زمان حفظناه وتعلمنا تفسيره و لكن الحمد لله بفضل الله اولا والوالدين ثانيا نحاول قدر الامكان التمسك باالقران والعمل به وطبعا حفظه حفظا كاملا وشكرا .

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *