Home»Correspondants»أدوار الإدارة التربوية في تنزيل مشاريع الرؤية الاستراتيجية

أدوار الإدارة التربوية في تنزيل مشاريع الرؤية الاستراتيجية

4
Shares
PinterestGoogle+

كلمة الدكتور محمد زروقي المدير الإقليمي  بوجدة أنجاد ألأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الشرق

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله  وحده ، و الصلاة  والسلام  على أشرف المرسلين ، سيدنا محمد وعلى  آله وصحبه أجمعين ، وبعد ،

من أجل ريادة ناجعة وتدبير جيد للإدارة  التربوية ، ينظم المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين  بوجدة يوما دراسيا حول  » أدوار الإدارة التربوية في تنزيل مشاريع الرؤية الاستراتيجية   »  مشرئبا على تطوير الحكامة والريادة  والارتقاء بقدرات التدبير وتأسيس تعاقد بناء حول المدرسة المغربية ، في انسجام تام مع مشاريع الرؤية الاستراتيجية.
إنها بحق وقفة تأمل ناجعة في موقع الإدارة التربوية ومكانتها  المحورية في مسار الاصلاح الذي يراهن على إرساء تعاقد الثقة في ممارسة الحق موازاة مع  أداء الواجب وترسيخ القيم المهنية، محملا أطر الإدارة مسؤولية قيادة مشروع الارتقاء بمهام المؤسسة التعليمية وأدوارها التربوية لتحقيق ثمرة  التقاء خصب لإرادة مختلف  الفاعلين التربويين، وإدراك التزام مشترك بالحقوق والواجبات في إطار أهداف ومرام ملموسة قابلة للتقييم .
فأي إطار إداري نريد لكسب رهان تنزيل مشاريع  الرؤية الاستراتيجية ؟
إن الإجابة  عن هذا السؤال تقوم على أساس تمثل دور الإدارة التربوية في سياق خصوصيات المنظومة التربوية في الظرفية الراهنة التي تبوئ  المؤسسة  التعليمية مكانا جوهريا في المشروع  المجتمعي ، اعتدادا بإسهامها الطلائعي في تكوين مواطن الغد، وتحقيق تطلعات التنمية البشرية المستدامة، وترسيخ الحق في ضمان التربية للجميع، لتكون  بذلك في صدارة الانشغالات الوطنية ذات الأولوية .
والإدارة التربوية تصير مطالبة خلال الظرفية الراهنة ، وأكثر من أي مرحلة مضت، بالاضطلاع بمهام القيادة التربوية التي تيسر سبل النجاح وتهيئ آلياته الناجعة ، لتؤدي المؤسسة التعليمية دورها المنوط في التنشئة الاجتماعية ، والتربية على القيم في بعديها الوطني والكوني وضمان التعلم والتعليم والتثقيف ، والمساهمة في التكوين والتأطير ، وتشجيع البحث والابتكار ، والمساعدة على التأهيل وتيسير الاندماج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي.
ذلكم هو الرهان الموضوع ، وتلكم هي الصورة المتمثلة لبناء إدارة تربوية  نبني بها  وطنا ببناء  مواطن متشبث بثوابت وطنه  الدينية والوطنية والمؤسساتية، وبهويته في تعدد مكوناتها واختلاف منابعها،  معتز بانتمائه، مؤالف بين تمتعه بحقوقه وأدائه لواجباته الموكولة، متحل بقيم المواطنة وفضائل السلوك المدني  الرفيع ، مسهم في الحياة الديمقراطية والمسيرة التنموية ،منفتح  على الغير في إطار من التسامح وقبول الاختلاف ، ذي تكوين متجانس يجمع بين تحصيل المعرفة وامتلاك المهارة واكتساب الخبرة اللازمة وفن العيش المشترك .

حضرات السيدات والسادة
إننا ندرك جيدا أن التغيير المتوخى  للمؤسسة التعليمية لن يتأتى إلا بتفعيل دور القيادة التربوية  للسير بها قدما نحو الاضطلاع بدورها الحاسم في الارتقاء بالمجتمع  المغربي من مجرد استهلاك المعرفة الى  مجتمع لإنتاج المعرفة ونشرها بما يعزز مكانة المغرب في مصاف الدول الصاعدة. كما أننا ندرك أن الدور المنتظر ،على جسامته، ليس بعيد المنال في منظومة تزخر بإدارة تربوية أبانت  على امتداد فترات الإصلاح ومراحله المتوالية، عن كفاءة ناجعة ، وتفاعل إيجابي مع مستجدات المرحلة  وخصوصياتها المميزة .
وإن تنظيم يوم دراسي  في إطار البرنامج الإشعاعي لمسلك تكوين أطر الادارة  التربوية في محور يستهدف  تمثل أدوار الإدارة التربوية في تنزيل مشاريع الرؤية الاستراتيجية ، ويضعها موضع البحث والمساءلة ، لوجه  رائق لصورة الإدارة التربوية في منظومة تعتز  بإرادة مكوناتها وعزائمهم الثابتة .
أيها الحضور الكريم
لقد واكبت في محطات آنفة أداء أطر الإدارة التربوية ، سواء في مسلك التكوين  مع هذا الفوج أو الذي مضى ، أو في مراحل تكوين الأطر الإدارية الجديدة، أو بالمؤسسات التعليمية على اختلاف أسلاكها الدراسية. وكنت في كل مرة وحين استشعر اقترابا خاصا منهم ، تمتزج فيه مشارع المحبة والتقدير بقناعة  الاعتزاز بشيم  المخلصين الذين تشربوا روح المهمة لتكون حافزهم لكسب رهان المواطنة ، فجعلوا بذلك همهم توريث الوطن نساء ورجالا  معتزين  بانتمائهم ، متشبثين  بثوابت أمتهم ، مساهمين في مسيرة  بنائه ونمائه ، وجعلوا بذلك  تسخير  طاقاتهم ونكران  ذواتهم ثمن آمالهم الطموحة ، وهم ينشدونها في التزام بموجهات الإدارة ، وحياد عن أي موجهات ذاتية.
والإدارة التربوية تظل ثابتة متى قامت على أسسها الموضوعية، فإذا ما انساقت وراء ذوات مدبريها ، فقدت ثباتها ،وتحولت إلى إدارة ذات تدبر  مدبرها بدل أن تكون إدارة مؤسسة تدبر مواضيعها وشؤونها وقضاياها  المطروحة.
إننا نستشرف بحق صورة مثلى لإدارتنا التربوية ، ونحن نريدها أن تكون حازمة لكن  دون أن تكون مستبدة .
ونريدها إدارة مؤسسة تقوم على سلطة القانون، لا إدارة ذات قائمة على التسلط النابع من إحساس مغرور بتملك المؤسسة.
ونريدها أن تكون إدارة مقتنعة بموجهات التغيير ، مساهمة في إغنائها والارتقاء بها، لا إدارة فارضة لقناعات ذاتية لا تحقق الالتفاف المتوخى والالتقائية المنشودة .
إنها إدارة الثقة التي تستمد معينها  من اختيارات الوطن الذي يحرص على إصلاح المنظومة التربوية وتبويئها مكانها المستحق، لتضطلع بأدوارها الكاملة  بوصفها قاطرة للتنمية ، بقدر  تمام حرصه على جعل التعليم شأنا مجتمعيا تتولى فيه الإدارة التربوية مهمة مد جسور التواصل والانفتاح على مكوناته الفاعلة ، في استرشاد بالتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس أدام الله نصره وعزه.

وفقكم الله وكلل أشغال هذا اليوم الدراسي في يومه المبارك بإكليل النجاح.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. Anonyme
    11/05/2016 at 00:12

    تحية تقدير و احترام للدكتور محمد زروقي الدي اينما حل و ارتحل يدعم الادارة التربوية ويدافع عن رجالاتها المخلصين

  2. عبد الكريم السباعي .لجنة الاعلام و التواصل
    11/05/2016 at 00:29

    تحية تقدير و احترام للدكتور محمد زروقي الدي اينما حل و ارتحل يدعم الادارة التربوية ويدافع عن رجالاتها المخلصين

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *