Home»Enseignement»مسوغات تبني مبدأ التكامل المعرفي

مسوغات تبني مبدأ التكامل المعرفي

0
Shares
PinterestGoogle+
مسوغات تبني مبدأ التكامل المعرفي:

هناك العديد من المسوغات لتبني التكامل المعرفي لعل أهمها:

أـ وحدة المعرفة الإنسانية وتكاملها، فالمعرفة كل لا يتجزأ، ولا يمكن تحصيلها إلا بمنهج تكامل وتداخل العلوم والتخصصات في الأثر والنتيجة. يقول عبد المجيد الانتصار:  » إن المعرفة في مختلف تعبيراتها وأنماطها هي معرفة موحدة، ومتكاملة في أصلها وعمقها مما يبرز أن المعارف المدرسية المتعددة والمتنوعة تعود إلى الأصل الموحد حينما نستهدف القول بتكاملها  » ([1])

ب ـ شمولية المشكلات المجتمعية والحياتية وطبيعتها المتكاملة، وصعوبة تجزيئها بحيث أن أي مشكلة تواجه الفرد في حياته غالبا ما يتطلب حلها أكثر من لون من ألوان المعرفة.

ج ـ مراعاة المنهج المتكامل لخصائص النمو السيكولوجي والتربوي للتلاميذ، من حيث مراعاة ميولهم واستعداداتهم في ما يقدم لهم من معارف، وخبرات متكاملة، وهذا ما يؤكده الدكتور الجراح ضياء ناصر بقوله: » إن هذا المنهج يتخذ من ميول التلاميذ أساسا مهما من أسس اختيار المشكلات والموضوعات التي يرغبون في دراستها، وأوجه النشاط المتصلة بها، وهذا يدفع التلاميذ إلى بدل قصارى جهدهم لجمع المعلومات اللازمة لحل تلك المشكلات »([2])

د- يستهدف المنهج المتكامل إعداد الفرد وتنشئته بشكل متكامل بحيث يكون فعالا في المجتمع، متمكنا من نقل مهاراته التي تعلمها إلى السياق الواقعي. فليست العبرة بامتلاك المعارف، ولكن العبرة بتصريف هذه المعارف في الحياة اليومية.

فالتعليم التكاملي إذا هوالقادرعلىإنتاجإنسانسوي، في حين أنعزلالظواهرعنبعضهاوتقديمهافيحزممعلوماتيةمشتتةالصلةيشلقدرةالربطوالاستنتاج والتصورالشموليللواقعممايجعلالمرءكائناميكانيكيا،غيرقادرعلىالتفكير العلائقي الضروريللإحاطةبالظواهرفيتشابكهاوغناهاوتعددجوانبها.ومنهناتتجلى أهميةاتصالالمعرفةوشمولهاكافةالجوانبوالأبعادالمرتبطةبطاقاتالذاتالإنسانية. يقول الدكتور فتحي حسن ملكاوي مؤكدا على ضرورة تبني التكامل المعرفي في مؤسساتنا التعليمية: » إن على التعليم أن يوضح للطلبة أن الخريجين الذين سيعملون في المهن المختلفة لن يستطيعوا في العقود التي أمامهم أن يكتفوا بوفرة المعلومات، فقد أصبح الحصول عليها ميسرا،و سوف يصبح أكثر يسرا مستقبلا، وعندها ستكون الحاجة إلى نوع آخر من المهارة والكفاءة، إنها التركيب بين المعلومات المطلوبة في الوقت المطلوب والتفكير النقدي فيها، ووزن البدائل المحتملة، وعمل الاختيارات الحكيمة. »([3])

وبالرجوع إلى واقعنا التعليمي يسجل الكثير من المربين انقطاع المدرسة عن الواقع والحياة لتبنيها مناهج منفصلة وممعنة في التخصص بحيث تحرم المتعلمين من رؤية المعرفة في سياقها الشامل والمتصل، وفي هذا الإطار يقول عبد المجيد الانتصار: »إن نظام المعرفة في المدرسة يفقدها وحدتها وتكاملها، فتغدو معارف بالجمع، ويترسخ انفصالها وتعددها حينما تشتغل كل مادة منفصلة عن غيرها من المواد الدراسية الأخرى… وكأن كل مادة تعليمية غير موجودة بالنسبة للأخرى. »([4])

وهذا يستدعي إعادة النظر في مناهجنا وفي المواد المقدمة، والتي يجب أن يحكمها منطق التكامل والتناسق. يقول الأستاذ محمد البوزيري: » تستفيد كل مادة من طرائق المواد الأخرى، في إطار تكامل المواد على مستوى المهارات والقدرات في سبيل الوصول إلى الكفايات، إذ لا بد من منطق يحكم مفردات البرنامج في إطار المنهاج، كما يجب إيجاد التنسيق والتساند على مستوى المادة الواحدة. »([5])


([1]) إصلاح المناهج التربوية – ص 39

([2])– تطوير مناهج الرياضيات في مرحلة التعليم العام في المملكة الأردنية الهاشمية في ضوء النمذجة الرياضية- ص 52- رسالة دكتوراه غير منشورة- القاهرة- كلية التربية جامعة عين شمس – 2000م

([3]) التكامل المعرفي – ص66 – مجلة رؤى – السنة الرابعة – عدد مزدوج 18/19- مركز الدراسات الحضارية بباريز- 2003م -بتصرف

([4]) إصلاح المناهج التربوية – ص40

([5])مبدأ التدرج في العملية التعليمية – ص 36 

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *