Home»International»الضمير المنفصل

الضمير المنفصل

0
Shares
PinterestGoogle+

الضمير المنفصل.

      شد ما يتحدث الناس عن الضمير،فيحملونه نتائج جملة من السلوكات التي تصدر عن المرء .فإن كانت هذه الأعمال صالحة، قيل بفضل   ما يتمتع به من ضمير حي .وإن كانت هذه الأعمال سيئة، أرجع ذالك إلى انعدام الضمير..والواقع أن مصطلح « الضمير » بهذا المفهوم السائد في المجتمع له مرجعية غربية .لأن التراث العربي والإسلامي  لم يعرف هذا المفهوم لمصطلح « الضمير ».ولم يرد، حسب علمي، في كتب القدماء إطلاق « الضمير » في سياق الممارسات الأخلاقية والمعاملات..وإنمانجد ذلك في الكتابات المعاصرة، كما هو الشأن بالنسبة » للمنفلوطي » ،حيث نجده يقول عن « الضمير »في « نظراته » :« أتدري ما هو الخلق عندي هو شعور المرء أنه مسؤؤل أمام ضميره عما يجب أن يفعل …وما زالت الأخلاق بخير حتى خذلها الضميروتخلى عنها ».(1)

      هذا الكلام قد لا نجد له أصلا في كتب التراث العربي.فإذا رجعنا مثلا إلى مادة « ضمر »في لسان العرب، ألفيناها تعني في أغلب الإستعمالات اللغوية دلالة « خفي » والضمير..السروداخل الخاطر.وأضمرت الشيء أي أخفيته. »(2) كمالا نجد حديثا عن » الضمير » إلا في كتب النحو :ضمير منفصل،ضمير متصل،ضمير مستتر.وهذه الاستعمالات،كما ترى، لاعلاقة لها بمجال السلوك والأخلاق.. إذن من أين لنا بهذا المفهوم الطارئ على ثقافتنا العربية وتراثنا الإسلامي ؟

      يشير « يوسف خياط »إلى أن « ضمير » ترجمة لكلمة concience morale وقد عرفه الأستاذ بقوله « هو قوة حاكمة في مجال الأخلاق…وخاصة يصدر بها الإنسان أحكاما مباشرة على القيم الأخلاقية لأعمال معينة. »(3) ومما يعزز هذا الكلام ما ورد في معجم عبد النور الحديث ،حيث ترجم أيضا « ضمير » إلى concience morale .(4)

      من هنا يتبين لنا أن هذا المفهوم ورد إلينا عن طريق المثاقفة ،غير أنه ينبغي الإحتياط ،لأن مفهوم « الضمير » إفراز ذهنية غربية قائمة على الفكرو الفلسفة .إنه مفهوم ظهر بفعـل تـفكيـروجودي لا ديـني، يقـدس الإنسـان، ويلغـي مـا وراء الإنسـان. إنـه « ضمير »منفصل عن البعد الروحي والغيبي .

      أما في الثقافة العربية والإسلامية،فإن القوة الحاكمة في مجال الأخلاق هي الوحي المقدس ،وليس الفكر المدنس.ونتساءل هنا حين ينفصل الضمير عن الوحي ويتصل بالإنسان المطبوع على الأنانية وحب الذات و التسلط ،والمغلف بأنواع من الشهوات،و الموزع على العشرات من الملل والنحل، والتيارات الفكرية والفلسفية .كم من مصالح الإنسان تـسـتـتـربسبب  الإنسان ؟

      إن الضميرالمتصل برؤية الإنسان المحدودة ،المنفصل عن الوحي المطلق لهوضمير يتوخى الحق في إطار ما تمليه المصالح الشخصية الضيقة، والدواعي النفسية والتوجهات الفكرية .أماالمقياس الحقيقي لتأطير الأفعال البشرية، هوالمقياس المحايد :مقياس موضوعي يقف من كل الفئات البشرية من بمسافة واحدة، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.                                 د : خالد عيادي

……………………………………………………………………………………….

1)النظرات للمنفلوطي.ج3..ص.159-160 المكتبة الشعبية..بيروت .لبنان..

2)لسان العرب لابن منظور .مادة « ضمر ».

3)معجم المصطلحات العلمية والفنية.يوسف خياط. مج 7.ص404 دار الجيل بيروت.

4)معجم عبد النور الحديث عربي فرنسي .ص653 ط3 يونيو 1992 دار العلم للملايين .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

12 Comments

  1. عبدالاله الرياحي/أحفير
    10/12/2014 at 21:40

    بسم الله الرحمن الرحيم، ونجدد اشكر لطاقم oujda city، اما بعد.
    الضمير، كلمة توحي لنا ( القدرة على حكم أخلاقي )، أي ان الانسان له قدرة على تحديد الصواب من الخطأ، يقول الله تعالى: [لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ] {البقرة:286}.
    و الضمير عند الانسان نوعان:
    الحي: و هو الذي يتميز باصفات النبيلة، والاعمال الجيدة، اي له طابع اجابي تجاه الغير، وكذلك تجاه وطنه
    الضمير الميت: و هو بمصطلح آخر ضمير منعدم، اي مجله سيء، ويترك اثرا وسخا تجاه الغير، وتجاه الوطن، حيث انه يتميز بالا اخلاقي، ويمثل عبأ على الجتمع.
    و الحمد لله رب العلمين.

  2. حنان بنعودة/أحفير
    10/12/2014 at 21:48

    بسم الله الرحمن الرحيم، يقال أن الضمير يختلفون فيه الناس والضمير نوعان :ضمير لديه معنى في اللغة العربية ومعنى في الأحاسيس المختلفة تجاه الاشياء والقيم والأخلاقيات .

  3. عبد المنعمم وشاني(أحفير)
    10/12/2014 at 22:18

    بسم الله الرحمن الرحيم . شكرا لوجدة سيتي التي تصهر على راحت متتبعيها وإختيارهم أحسن مقالات الأساتذة والكٌٌّْتاب لتثقيف شبابنا،أما بعد لم يعجبني النص كثيرا مع تقديري وإحترامي للكاتب لأنه لا يتحدت بشكل كامل عن الضمير وسلبياته وإيجابياته حيث تكون المقدمة تمهيد للفكرة المطروحة ،والعرض يعطينا الأمور الإجابية والسلبية والدلائل أما الخاتمة فهي إستخلاص لما يفيذا النص (هذا رئيي ولا أعرف إن كنت على صواب أو مخطأ).

  4. kawtar mestari/ahfir
    11/12/2014 at 00:12

    حسب رصيدي المعرفي فالضمير هو الذي يتنبّأ بما قد يترتب عن سلوك ما ويكون في شكل صوت داخليّ يأمر وينهى، قد يتعلّق الأمر بحكم على فعل من أفعال المستقبل، وقد يتجلّى في عواطف الحزن والفرح، أو يرتبط بحكم على فعل من أفعال الماضي. وهو الذي يؤدي إلى الشعور بالندم عندما تتعارض الأشياءالتي يفعلها الفرد مع قيمه الأخلاقية.وأرجو أن يكون ظني في محله والحمد لله رب العالمين

  5. maryame mhamdi/ahfir
    11/12/2014 at 20:28

    الضمير ؟؟…،أعتقد كلنا مررْنا بهاذا المصطلح ،لا أدري ، و لكن الضمير شيء حسي نشعر به في داخلنا،أي أنه يشمل الإنسان كَكُل ،يحاسِبُنا و يُعاتِبُنا لما يَصْدر منا من أفعال خاطئة ،( الجانب السلوكي و الأخلاقي)

    إذا ذهب الضمير يا تُرى ماذا سَيتبقى لنا؟؟ أساسا ما الذي يقتل الضمير الإنساني؟؟
    لا إجابة عندي …
    شكرا لك

  6. محي رضى أحفير
    11/12/2014 at 22:17

    للأسف كثيرة هي المصطلحات التي غزتنا من الغرب ولكن ليس المشكل في تلك المصطلحات ولكن في الحمولة التي تحملها

  7. رضا الله اتسولي من احفير
    14/12/2014 at 20:48

    حسب معرفتي فان الضمــيرهـو ذلك الصـوت الخفي الحـاكم والـرادع للنفس والرقيب عليها ، ليردها عند جمـوحـها ، وشطـط هـواها ، إنه قـاضـيك الخـاص الذي يسكن أغـوار نفسـك ، يقـيِّـم ماتفـعـل أولاً بأول ، فإذا خالـفته في غفـوة منه صـب عليك جـام غضـبه ، وقـد يوخذك أو يقـضي بجـلدك ً ، فتعـمل علي إرضائه وتعـاهده بألا تعـود إلي مافعـلت من شطـط وغـفوة الضمير واردة ويمكن تداركـها ، غير أن الخطـير في الأمر ليس غفوته بل تكـون الطاامة حين يموت فيك ، فحينئذ تعيث النفس فساداً لموت من وتصبح دمية في يد هواها

  8. احفير/صالحي ايوب
    14/12/2014 at 21:40

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    بالنسبة لي
    فانا اعتقد ان الضمير هو مجموعة احاسيس فعندما يقول احدهم لاحد اخر اليس لديك ضمير كانه يقول له اليس لديك احاسيس واظن انه مرتبط بالاخلاق و القيم الانسانية
    .والسلام

  9. Mohammad Rahmani AHFIR
    14/12/2014 at 22:05

    ظني أن السبب وراء شيوع هذه المصطلحات والتراكيب هم ضعاف المترجمين عندنا.هؤلاء الذين لايجشمون أنفسهم عناء البحث والتنقيب في درر القدماء وما كانوا يسطرون.ومن العجب العاجب أنك تجدبين هؤلاء المتحذلقين من يزعم زورا وبهتانا أن الخطأ إذا شاع صح،وهذا لعمري لهو العجز وغاية التبعيةحذو القذاة بالقذاة. شكر الله لكم.

  10. كمال بلا من أحفير
    15/12/2014 at 22:14

    أنا متأكد من أنّ هذه الضمائر مجموعة من الأحاسيس وكثيرة هي المصطلحات التي غزتنا من الغرب ولكن ليس المشكل في تلك المصطلحات ولكن في الحمولة التي تحملها. إني أرى أن هناك خطأ بسيط في كلمة وهي تكتب في الحقيقة conscience morale وشكرا لوجدة سيتي

  11. رضى الله التسولي/ أحفير
    16/12/2014 at 17:03

    حسب معرفتي فان الضمــيرهـو ذلك الصـوت الخفي الحـاكم والـرادع للنفس والرقيب عليها ، ليردها عند جمـوحـها ، وشطـط هـواها ، إنه قـاضـيك الخـاص الذي يسكن أغـوار نفسـك ، يقـيِّـم ماتفـعـل أولاً بأول ، فإذا خالـفته في غفـوة منه صـب عليك جـام غضـبه ، وقـد يوخذك أو يقـضي بجـلدك ً ، فتعـمل علي إرضائه وتعـاهده بألا تعـود إلي مافعـلت من شطـط وغـفوة الضمير واردة ويمكن تداركـها ، غير أن الخطـير في الأمر ليس غفوته بل تكـون الطاامة حين يموت فيك ، فحينئذ تعيث النفس فساداً لموت من وتصبح دمية في يد هواها

  12. Asmae gharmaoui
    16/12/2014 at 23:52

    لطالما إعتبرت الضمير هو الصوت الذي يأنبني عند إرتكاب المعاصي وبنظري هو نعمة لوفقدها المرء أصبح وحشا لا يعرف الرحمة

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *