Home»International»أين الثروة ؟؟

أين الثروة ؟؟

0
Shares
PinterestGoogle+

طاقي محمد

ثمة عبثية في تدبير الشأن السياسي بالمغرب، رغم التدابير والقرارات والتشريعات والنصوص التنظيمية في شتى المجالات الحيوية بالبلاد، لا زالت الفاعلية والنتائج المنتظرة مخيبة للآمال.. ففي خطابات وتصرفات الحكومة خير دليل يصب في هذا الاتجاه. قد يفهم من سياسة التقشف التي تنهجها هذه الأخيرة في حق الطبقات الكادحة، ونقضيها سياسة البذخ في مصاريف الشأن العمومي.. على أنها سياسة الرقص فوق الجثت.
كما أن قراراتها في الزيادات المعلنة والخفية تبين أن البسطاء هم الحائط القصير لموازنة أية اختلالات قد تصاب بها صناديق الدولة.  بما في ذلك الإشارة المشفرة في خفض القصر الملكي من ميزانيته خلال السنة المالية لسنة 2014 ب 200 مليون سنتيم، وهي التي تقدر سنويا بميزانية 257 مليار سنتيم، أي ما يساوي قدرها 700 مليون يوميا. رسالة واضحة للساسة قبل أن تكون رسالة للشعب على أن السنوات القادمة سنوات عجاف ولربما تكون سيئة جدا للطبقات ما دون الميسورة. علما أن  خفض 200 مليون رقم هزيل وفق الميزانية المعلنة ورقم صغير جدا مع الميزانية العامة لمصاريف البلاط. لكن الخفض على رمزيته مقارنة مع مصاريف الموازية التي لا تخضع للمحاسبة أو المراقبة. وهو الخفض الذي يبدوا على أنه مبادرة إيجابية في حين يراه البعض مغالطة وتمويها للرأي العام الذي لا رأي له.
في المغرب، ما من نكبة إلا وحلها أسهل من جرة قلم وأبخس من ثمن الحبر الذي يوقع به القرار،  فلتعمل جيوب الضعفاء، على خدمة الكبار.. شعب ووطن جاهز حتى الموت ليعيش بعض الأفراد. ولا يستطيع الفرد أو هؤلاء الأفراد للتضحية ببعض الفتات ليعيش الشعب. من الصعب على دولة الاختلالات ودولة اللصوص أن تفكر في عيش الطرفين، أنّى تكون لبطون الفساد قعر حتى تشبع أو تفكر في قسمة الخيرات، فللكبار كرامة وللصوص أنفة تمنعهم عن التوقف. أما البسطاء فلهم عزة الحمقى يبحثون عن لقمة العيش في أسواق الحياة.
كأن يموت المعطل يلهث وراء وظيفة دفاعا عن معركة البقاء، والمستبدون وأعوانهم يصرفون ما تبقى لابتهاجهم في معركة البدخ. فئة عريضة خلقت للتصفيق وفئة متعالية جاءت للتلويح والترويح.. لأنها وجدت خطأ في بلاد الأربعين حرامي بتربع عرش « علي بابا » على الكرسي.
ثمة عبثية ممنهجة في تدبير شؤون المواطنين، حيث لا يوجد منطق سليم لإنقاذ الضنك عن الفقراء والجماهير الكادحة، ولا سياسة بديلة لتخفيف معاناة الإفلاس عنهم. بله هم الخزان الذي لا ينضب والرصيد الذي لا ينفذ.
ما استطاع الشعب أن يرفض طلبا للحكام والحكومة على ألاّ يلبي نداء غوث الوطن، وفضّل أن يعمل كما لو كان عبداً يجمع الدراهم لدراهمهم، يربط الحزام عن نفسه ويخفف الخناق عمن فوقه.
تلك الفئة الناعمة خلقت لأن تخدم ومن يعش في بلادها عاش للاستعباد. فالوطنية التي توجد في أذهانهم لا علاقة لها بوطنية العبيد، وطنيتهم مصدر دخل لهم ويحوم حولها الوطنيون أمثالهم، أما وطنية غالبية الشعب إنما لدفع مصاريف الوطنيين والاحتفال والتمجيد.
أزيد من عشرة سنوات وأنا أشتغل في العمل الجمعوي ابتداء من مراحل الجامعة التي كنت أدافع وأخدم الطلاب، مرورا بالنضال السياسي/ الحزبي والوقوف على مشاكل المواطنين هنا وهناك، ونضالات المجتمع المدني بجمعيات شتى تطوعاً وتوعية وخدمة ومساعدةً.. محطات تعلمت منها الكثير ولا زالت.
حيث تعلمت أن المواطن المغربي يحيا ميتا فقط ليعيش وطنهم، وأن يجوع هو ليشبعوا كلابهم، ينفق آخر درهم في جيبه كي لا تفرغ صناديقهم، يرمى في المستشفى  » ببطاقة راميد  » ويتدواو هم بمصحات العناية المركزة..
لفرط ما تعلمت مذ اغتالوا المواطن البسيط، واستباحوا كفاءته للخمول، واستباحوا بهجته بالتفاهات، وأعدموا رغبته للتعلم بالسخافات، وسمموا وطنيته ليرحل من المشهد السياسي إلى الأبد. فكل كلمات العبث مجتمعة لا تكفي لوصف المغرب عبثية من البحث جواباً عن سؤال: أين الثروة؟؟
Tagui19@hotmail.fr

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. استاذ له امال في القومية العربية
    01/10/2014 at 16:30

    الكل يعلم علم اليقين(وخاصة جمهور المؤمنين بالله ورسوله الكريم) ان السياسة وممارستهاتتطلب من الفرد القاء عرض الحائط كل القيم النبيلة من الاخاء و العدل و الحق كما تتطلب منه ان يكون داهية متلاعبا بحقوق و عقول و اموال الناس بدون وجه حق.و الايمان المطلق ان الغاية تبرر الوسيلة.الوصول الى الحكم لا يمر الا عبر اكل اموال الناس بالباطل و ممارسة الظلم الاجنماعي بافقار الفقير و اغناء الغني.اما الدين فلا يعرف صاحبه بالنفاق اي الكذب و خيانة الانانة و اخلاف الوعود.الدين الاسلامي اساسه الحق و العدل و خدمة الناس و خاصة الصعفاء منهم.من هذا المنطلق الا يجب ان ينفصل الدين المتميز بالوضوح و الصفاء عن السياسة مغارة الدسائس و المؤامرات والاغتيلات.الساسة هي ام الخبث و الخبائث.على كل شكرا على الموضوع بكل ما جاء به و ما جاء فيه,,,

  2. عبد الوهاب . ش
    04/10/2014 at 17:38

    تمديد سنّ التقاعد مسؤولية بيئية

    إن الخطاب المُروّج والمتداول للأسف بكثرة بخصوص سن القاعد خطاب تظليلي وهو شكلا ومظمونا بمثابة الشجرة التي أخفت الغابة

    نحْسب قليلا:
    تمديد سن التقاعد بسنة واحدة يُكسِب الصندوق 6 سنوات من مساهمة المنخرط في أعلى نسبها، أما إذا اعتبرنا تضاعف المساهمة مرات من بداية الإنخراط إلى نهايته, فإن هذا الكسب سيفوق 10 سنوات من مساهمات المنخرط في معدلها

    نحْسب قليلا:
    سيُعفَى الصندوق من أداء المستحقات خلال تلك السنة وكأنه أخد من المنخرط 10 سنوات إضافية من معدل المساهمة , مع إرغام هذا الأخير على المساهمة خلال هذه السنة أيضاً (زيد الشَّحْمة ف…..)

    نحْسب قليلا:
    إن 5 سنوات ممّا تَعُدّون تفوق إذن 50 سنة سيكسِبون ويُخْفون. هي شجرةأخفت الغابة . لا، ولم يكتفوا بالتمديد فقط ؟

    رُوَيْدكم، إنها مسؤولية بيئية لَوْ تعلمون..
    لقد اضطرت التماسيح للاتهام الصندوق من أجل البقاء، وها هو خادم التّماسيح يدعوكم لتوفير صندوقين ولا عجب ، إذْ أن التماسيح مثل باقي الأجناس تتوالد ، وعلى الحكومة مسؤولية الحفاظ على النوع من الانقراض….فما رأيكم؟

    شكراً الأخ الطاقي على مقالك القيّم

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *