Home»International»الحرب على داعش : إبراهيم يذبح إسماعيل

الحرب على داعش : إبراهيم يذبح إسماعيل

0
Shares
PinterestGoogle+

الحرب على داعش:إبراهيم يذبح إسماعيل
رمضان مصباح الادريسي

« فلما بلغ معه السعي قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين »
صدق الله العظيم     الصافات:102

لا فداء اليوم:
لولا الذبح العظيم لتلطخت يدا خليل الله بدماء ابنه إسماعيل ،ولفشا الذبح بين الآباء والأبناء؛إذ يصبح من حق كل نائم أن تكون له رؤياه  الداعشية يُفَعِّلها متى يشاء ،وضد من يشاء.
رأى السيسي ،في منامه –كما نبي الله يوسف عليه السلام- أحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين؛فكان أن يسر له الله حكم مصر طُرا ،وليس مخازنها فقط ،كما تيسر للعزيز.
أحد عشر جنرالا نافذا –يزيدون أو ينقصون- يحفون به وهو على عرش مصر المضمخ بعطر كيليوباترا ،وشعارات عبد الناصر،ودماء أنور السادات. ما ذنبه هو إن كان  الرئيس مرسي ،المنتخب، رأى نفسه مصلوبا،والطير تأكل من رأسه؟
ورأى أبو بكر البغدادي الَّزيِّر هارون الرشيد ،وهو يفضي إلى حريمه،ويسلمه مفاتيح بغداد.فهم أنها له بيضة للخلافة ،فَهَمَّ بها ،ضربا بالرقاب،ومشيا فوق الجماجم.
ورأى نفسه يقفز من إحدى طائرات بن لادن المغيرة على منهاتن ،وينزل فوق سطح البيت الأبيض؛فأقسم للدواعش أنها خلافة أخرى على نهج جورج واشنطن.  وستعقبها خلافات الهند،السند،وإفريقيا،وباقي أقاليم الإدريسي في خريطته الذهبية.
واستعر الذبح ،وتناسلت الأشرطة توثق الحق في الجنة لفتية شُعث غُبر ؛و الحق في الغلمان المخلدين ،وفي الحور العين.
اذبح ولا تبالي أأخا ذبحت أم أما أم أبا. اذبح كل من ترى في منامك أنك تذبحه.
هذه المرة أغلقت السماء أبوابها ولم تَفْدِ أحدا،ولم ترجم غازيا بحجارة من سجيل.
حتى  نبي الله عيسى بن مريم لم يسمع استغاثة أتباعه بالشام،ولم بظهر له أثر في كنائسها. ما للخليفة للخليفة وما لله لله..
حتى الطاووس الملكي اختار أن يحلق بعيدا عن جبال سنجار؛ربما حتى لا يسمع  صراخ السبايا الأيزيديات وهن يقدن إلى حريم السلطان. صبايا يسير بهن حُداء الخلافة الى أقبية الاسترقاق ،على مرأى ومسمع من العولمة . ابْتُلعن ولم يعد يسمع غير نشيج البرلمانية فيان الخليل،في البرلمان،و على كرسيها المتحرك.
كأن السماء أدبتها على عصيان خليفة يرى الرؤيا كفلق الصبح.
انتهت كل تنظيرات القومية العربية ،البعثية الاشتراكية،الناصرية ،الوهابية،وحتى البلادنية ،إلى كتاب الأحلام لابن سيرين؛يحمله البغدادي في يده ،وهو يرتقي منبر الخلافة  بالجامع الكبير في الموصل.

وتحطم المثال:
هذا المثال l’idéal الذي ظل يؤثث مخيال المسلمين ،والذي ما كاد يلمع حتى خبا ،بانتهاء الخلافة الراشدية القصيرة جدا؛زُلزل زلزاله في سوريا والعراق ،لأيامنا هذه.لم تسعفه لا رواسي العقيدة ،ولا مدد البحر للأقلام التي رسمته ورسخته في الأذهان ،على أنه أعدل حكم  سيتحقق للبشرية – وليس للمسلمين فقط- مهما طالت القرون.
هذا رغم أن  أغلب صحيح الحديث النبوي الشريف لم يتنبأ بخير كثير لأمة الإسلام في مستقبلها؛رغم كل ما تركه بين يديها.
يُوشِكُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمُ الأُمَمُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ كَمَا تَتَدَاعَى الأَكَلَةُ عَلَى قَصْعَتِهَا ، قُلْنَا : مِنْ قِلَّةٍ بِنَا يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : لا ، أَنْتُم يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ ، يَنْزَعُ اللَّهُ الْمَهَابَةَ مِنْ قُلُوبِ عَدُوِّكُمْ وَيَجْعَلُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهَنَ ، قِيلَ : وَمَا الْوَهَنُ ؟ قَالَ : حُبُّ الْحَيَاةِ وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ  » .
أبوداوود:السنن   –  الروياني:المسند  –  أحمد: المسند.     وآخرون.
إن تحطيم  المثال والمخيال الإسلامي  هدف استراتيجي كبير وخطير؛لا يمكن أن يسعى إليه إلا من انتصب لمحاربة  إرهاب تنظيم القاعدة العالمي ؛سعيا إلى تجفيف الموارد البشرية والمادية  التي تأتت لهذا التنظيم بفضل خطابه المعادي لإسرائيل، وسياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط،وما بدا له ،من الأنظمة العربية ،مواليا للغرب الامبريالي.
ولم تكن دينامية الربيع العربي التي  وان انفلتت من عقال أجهزة الاستخبارات العالمية ،أنيخت من طرف  الحركات الأصولية الجهادية  ،غير مهماز لتسريع تحطيم المثال ؛دون خوف من  مخاطر الانهيار العقدي ،حاضرا ومستقبلا. انهيار الأنظمة  العربية حاصل فعلا ؛فلا مناص من استغلال الفوضى في اتجاه جعلها خلاقة. كما أن من الأهداف البعيدة للعولمة صهر ثقافات وقيم جميع الشعوب في اتجاه سيادة النموذج الغربي الليبرالي الأوحد.
واستثمارا لوضعية أنظمة الخليج العربي،ذات الثراء الفاحش والضعف الديموغرافي والعسكري البين،والاستبداد المتمكن ،ازاء المليونيات الهادرة لفقراء العرب ؛فان النفير العالمي ضد إرهاب القاعدة،بكل تشعباته واشتغالاته لن يعدم حلفاء  من حكام الخليج ،حمشتهم  الفتن والخروج الشبابي عن أولياء الأمور الذي ظلموا.
هذه الخريطة الجيوسياسية والجيوعقدية أبعد ما تكون عن مقدرات الدواعش ؛ومن هنا القول،لدى أغلب المحللين، بوحش المختبر الذي حطم الجدران وخرج مداهما المدينة والمدنية والفضيلة.
إننا اليوم إزاء « خلافة » على منهاج الاستخبارات الغربية ،التي طورت آليات اشتغالها بعد أن أصبحت أكثر دراية بالإسلام والمسلمين.  وهي أيضا  تسير بعجلات المال العربي الخليجي الذي وُضع  المتصرفون فيه أمام خياري الحياة ،بدون مثال ،أو الموت .
خلافة « جَنَّارية » – من الجنة والنار- موغلة في البدائية البشرية المتوحشة ،حتى لا نظلم الاستبداد القروسطي؛لكنها بخطط ،ومسارات،ترسمها  وتحميها أحدث أقمار التجسس. مات أو تنحى الحكام الديكتاتوريون ؛فبماذا يُضبط الشارع العربي،غير ضرب الرقاب؟  وكيف تنهار القاعدة وخزائنها قائمة،وديموغرافيتها في كامل العنفوان ؟
الدواعش ضد داعش:
فعلا يصاب المحلل بالدوار وهو ينظر إلى  حلف دولي ؛ما كان ليتشكل ،بهذا الزخم،حتى ولو أبادت روسيا أوكرانيا عن بكرة أبيها؛أو غزت إيران  آبار النفط بالخليج.أكل هذا من أجل صنيعة اسمها داعش؟
هل عثرت على أسلحة الدمار التي « أخفاها » صدام في صحاري العراق،على حد الكذب الأمركي ذات غزو؟  كيف تأتت لها كل هذه الجرأة   لتستعيض عن دخول بغداد ،وإسقاط المالكي بمهاجمة الأكراد،وهي تعلم أن أمن « أربيل « أمريكي؟
إزاء كل هذا التحشيد الجوي والبري –وكأن جون كيري في رئاسيات عالمية- لا معلومات عن داعش:أين يتواجد فسطاط الخليفة؟ما هي خططه؟ ماذا  يقول أمراء داعش عن قوم جمعوا لهم؟ لا شيء.الصمت مطبق في جبهة ليبرالية دأبت على الثرثرة في ما هو أقل من هذا.
وكيف لا يرف جفن لهؤلاء الحكام الخليجيين الذين سبق أن مولوا الداعشية،وهم أعلم الناس بها ؛وهاهم اليوم يلتقطون تذكاريات مع جون كيري لتعزيز ملفات حسن السلوك؟
لماذا تسحب إيران ثقتها من الحلف؟ولماذا ينظر إليه الرئيس بوتين شزرا,وهو الذي أذاقه الشيشان أمر الجهاد؟
لاشك أننا إزاء أجندة  سرية ،تاريخية و مفصلية ، ستنسخ  خرائط سايس بيكو ،لتقيم محلها خرائط أكثر توتيرا وتفرقة لتهنأ إسرائيل قرنا آخر؛ويمد الحاكم العربي الخليجي رجليه ،ويضرط كما يشاء قرنا آخر.
وقبل كل هذا وبعده تحطيم المثال .
ولابأس أن  يذبح إبراهيم ابنه إسماعيل .
ramdanemesbah@yahoo.fr
ramdane3.ahlablog.com

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *