Home»Régional»جرادة : تلوث مداخن المعمل الحراري يقتل الحياة بمدينة الفحم الحجري المنجمية

جرادة : تلوث مداخن المعمل الحراري يقتل الحياة بمدينة الفحم الحجري المنجمية

0
Shares
PinterestGoogle+
 

تلوث مداخن المعمل الحراري يقتل الحياة بمدينة الفحم الحجري المنجمية جرادة، وجمعية "إسعاف تضامن وتنمية" تسعف مرضى السيليكوز ضحايا الفحم الحجري عبر العيادة المتنقلة

أطنان من الملوثات تزرع الموت

تعتبر مدينة جرادة جزيرة حرارية،كما جاء في كتاب الأيام الدراسية الثانية مارس 96، تنعكس نارها على السكان والحيوان والنبات. وإلى جانب أمراض السيليكوز المترتبة عن العمل داخل الأنفاق هناك أمراض أخرى مصدرها مدخنة المركب الحراري الذي شيد في مكان غير ملائم حيث تلفظ غازات تنزل على مدينة جرادة وحاسي بلال ويحرم السكان من التمتع من الألبسة البيضاء. ويلفظ معمل كهربائي فحمي في السنة 1570 ميغاواط من النفايات الحرارية و330 ألف طن من الرماد المتطاير و2 ألفين طن من جسيمات متطايرة و24 ألف طن من ثاني أكسيد الكاربون و6 ملايين طن من ثاني أكسيد الفحم و700 طن أحادى أكسيد الفحم و20 ألف طن من أكاسيد الأزوط و5 أطنان من الزئبق و5 أطنان من الزرنيخ و0,2 طن من الرصاص. كان المركب الحراري يعتمد على المنتوج المحلي من الفحم لكن بعد الإغلاق تم الاعتماد على استيراد الفحم من دول أجنبية كبولونيا وجنوب إفريقيا وهو الآن يشغل عدد من العمال عن طريق مقاولات الخواص. ويتخوف السكان من هذه المواد المستوردة من الفحم المسمى "البيتكوك"( بقايا استغلال البترول) من احتمال توفرها على نسبة كبيرة من مونوكسيد الكبريت المؤثر الجهاز التنفسي وينتظرون التعرف على النسبة الحقيقة فيه خصوصا أن الحدائق الخاصة بحي المسيرة المجاورة لم تعد تعط نباتا كما كان من قبل.

وتتسبب هذه الملوثات في عدد من أمراض الجلد والصداع والتهابات الحنجرة والعيون والأنف والكبد والكلي وسرطان الرئة والأمعاء وفقر الدم واضطرابات في الجهاز العصبي والذهول بالإضافة على الأمراض السرطانية للحيوانات.وتتطلب علاجات مرض السيليكوز الذي يؤدي بصاحبه إلى الموت بحيث عند التصريح يبدأ الجهاز التنافسي في التآكل إلى الفناء،(تتطلب) تكاليف باهظة شهرية لا تغطيها الصدقة التي تتكرم بها الشركة على ضحاياها. وتكثر الوفيات عند المصابين بالسيليكوز خلال أشهر الفصول الباردة حيث لا تؤدي الرئة أو ما تبقى منها وظيفتها ويصعب لديهم التنفس ويفتقد جسم المريض كميات من الأكسيجين فيكون بذلك سببا رئيسيا في الوفاة، حسب ما أوضحه الأطباء الاختصاصيون. وتعاني المدينة من قلة الغطاء النباتي الذي يمكن أن يخفف من التلوث بل لاحظنا تراجعه بسبب قطع ما يزيد على نصف عدد الأشجار في استعمال الحطب ونفايات مخلفات الشركة التي مازالت قائمة."إنها كارثة التلوث بمدينة جرادة" يصرح للأحداث المغربية أحد أعضاء جمعية بيئية. وتعاني المدينة من الواد الحار خصوصا في فترة الصيف.

ويعتبر مرض السيليكوز مرضا مزمنا ومهنيا وفق ظهير 13 ماي 1943 المطبق للتشريعات المتعلقة بحوادث الشغل على الأمراض المهنية. وتمت مراجعته بمراسيم وقرار وزاري آخر، هو القرار الوزاري 1972.09.19 الذي حدد لائحة الأمراض المهنية التي يجب التعويض عنها. ويتم التعريف بالأمراض المهنية بأنها كل المظاهر المرضية والتعفنات الجرثومية وكل العلل التي يحددها وزير الشغل في جدول بعد استشارة وزير الصحة. ومن أجل التعويض يجب أن يكون المرض مسجلا في إحدى اللوائح الرسمية والتي تتكون من جداول ويوجد حاليا 35 لائحة لم يتم تجديدها منذ 1972، وأن يشخص المرض أثناء مدة التعرض للخطر أو خلال أجل المسؤولية المحددة في الجدول وأن تتطابق الأعراض والمظاهر المرضية مع الأعراض المحددة في جداول الأمراض المهنية. لقد أجهز المعمل الحراري على عشرات آلاف العمال من أبناء إقليم جرادة ومن مختلف أقاليم المملكة، من خلال مخلفاته أكانت أنفاقا مظلمة انهارت صخورها ودفنت زوارها أحياء أو عبر نفايات وأدخنة ملوثة التي يلفظها جوفه عبر مدخنتيه، أو الأمراض المتنوعة وعلى رأسها مرض السيليكوز بعد أن يتقيأ الدم ممزوجا بأجزاء من رئتيه وبعد أن لم يُترك لأغلبيتهم حتى منحة تقاعد عجز ومرض لمتابعة علاج دون شفاء…

جمعية إسعاف والعيادة المنزلية لفائدة المصابين بداء السيليكوز

ويصعب حصر عدد هؤلاء المرضى بحكم التحاق عدد منهم بمدنهم الأصلية كما يصعب تحديد العجز عن المرض المهني في العديد من الحالات . ولأجل هذا، تأسست جمعية إسعاف تضامن وتنمية سنة2001 سنة إغلاق المناجم للبحث على بدائل اقتصادية والبث في المشاكل الاستعجالية على إثر الإغلاق القسري للمفاحم. ومن ضمن الملفات التي نالت اهتمام الجمعية تلك المتعلقة بالمجال الصحي لما يتطلب علاج مرض السليكوز من مبالغ هامة تفوق قدرة المصابين به. وقد تمكنت الجمعية من تسجيل 700 مصاب في حالة متقدمة من المرض خلال نشاط قامت به .ومنهم من يتوفى دون الحصول على تعويضات وآخرون استفحل مرضهم بعد إغلاق المناجم. ويرتفع عدد الوفيات في المصابين بمرض السليكوز خلال الأشهر الباردة ويتراوح ما بين 15 و20 في الشهر المتواجدين في المدينة في حين يجهل عدد أولائك المتواجدين خارجها دون احتساب أولائك الشباب الرافضين للتصريح بمرضهم.

وقد قامت الجمعية بعدد من المشاريع لفائدة الفقراء ومنعدمي الدخل ، من بينها العيادة المنزلية لفائدة المصابين بداء السيليكوز حيث يستفاد أكثر من 500 مريض كل سنة بمساعدة عدد من الشركاء كوزارة التشغيل والتكوين المهني ومندوبية الصحة والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وجمعيات ووداديات الحياء وجمعية "Orthopédie sans frontière" الفرنسية،" والمشروع في حاجة إلى التوسيع نظرا لتزايد عدد الماصبين بسبب العمل اللاقانوني ب"السندريات، مع العلم أنه من الصعب ضبط جميع الحالات بشكل دقيق" يقول محمد عليوة رئيس جمعية إسعاف تضامن وتنمية. وتطلق عبارة "السندريات" على الآبار التي يتم حفرها من طرف أكثر من ألف شخص من سكان مدينة جرادة أو البلدات المجاورة وحتى من خارج الإقليم بمختلف أنحاء مدينة جرادة التي ما زال يحتوي جوفها على الفحم الحجري، هؤلاء العمال الذين سيصابون لا محالة بمرض السيليكوز، يعملون على استخراجه بوسائلهم الخاصة في غياب أي وسائل وقائية من أخطار الانهيار أو تغطية صحية ضد أمراض الرئة كالسيليكوز أو التأمين عن الحوادث وفي غياب قوانين تحميهم من أربعة محتكرين رُخص لهم باستغلال الفحم المستخرج واقتنائه من هؤلاء العمال الفقراء والمُسْتَغَلَّين، دون احترام حتى دفتر التحملات الذي يضمن سلامة وصحة المغامرين داخل تلك "القبور المفتوحة" على أجساد منهوكة. ولا يجني هؤلاء الذين يعملون ضمن جماعة من اثني أو ثلاثة أشخاص أو أكثر من مغامراتهم اليومية التي تتجاوز عملية الحفر وجمع الفحم داخل الغار 10 ساعات، لا يجنون أكثر من 200 درهم من محصول الفحم ويبيعونه إلى هؤلاء المحتكرين الأربعة الذين يتحكمون في سوق الفحم ويحددون الأسعار ليعيدوا بيعه بخمسة أضعاف أو أكثر، وراكموا بذلك ثروات هائلة تعد بعشرات ملايين الدراهم…ابتلعت تلك الآبار السوداء بمدينة جرادة عشرات المغامرين في عز شبابهم بعد أن انهارت عليهم تلك القبور التي حفروها بأيديهم مضطرين إليها لكسب لقمة عيش مُرَّة وسوداء سواد الفحم المُستخرَج وتسببت في العشرات من المآتم في القوت الذي منحت العشرات من القصور لمصاصي دمائهم من محتكري الفحم ومُستغلي جامعيه من داخل جحورهم…دون مراقبة ولا عمليات تفتيش من طرف من منحهم رخص الاستغلال ، استغلال الفحم واستغلال البشر…

ومن جهة أخرى، قامت العيادة المتنقلة لصحة الأم والطفل لجمعية "إسعاف تضامن وتنمية" بجرادة بزيارة عدد من الأسر والعائلات الفقيرة بنواحي المدينة استهدفت عددا من الجماعات القروية حيث استفاد من خدماتها 1200 امرأة و240 طفلا،وتنفيذ مشروع دعم صحة الطفل الممدرس الذي استهدف 600 تلميذ، كما عملت على تأهيل الفضاء البيئي للمدرسة القروية استهدفت 450 وحدة بشراكة مع وزارة إعداد التراب الوطني ونيابة التعليم وجمعيات آباء وأوليا التلاميذ بجرادة. وساهمت كذلك مشاريع "تشجيع النشطة المدرة للدخل والمبادرة الحرة" همت 140 مستفيدا، ومشروع الأكشاك المتنقلة لفائدة 8 من الشباب العاطل بتعاون مع وكالة تنمية الجهة الشرقية وعمالة جرادة والجمعيات والتعاونيات المحلية.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. essaghi samirir
    02/11/2012 at 13:20

    ka nachkorkom a3la had mobadara jadaba ali wadahto chi masa2il a3la madinatch jerada tahiya khasa li jam3iyat is3af o lah wafa9kom essa–sam@hotmail.com

  2. rihab amamou
    08/01/2014 at 17:34

    kantmanaw had twdihat 3la madinat jerada twsal lmojtama3 lmararibi kolo hit jerada ba9i fiha lghayrat wlakin ghs tarika lstifada mn had lghayrat wa chokram

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée.