Home»Enseignement»مدرسة للجميع أم مدرسة للبعض فقط ؟

مدرسة للجميع أم مدرسة للبعض فقط ؟

0
Shares
PinterestGoogle+

رفع أحدهم صوته عاليا خلال مناقشة التقرير الأول للمجلس الأعلى للتعليم بمقر الأكاديمية بوجدة يوم الاثنين 28/04/2008 فأشاد بمنجزات "العهد الجديد" ثم لخص أزمة التعليم في تهميش مادة الفلسفة مما فتح المجال أمام من أسماهم "الأساتذة الدعاة" والنتيجة كانت أحداث 16 ماي !!!

هذا الأسلوب الإقصائي ليس غريبا على دعاة الحزب الوحيد، فقد طالب اليازغي قبله بحل حزب العدالة والتنمية باعتباره يتحمل المسؤولية المعنوية في تلك الأحداث المشؤومة !!! ولو أردنا المزايدة السياسوية لقلنا إن وزارة التعليم كانت حكرا على اليسار منذ عقود وبالتالي يتحملون قسطا كبيرا من المسؤولية المادية والمعنوية في الكارثة الحالية ولكن الظرفية حساسة ويكفينا ما ضيعناه في المناقشات الإيديولوجية العقيمة.

هكذا إذن يختزل دعاة العقل والتنوير أزمة التعليم بالمغرب ويقترحون الحل السحري في خمس دقائق!! فلماذا ينوي المجلس الأعلى للتعليم تنظيم آلاف الملتقيات في جميع المستويات لتعميق النقاش في أزمة التعليم وتعبئة كل مكونات المجتمع المغربي للانخراط الواعي في مسلسل إصلاح منظومتنا التربوية واستيعاب مكامن الخلل التي رصدها التقرير والالتفاف حول مداخل العمل من أجل مدرسة للجميع وليس للرفاق فقط ؟

وتساءلت مع نفسي: هل فعلا عندنا أساتذة دعاة؟ أساتذة رساليون لا موظفون فقء أساتذة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، يدعون إلى أخلاق الإسلام الحميدة كالصدق والورع والتقوى والاجتهاد والاستقامة والعفة وحب الوطن وكل الفضائل التي يحث عليها ديننا الحنيف، الدين الرسمي للدولة بنص الفصل السادس من الدستور؟ مع الأسف هؤلاء المدرسون أصبحوا عملة نادرة وأغلبهم أخذ المغادرة الطوعية أو انكمش وتقوقع خوفا على نفسه من تهمة الإرهاب أو يئس من أي إصلاح أو تغيير ما دام الرفاق هم الذين يحتلون في النهاية مراكز القرار.

لو كان الأمر كما يدعي زميلي الاشتراكي، لما بلغت نسبة التلاميذ المدخنين قي المؤسسات التعليمية بالمغرب 15 %، ولما أصبح عبدة الشيطان يصولون ويجولون في الثانويات، ولما خرج بناتنا كاسيات عاريات، مائلات مميلات!!!

ثم ما معنى "الأساتذة الدعاة"؟ أليس كل الأساتذة مسلمون؟ أليس الإسلام رسالة؟ وبالتالي كل مسلم يجب أن يكون داعية، وكل أستاذ مسلم هو بالضرورة أستاذ داعية؟ ألا يحلل المناطقة الأمور بهذا الشكل؟ وهل رجال التعليم عندنا يساهمون فعلا في إصلاح المدرسة والمجتمع معا؟ أم أصبح الجميع لا يفكر إلا في مصالحه الضيقة؟ لقد نص ميثاق التربية والتكوين في القسم الأول/المبادئ الأساسية على هذه الفقرة:

"

يهتدي نظام التربية والتكوين للمملكة المغربية بمبادئ العقيدة الإسلامية وقيمها الرامية لتكون المواطن المتصف بالاستقامة والصلاح، المتسم بالاعتدال والتسامح، الشغوف بطلب العلم والمعرفة، في أرحب آفاقهما، والمتوقد للاطلاع والإبداع، والمطبوع بروح المبادرة الإيجابية والإنتاج النافع". النص واضح إذن ولا أظن أن صاحبنا لم يطلع عليه.

وفي تدخل آخر لا يقل غرابة عن الأول، طالب أستاذ جامعي بتدريس المواد العلمية في الثانوي بالفرنسية بدعوى أن الطلبة لا يجيدون الفرنسية في الجامعة، وكان أحرى به أن يطالب بتدريس العلوم في الجامعة بالعربية كمصر وسوريا، انسجاما مع مبدأ التعريب الذي طالبت به الحركة الوطنية في مناظرة إفران منذ عقود!!

لا أظن أن مثل هذه الأفكار ستساهم فعلا في حل معضلات التعليم لأنها لازالت حبيسة النظرة الحزبية الضيقة. لقد عرف المغرب تطورات بنيوية وتصالح فعلا مع تاريخه وهويته ودينه، والميثاق الوطني للتربية والتكوين إنجاز وطني عظيم تم بفضل جهود كل الفرقاء من مختلف الحساسيات التي لا يطعن في وطنيتها أحد. اجتمع المغاربة في عهد الملك الراحل من مختلف المشارب(الإسلامي واليساري والأمازيغي والعروبي والفرنكوفوني…)وتوافقوا على الحد الأدنى المتفق عليه وصاغوا ما اتفقوا عليه في ميثاق، والميثاق عهد، ونحن كأساتذة مطالبون باحترام هذا الجهد وتقديره والافتخار به والعمل على تنزيله في أرض الواقع، لا الرجوع إلى نقطة الصفر وفتح النقاش من جديد حول المرجعية واللغة الرسمية والمبادئ والمرتكزات وغير ذلك من النقاشات التي أخذت منا الوقت الكثير حسم فيها أهل الاختصاص. وإلا فإننا سنضطر إلى تكوين لجنة جديدة لتصوغ لنا ميثاقا جديدا ثم ننقضه بعد ما تتم صياغته ولن ننتهي من هذه الحلقة المفرغة أبدا. وفي ذلك خيانة للأمانة ونقض للعهد وتلاعب بمصير الأجيال القادمة.

ثم هل الإسلام عائق أمام التقدم والتنمية والإصلاح؟ الجواب جاء على لسان فرانسيس غيليس، خبير فرنسي اشتغل أزيد من 20سنة مع مجلة فاينانشل تايمز الأمريكية ، متخصص في شؤون المغرب العربي خلال الندوة الدولية التي نظمها اتحاد الشباب الأورو مغاربي يوم السبت الماضي بفندق أطلس أوريون بوجدة. لقد أكد هذا المختص أن الإسلام لا يتعارض مع التنمية بل يمكن أن يكون دعامة أساسية لها واستدل بنموذج اندونيسيا. ثم نصح الشباب المغاربي بالاهتمام بالبناء والعمل على أرض الواقع وخوض غمار المقاولة ومد جسور التعاون في مجال الطاقة وبناء الوحدة من القاعدة مؤكدا أي انعزال أو انغلاق يعني الموت والفناء في زمن التكتلات. بل طالب الإعلام الرسمي بالكف عن تزوير التاريخ وذكر الأحداث كما وقعت دون خجل. سبحان الله! خبير أوروبي ينصحنا بأن نقرأ ابن خلدون وأن نصوغ مشروعنا المجتمعي انطلاقا من مقوماتنا وألا نحاول استنبات نماذج وأوعية أنتجها الغرب… ومغاربة يطالبون في اجتماع رسمي مسئول بتحييد الدين والقضاء على "الأساتذة الدعاة" واستبدال اللغة العربية بلغة الغير… أرجو أن يتعقل الجميع ويحكموا المنطق وضبط النفس وتجاوز الذات الحزبية ولا ينجروا وراء المزايدات والمقولات المستفزة لنكون جميعا جزءا من الحل ونساهم كل من موقعه في إنجاح الإصلاح باعتباره ثاني قضية وطنية بعد الوحدة الترابية.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. عبد العزيز قريش
    02/05/2008 at 13:25

    أستاذي الفاضل الموقر محمداسباعي، لكم السلام والتحية، وأنا أقرأ مقالكم حز في نفسي أن أجد غلإيديولوجيا تخرب علينا أعز مدخل للأنسنة. وأقول ياليتنا كنا أساتذة دعاة، لأن الداعي يؤمن برسالته، ورسالتنا نبيلة هي رسالة الأنبياء والرسل والقادة العظام والزعماء الأفذاذ. أتمنى على نفسي أن أخرج من عباءة الإيديولوجيا والسياسة إلى عباءة الرسالة. والسلام

  2. benabid
    02/05/2008 at 13:25

    lorsqu’on dispensait notre enseignement en français ..ça a marchait…en 1979 notre enseignement se trouvait entre les mains du pati de l’istiklal’l’arabisation suivait ….malheureusemetn s’est arrêtée au niveau du bac…d’où l’echec total à la fac…voyons le système éducatf tunisien …il n’a pas connu de changement depuis l’indépendance ..et pourtant le niveau des élèves / étudiants tunisiens dépassent de loin le notre ….que dire ??j’attends la réponse de notre monsieur

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *