حالة من الاحتجاج واللغو ساد مسجد الرياض بوجدة ، بعد طول انتظار المصلين وترقب صعود خطيب الجمعة إلى المنبر لإلقاء خطبته. المترددون على صلاة الجمعة والذين تتضاعف أعدادهم في شهر رمضان لم يكونوا على علم بسبب التأخير الذي دام أكثر من نصف ساعة عن توقيت الظهر. ولأن أغلبية المصلين ملتزمة بأعمالها وآخرون لهم أعذار صحية تمنعهم من الاحتفاظ بوضوئهم، فقد انسحب عدد كبير منهم دون تأدية صلاة الجمعة. والبقية التي أصرت على البقاء للاستفادة من بركة هذا اليوم العظيم امتثالا لقوله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ قلت أن القابعين احتجوا وتعالت أصواتهم وطالبوا المشرفين على المسجد بتوضيح أسباب التأخير. فخرج الإمام طالبا الهدوء وشارحا بأن المشكل يتعلق بانقطاع التيار الكهربائي وأن عمال الصيانة يعملون على عودة واصلاح الخطوط الكهربائية. فقام أحد المصلين ورد عليه ( وإلا مرجعش الضو نقعدو هنا حتى المغرب) في حين علق آخر وقال ( يخطب غير بفمه واش الجمعة ماتفوتش بلا ضو وبلا مكبر الصوت). وأمام حالة المرج والهرج اضطر الخطيب الصعود إلى المنبر وإلقاء خطبته بصوته غير المسموع. وبعد انتهاء الخطبة وأداء صلاة الجمعة وخروج المصلين من المسجد، وما ترتب عن ذلك من وقت طويل ، كان التيار الكهربائي مازال منقطعا. فقال لي صديقي ( كن بقينا نستناو الضو كن خرجنا بلا صلاة ).