Home»Correspondants»قراءة في مسرحية  » الشاعر » لفرقة كوميدراما أبعاد الوظيفة الأخلاقية والاجتماعية في مسرح  » الصالون الكلاسيكي »

قراءة في مسرحية  » الشاعر » لفرقة كوميدراما أبعاد الوظيفة الأخلاقية والاجتماعية في مسرح  » الصالون الكلاسيكي »

0
Shares
PinterestGoogle+

قراءة في مسرحية  » الشاعر » لفرقة كوميدراما
أبعاد الوظيفة الأخلاقية والاجتماعية في مسرح  » الصالون الكلاسيكي »

ميلود بوعمامة
قدمت جمعية كوميدارما للمسرح والثقافة بدعم من وزارة  الثقافة ووكالة تنمية أقاليم الجهة الشرقية،  عرضها المسرحي الجديد  » الشاعر »، للكاتب أحمد السبياع وإخراج خالد جنابي، وتندرج هذه المسرحية الحديثة بالنسبة للفرقة والجمهور الوجدي والشرقي عموما، في إطار منهجي يناقش بدقة المعالجة القيمة للنص،  والأداء المتزن للممثلين على الركح، وكذا الاحترافية لتقنيوالإنارة والسنوغراف،  إنه ضرورة مسرح )الصالون الكلاسيكي( بامتياز،  الذي ارتضاه الطاقم المسرحي لفرقة كوميدراما كعمل دراما تولوجي مرشح لدعم الوزارة الوصية  بخصوص عملية الترويج (5 عروض بمدينة وجدة و 5 بباقي مدن الجهة الشرقية)…
إذن، لا يمكن الحديث عن مسرحية  » الشاعر » دونما وضعها في سياقها التاريخي والمفاهيمي والإبداعي، لنص مسرحي وازن للكاتب المغربي أحمد السبياع المقيم في العاصمة الرباط و المخرج خالد جنابي المقيم في مارتيل، وهو نص في الحقيقة كتب ليقرأ، لكن فرقة كوميدراما ركبت من خلاله  الصعب  الممكن، حيث استطاع الممثلون تقمص أدوارهم بدقة، بالرغم من بعض الهفوات الطفيفة التي تخللت فصول المسرحية و مضامينها، وكذا سينوغرافية الفضاء…(سنعود لها في تحليل آخر).
إذ على العموم، تبقى ترجمة أفكار النص،  التي وصلت بشأنها الفكرة، ونضمت بموجبها قصيدة   » يوم آخر يمر »من المبدع، هي رسالة الشاعر للجمهور الحاضر بكثافة  لمسرح محمد السادس ليلة الخميس 11 يونيو  الجاري، والذي استمتع  بعرض مسرحي جديد عليه، ويحيلنا بديهيا على تلك المسرحيات الفرنسية والبلجيكية الناطقة بالفرنسية التي كانت تبثها القناة المغربية الأولى والثانية بداية التسعينيات من القرن الماضي…
مسرحية « الشاعر » تندرج في إطار ما يسمى ب  » مسرح الصالون الكلاسيكي » الذي يعتمد تاريخيا على مبادئ أرسطية تتمثل في تقليد الطبيعة والواقع، من خلال تقديم صورة فنية منظمة وجيدة عن المكان والزمان والشخصيات احتراما للعقل والفكر، والابتعاد قدر الإمكان عن الوهم والخيال، وبالتالي استحضار أبعاد  الوظيفة الأخلاقية المبنية على الإرشاد والمواقف… وتعلم الناس القيم الإنسانية.
العرض المسرحي « الشاعر » يناقش عن قرب جانب من هذه القيم، عبر نص مسرحي يعالج قضية شاعر مشهور يحن لمغامرته العاطفية أيام الجامعة… ويلعب دور الشاعر « فرح » الممثل المسرحي بكاي المرينسي ، ودور الزوجة « نوفيسة » حجرية أعمارة، وتدرو أحداث المسرحية في ديكور واحد  على خشبة المسرح تلعب وسطه المجموعة دخولا و خروجا أداوراها المختلفة.
مسرحية « الشاعر » تعالج قضية الخيانة الزوجية في قالب كوميدارامي طغت على فصوله  روح الدعابة من جهة، والألم   الإجتماعي و النفسي والإرشاد والنصيحة من طرف أفراد العائلة من جهة ثانية، وذلك كله  في وسط اجتماعي ساده الخدلان من زوج العشيقة ، وطغيان الأمور المادية والمصلحة الخاصة على الكرامة و الأخلاق، ولو ببيع الشرف  بدريهمات فقط. و هنا، الشاعر يبحث عبر صديقه ) المعتوه( « السميحي » عن صديقة أيام الجامعة « إلهام » التي تعيش وضعا اجتماعيا صعبا وقهرا نفسيا مقلقا من قصر ذات اليد،  وزوج مادي يبحث عن المادة ولو بضرب قيمة الشرف عرض الحائط … وذلك كله في جو مشحون داخل الأسرة للإتمام الشاعر ديوانه الجديد بإلهام لا شرعي مع  » إلهام ».
لعب الأدوار الرئيسية في مسرحية  » الشاعر » كل من : شيماء بناي- عبد الحميد العفوي – مريم أويحي- محمد بنتلاخ – حجرية اعمارة –  محمد الحسناوي- عبد الحق الفطس- و بكاي المرينسي.. وأشرف على المحافظة:  حسن السعيدي، و الإضاءة: مصطفى بلعيد، وسنوغرافية: رشيد الخطابي ،و الإخراج على خشبة المسرح : محمد بناي، والمحافظة العامة: لخضر لوكلي.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *