Home»Correspondants»ما هو مصير الحمير الوجدية؟

ما هو مصير الحمير الوجدية؟

0
Shares
PinterestGoogle+

كواحد من السكان التابعين لهذه المدينة العتيقة التي يزيد عن الألف سنة على تأسيسها ،وهي مدينة زيرية بامتياز لكون زيري بن عطية هو من أسسها -بعد التخلي عنها- و كملاحظ للتطورات العمرانية الهائلة التي لحقت بالمدينة منذ الستينات من القرن الماضي إلى يومنا هذا،كانت وسيلة التنقل لدى المغاربة في هذه المدينة هي العربات التي تجرها الأحصنة و البغال والحمير و حافلات النقل الحضري المتهرئة التي كانت  تنقل الركاب من وسط المدينة حاليا إلى الأحياء المحيطة بها.

كانت أزقة المدينة الرئيسية والثانوية ممتلئة عن آخرها بالعربات التي تجرها الخيول أو الحمير أو بالبغال،و مالكوها ينحدرون في الغالب الأعم من الأحياء ذات السكن الفوضوي المحيط بالمدينة.

كما أن الأسواق الأسبوعية في حي الطوبة (حي التقدم) و (حي لازاري) و حي سيدي يحي هي من كانت تستقطب هذه العربات لاستعمالها في نقل الركاب ونقل البضائع على اختلاف أنواعها التي تملأ هذه الأسواق. صحيح أن المدينة كانت تعيش فوضى عارمة للتواجد الكثيف لهذا النوع من النقل الطبيعي والذي لا يساهم في تلوثها ،و يساهم في امتصاص البطالة لدى فئة عريضة من السكان المهمشين،كما يساهم في تحسين دخل بعض الأسر المعوزة.كما أن روثها كانت النساء تستعملنه في صنع نوع من (المجامر) التقليدية عندما كان للمجمر و (الفاخر) شأن عظيم …

في الآونة الأخيرة ارتئ المسؤولون وضع حد لهذا النقل الطبيعي و استبداله بالعربات ذات المحركات الميكانيكية -والتي يطلق عليها إخواننا المصريون ( عربات الطوك طوك)- و هي الآن تملأ شوارع المدينة وأزقتها و تستعمل لنفس الأغراض الحميرية.

لا احد الآن تساءل عن الأضرار الصحية التي يخلفها الاستعمال المبالغ فيه للمحركات الميكانيكية من الشاحنات و الحافلات والسيارات والدراجات النارية و العربات الميكانيكية  و المبيدات الحشرية و مبيدات الزراعة ،من تلوث للبيئة(الهواء و الماء و النبات) على صحة الإنسان والحيوان،و على الكون برمته(اضمحلال طبقة الأوزون التي وصلت رقعتها الآن 28,2 مليون كيلومتر مربع فوق القارة القطبية الجنوبية،وثقب الأوزون هو المسؤول عن الانحباس الحراري و زيادة حرارة الأرض وتقلص مساحة الثلوج في القطبين الشمالي و الجنوبي).

فان كانت الوسائل الحضارية الصناعية  التي اخترعها الإنسان،  بها دمر محيطه الطبيعي و الحيوي و كانت وبالا على صحته بظهور أمراض جديدة لم تكن معروفة من قبل لغرض ربح الوقت،فانه  عندما  كان يستغل إمكانيات الطبيعة لصالحه في حالتها الأولية البدائية و الطبيعية (عربة من خشب تجرها الخيول والبغال والحمير) كانت صحته أحسن و جسمه اقوي و مناعته محصنة و إن كان خسر من الوقت للوصول في الموعد.

مدينة وجدة كغيرها من المدن ودعت إلى غير رجعة مرحلة تاريخية كانت السيادة فيها للوسائل الطبيعية في الأكل و النوم واللباس و السكن والتنقل و العلاقات الاجتماعية،ودخلت العصر الصناعي(استهلاكا و ليس إنتاجا) باستعمال المحركات الميكانيكية،التي كانت كوارث متنقلة على صحته.

السؤال الغائب الحاضر هو:ما  مصير الحمير والبغال و الخيل التي كانت تستعمل لجر العربات في المدينة الألفية؟ :هل فوتت لبائعي الوجبات السريعة المتنقلين و الثابتين في دكاكينهم(في شكل كفتة منخفضة التكلفة المالية)؟أم إلى بعض بائعي وتجار  اللحوم بالتقسيط المريح، منعدمي الضمير الخلقي كما وقع مرات عديدة في نفس المدينة في أعوام مضت؟

أم هل بيعت إلى دولة إسرائيل لإجراء تجارب طبية أو علمية عليها أسوة بالحكومة التونسية والمصرية التي صدرت الآلاف من رؤوس الحمير إلى  الدولة العبرية لنفس الغرض؟

انجاز:صايم نورالدين

 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. OUKACHA ABOU HAFSA.
    01/11/2015 at 09:47

    ان العربة المجرورة بالدواب التي تتحدث عنها يا أستاذ لم تختفي من المدينة الالفية بصفة نهائية . ولكن بقي البعض منها . أما القرى المجاورة فلازالت تعتمد على هذا النوع من العربات في التنقل والعمل الفلاحي . فعندما كانت البغال والحمير والأحصنة تجوب المدينة ، كانت تجارة التبن والنخالة والخبز اليابس – الحناطة – مزدهرة ، وكانت تتمركز على جنبات طريق زيري بن عطية . اي ما يسمى بطريق عصفور قبل أن يصوت المجلس البلدي على تغيير اسم هذا الطريق الى الشهيد محمد الذرة ،والذي لم يظهر له وجود على أرض الواقع واحتفظت الطريق باسمها الاول زيري بن عطية . وكم كنت أتألم حينما أمر من هناك واجده متسخا ببقايا روت الاحصنة والبغال والحمير التي كانت تتراكم على جنبات الطريق بروائح مقززة . فرغم استراد الدراجة النارية الثلاثية العجلات لمنافسة هذه العربات المجرورة والتي تحمل الاسم المصري المذكور- الطوك طوك – التي أصبح يطلق عليها وجديا –  » بحمير الشينوى « – .
    إن أعداد الحمير تقلص وتقلصت معه تجارة التبن ، النخالة والخبز اليابس … وتحولت الدكاكين المختصة في هذا النوع من التجارة الى تجارة اخرى مثل قطاع الغيار والصباغة ، الجير والفحم … وعلى ذكرصناعة المجمر .- فكانت والدتي رضوان الله عليها تصنعه بيدها وكانت تستعمل روث الأغنام بذل روت البغال والحميرالتي كانت توجد في جميع الطرقات والمادة الأولية أي – التربة – فكانت تجلبها رحمها الله من سيدي امعافة . وهذه الصناعة كانت مزدهرة عندما كانت البوطاغاز قليلة الوجود – …
    ففي مدينة مراكش كان صاحب الدابة مجبرعلى جمع الروث الذي تتسبب فيه دابته . أما مول الكوتشي فكان يضع كيسا حتى لا يتسبب في اتساخ وتلويت الشوارع . إلا مدينتي فإنها كانت غارقة في مثل هذه البقايا . ولم يكن أصحاب العربات يقومون بجمعها ، مما كان يخلف منظرا مقززا وخاصة الطرقات التي كان يقطعها أصحاب العربات المجرورة ذهابا وأيابا الى شارع الوقوف اي طريق زيري بن عطية وطريق مراكش وطريق سيدي ادريس ، بالإضافة الى الأسواق الأسبوعية …اذا كانت طبقة الاوزون مهددة بالمخلفات العوادم الصادرة عن جميع المحركات بما فيها الدراجات الثلاثية العجلات الدخيلة والتي قلصت من اعداد الحمير والبغال التي كانت تجوب المدينة . فان التلوث الأرضي والروائح انتقلت من الارض الى طبقة الاوزون التي بدأت تتوسع نظرا لارتفاع كمية الغازات الصاعدة . فان العالم قد تفطن مؤخرا الى تحيل دولة اوربية لأنها كانت تتحايل على الاجهزة الالكترونية لتظهر للعالم ان ما تنتجه من هذه السيارات لا يتسبب في تلوث الجو والتأثير السلبي على طبقة الاوزون . وقد استدعت هذه الدولة الملايين من السيارات المنتشرة عبر العالم بعد اكتشاف تحايلها الماكر … ولا أدري هل ستكون متابعة ؟ أم تعاقب بعدم تسويق هذا النوع من السيارات ذات الماركة المشهورة عالميا ، ومتواجدة بكثرة في مدينتنا .
    ختاما ، أخشى أن توجه هذه البغال والحمير الى ما ذهبت اليه يا استاذ وإن تخوفي سيحولني الى انسان نباتي ليس لخوفي من أكل اللحوم المفرومة المذكور ولكن تخوفي ذهب أبعد من ذلك وامتد الى الدواجن المسمنة بالحقن والأسماك الآكلة للحم البشري في اطار الهجرة السرية والموت بالبحار . هكذا طليت على هذه المقالة وأتمنى أن أكون ضيف خفيف الظل والسلام عليكم .

  2. ص نورالدين
    02/11/2015 at 07:09

    كل الشكر على هذه الاضافات و العين البصيرة التي التقطت بعض السلبيات التي نسيتها لعامل السن الذي بدأ يهجم على ذاكرتي و كنت اتمنى لو اتسع خاطرك لتطلعنا على موضوع اخر في روعة (وجدة يا الزينة) كما اتحفتنا نحن قراء وجدة سيتي بهذه الاشارات و مواضع تواجد الحمير و البغال و الاحصنة والروائح النتنة الصادرة من مخلفاتها في الطريق.و ارشدتنا كذلك مشكورا الى اشارات ذكية وهي ان الانسان الوجدي لم يكن محترما لاخيه الانسان(ربما لغفلة السلطات المحلية عن الموضوع)ليس كما يفعل انسان مراكش الذي يحرص مجبرا كما اشرت ان تكون مدينته نظيفة وهو مجبر على ذلك لكون مدينة مراكش مدينة سياحية و المجلس البلدي و السلطات المحلية المراكشية كانت تحرص على نظافة المدينة لوجود عيون اوروبية بالمدينة قد تجعل من الاوساخ مواضيع للتسلية و السخرية من ابناء الوطن عبر تلفزاتها.اما وجدة المدينة فكانت رائحة الفضلات الصلبة و الفضلات المائية تزكم الانوف .
    اشكرك على هذه الاضافات القيمة التي ذكرتنا بها نحن أبناء مدينة وجدة و اشكر وجدة سيتي في .شخص مديرها ان تكون منبرا لكل الضيوف وخاصة الملاحظات المفيدة و المواضيع البناءة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *