Home»Régional»سلام عليك يا تويسيت 36

سلام عليك يا تويسيت 36

1
Shares
PinterestGoogle+

كانت خمائل الدوار تزدان في كل فصل ربيع برداء الخضرة,تتوسطه ورود حمراء وبيضاء هنا وهناك,وعلى الحدود التي تفصل بين اراضي الساكنة احرنجمت قطعان الماعز والاغنام تبحث عن الكلأ تارة وتربض تحت ظلال اشجار البلوط البري والطاكة تارة اخرى لتجتر ما اكلت في صمت رهيب,اما الصبية فكانوا يرتعون في تلك المروج البهية,تراهم يركضون جيئة ودهابا,يخفيهم العجاج الاكدر عن الاعين حين ينثرون التربة في الفضاء من علب الحليب,يخالونه بارودا ينفجر من مكاحل الفرسان,اما النسوة فانهن يتوجهن في كل صباح نحو سفح جبل غيران الفيجل,لجلب الماء من جب يسمى جب دوي خليفة نسبة الى اصحابه.ماء عدب رغم اختلاطه بقش التبن والاغصان الصغيرة,يستعمل في الطبخ ويرتوي منه الساكنة,اما الغسيل فكانت النسوة تجلب الماء من عين صغيرة بالقرب من خمائل الدوار سميت باسم صاحبها عمي بوزيان رحمه الله,ماؤها مالح لا يطيقه الظامئ,وداك من مسببات استعماله في الغسيل

  الصبية مبتهجون في الخمائل,والكبار منهمكون في جلب الحشائش  للماشية من وسط الاراضي اليانعة,والنسوة تتعقب الحمير التي تحمل براميل الماء وهي عائدة نحو الديار,وبين الفينة والاخرى تتراأى للجميع شاحنات تخترق الشعاب والسهول متجهة الى قرية تويسيت وهي محملة باتربة واحجار,كنا نظنها بلافائدة ولاجدوى,ولكن الحقيقة غير دلك,فقد كانت محملة بما جادت به اعماق تويسيت من معادن نفيسة.

انها حياة البساطة التي عاشها اهل الدوار,قانعين بما تجود عليه اراضيهم من محاصيل,وما تجود عليهم ماشيتهم من لحوم والبان ,يظلون على بساط الخمائل في شغل دائم,وفي المساء يجتمعون للدكر والمديح,يقومون يواجبهم الدنيوي ابان النهار,ويتقربون الى خالق الكون بمديحهم ودكرهم خلال الليل.

دهبت تلك الايام بماضيها الحلو والمر,لم نعد نرى مثلها مع هدا التحضر الدخيل,الدي غير سلوكنا وتقاليدنا رأسا على عقب,ولم نعد نسمع ما الفناه من مسميات,كلمة *الفقرة*والحضرة ,اندثرت هاته المسميات وقد دفنت مع اصحابها بلا رجعة,وغابت عن اعيننا سلاهيم الوقار,وشحت معادن القرية,ولم تترك عدا كهوف ومغاور تحصد ارواح الشباب .

لك الله يا خمائل دواري,حتى زنك السقوف شابه الصدأ,وبيادرك التي كانت تجود بالخير الجزيل على الساكنة قد اختفت,واصبحت كالخيال,اما ارضك الطيبة,فقد عقمت وامتنعت عن انبات نبتات تغدى بها شباب وصبية الدوار حينا من الزمن,وكانك حزينة اشد الحزن عن رجالاتك الدين شقت فؤوسهم ارضك,ومناجلهم التي جنت سنابلك,ودوابهم التي داست في عز الصيف بيادرك.

كل شيء غاب,فخفتت الحيوية من دروب تويسيت,الا من بعض الساكنة الدين اثروا البقاء في بلدتهم التي ربتهم على الصبر والجلد,رغم الماتم التي تحل بشبابها بين الحين والحين,ورغم ضنك المعيشة بين الدروب المهترئة,والتي لم تعد شامخة الا باسمائها في عز تاريخها,حي طوطو والحي البالي والحي الجديد,والحي الاوروبي,ودوار العبيد,تتوسطها المدرسة الخالدة احمد السلاوي.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

1 Comment

  1. houssine
    19/02/2018 at 13:51

    houssine
    Des souvenirs, de jolis souvenirs, entre hier et aujourd’hui, une terre autrefois, fertile, et maintenant stérile à cause de la sécheresse, et des déchets de laverie de la mine de Touissit. une remarque importante, à mon avis, concernant la fin de votre article: une énumération de petites cités connues, dans ce village clôt votre article . Un nom dont l’origine est raciste aurait été remplacé par un autre….; des gens qui y habitaient étaient de très bons amis et et ils l’ont restés. en creusant dans ce nom; on y découvrira peut être l’origine, mais aussi beaucoup de méchanceté émanant, non pas d’un acte volontaire, mais tout simplement de l’ignorance…. Je prononçais malheureusement ce nom lorsque j’étais très jeune, et j’en ai honte maintenant. Entendre une qualification de la sorte fait très très mal. Merci pour votre compréhension

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *