Home»Correspondants»جدلية العلاقة بين السياسة والأخلاق

جدلية العلاقة بين السياسة والأخلاق

1
Shares
PinterestGoogle+

جدلية العلاقة بين السياسة والأخلاق

بقلم : عبد الفتاح عزاوي

        أوقدت الفيضانات التي عرفتها البلاد خلال الأسبوعين الماضيين، نارا دفينة في جسد المواطن المقهور الذي وقف مشدوها أمام هول الكارثة، كما أعادت إلى دائرة الضوء جدلية العلاقة بين السياسة والأخلاق. فـإذا كانت السياسة هي رعاية شؤون الأمة داخليا وخارجيا، فإن الأخلاق هي منظومة القيم التي تستهدف جلب الخير وطرد الشر . فـــهل أصبحت  السياسة أداة لقتل بنياتنا الأخلاقية الإنسانية ؟ أم أن الأخلاق لايمكنها النمو في بيئة التفقير والتهميش والتشريد ؟.

         فـــي زمــننا المغربي الراهـــــن اقترنت السياسة بالمنفعة الشخصية ، إذ أصبحت مرتبـــطة  بنوعية المكاسب التي سيحصل عليها السياسي في حالة فوزه في الانتخابات ،الأمــــر الــــذي أدى إلى تغييب الاهتمام بمصالح المواطنات والمواطـــــنين وتدهور المرافق العامة للبلاد التي أصبحت تحن إلى أيام الاستعمار الخوالي ،ولعـــل الصمود التاريخي لطرقات وقناطر ماقبل الإستقلال ضد الفيضانات الأخيرة ،خير دليل على ذلك  .

       هذا الوضـــع البئيس الذي نشاهده اليوم ، أدى إلى إضعاف الدولة ومؤسساتها ،حيث  أصبح ينظر إليها من زاوية الأخذ دون العطاء ،كما تم تحويل أغلب  مناطقها إلى ضيعات شخصية تمارس فيها كافة أشكال النهب والسلب من قبل مرتزقة السياسة . كما أن المواطن المقهور أصبح يحـــــــــس أن » ما يستحقه من خدمات وتقديرات تُقدم له ( إذا قدمت ) كمنّة أو فضل ، لا كواجب مستحق لـــه  » علـــــى حد تعبيرالدكتور مصطفى حجازي في كتـــابه  »سيـــكولوجيـــة الإنـــسان المقهور  .

        خـــــلاصة  القــــــول، في ظـــل تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية للغالبية العظمى من المواطنات والمواطنين، يبقى النضال السياسي الملتزم قيمة أخلاقية نبيلة تستهدف ربح المعركة في الحقل الأخلاقي السياسي ،عملا بقول أبو العلاء المعري : إذا غمس القوم أيديهم في الدم فاغمس يدك في ماء الغدير.

fattahazz@yahoo.fr

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *