موازيـــــــــــــن أم اختلال الموازيــــــــــــــــــــن؟
ذ. رشيـــــــــــــــــد لعنـــــــــــاني
أطلت علينا مرة أخرى مصيبة موازين من عشها البغيض تعيث في المغاربة فسادا و تحيل عفة بناتهم خرابا و تمرغ فطرة أبنائهم في الوحل نكالا. تطل علينا المذيعة من القناة الماجنة، غير المعبرة عن تطلعات الشعب و آماله و آلامه، و هي تهتز طربا و كأنها ستزف إلينا خبر جوازنا على الصراط بنجاح و عدم سقوطنا في الهاوية، لتبشرنا بقدوم نجوم الشرق و الغرب ليجففوا ما تبقى من حياء. و يطل علينا المذيع بعدها بعد التذكير بأننا في شهر شعبان الفضيل و الفرحة تغمره بعرض للأزياء ممرض للقلوب السليمة مميت للقلوب المريضة عارض للمفاتن جهارا نهارا عيانا بيانا جارح للكرامة في عقر دارها.
أليست هذه مصيبة عظيمة و طامة عامة عندما يصبح العفن فنا و قلة الحياء ديدنا و القدوة أصحاب star academy و زمرة من غير المختونين الذين اختلط الجنس عندهم فما عرفوا هل هم ذكور أم إناث، القزع دأبهم و الخمر قرة أعينهم و النجاسة المعنوية لصيقة بهم و الأقراط لا تفارق آذانهم؟ و لننظر في سير بعض أعلام النبلاء، حاشا العلماء الأجلاء الكرام منهم، الذين يُفرضون على المغاربة و يُفرغون ميزانيتها. فهذا « Elton John» المثلي الذي أشرف على القبر يتزوج من شريك حياته ديفيد فورنش بعدما « شرعت » بريطانيا زواج المثليين. و هذا « العلامة » «Lionel Richie» حاشا العلم منه يقول في أغنيته:
لقد كنت وحيدا و عقلي مشغول بك
و في أحلامي
قبلت شفتيك ألف مرة
في بعض الأحيان أراك خارج بابي
مرحبا , هل أنا ما كنت تبحثين عنه؟
و هذه Alicia Keys القدوة التي ينبغي أن نقتفي أثرها حتى تصلح الذرية و الرعية كانت أمها ترسلها لتتلقى دروسا في الرقص والموسيقى، ثم بدأت العزف على البيانو عندما كان عمرها سبع سنوات. كما تعلمت الموسيقى الكلاسيكية لملحنين أمثال بيتهوفن، موتسارت، وشوبان . ثم التحقت بمدرسة الفنون المسرحية في سن الثانية عشرة.
ألم تطل على المغاربة السنة الفائتة رغم أنوفهم « فنانة » من بني الأصفر بتبان فاضح و شعر حُلق كالذكور؟ إنها Jessica corniche، صاحبة التبان الشهير الشبيه بالقميص الداخلي ل Isabella ، التي لم تنكر في يوم من الأيام أنها bisexual أي أنها تعاشر خارج مؤسسة الزواج عشاقها من الذكـــــور و الإناث فهي سحاقيـــة باعترافــــــــها. يا ألله ألا يستأهل المغاربـــــة من الضيـــــــوف إلا المثلييـــــــــــــن و السحاقيات يجففون الجيوب و يذهبون بالحياء؟
ثم ألا يثير توقيت هذه المصيبة الغثيان؟ يأتي منذ 2001 في أوقات الاستعداد للامتحانات فلا يخفى التشويش الذي يحدثه لفلذات أكبادنا و صناع مستقبل بلدنا و هذه السنة يصادف شهر شعبان الذي كان الحبيب المصطفى يصوم أكثره و لا يرقص فيه و يطرب. لكن قد يقول قائل كف عنك هراءك و تزمتك فهذا فن يرفه على شبابنا و لا يشتت أذهانهم. نجيبه على التو « بئست السنة هذه النابعة من قلة العقل و الدين و أبشر فالدال على الشر كفاعله. »
حسب آخر الأخبار فأقصى مبلغ يتقاضاه المغاربة في هذا الهراء هو ستة ملايين سنتيما أما نصيب أسيادهم من الأجانب قد يكون أضعاف أضعاف هذا المبلغ! ألا تساهم هذه الميزانية الهائلة في:
* فك العزلة عن إقليم زاكورة مثلا عبر إحداث نفق يجنب العباد المهالك و المشاق في منعرجات تيشكا؟
* تحسين الخدمات في أقسام المستعجلات التي تشكو إلى الله الإهمال و عدم القيام بالواجب كما ينبغي؟
* توفير السكن اللائق بأثمان مناسبة لعموم الناس الذين يعانون بين مطرقة غلاء الكراء وسندان الربا الذي فشا فشو السرطان؟
* إصلاح الطرقات، لا سيما الفرعية منها، التي تعج بالحفر و بكم هائل مما يسمى « الشرطي المدفون » توضع في أماكن غير مناسبة دون سابق إنذار حتى يجد المرء نفسه أمام مآل لا تحمد عقباه؟
* تنظيف بعض المدن التي عمت فيها الأزبال على قارعة الطرق و ذاعت فيها الكلاب الضالة تتزاحم مع الناس في الطرقات و رعت فيها الخيول و الحمير في الحدائق العامة دون رقيب؟
إن الآهات لكثيرة في بلدنا الحبيب تحتاج إلى آذان صاغيـــــــــة تحس بهموم العباد فتوفر لهم الكرامـــــــــة و الرفاهية. شحت الميزانية عندما أثيرت مشاكل التعليم و الصحة و غيرهــــا من القطاعـــــــات و عم السخاء بقدرة قادر و زخرت البلاد بالذهب و الورق عند بروز أمثال هذه المهازل فيا سبحان الله!
فاللهم أبرم لهذه البلاد أمر رشد يصلح به طالحــها و تُرشد نفقاتهــــــا و يبارك في زرعها و ضرعها.
Aucun commentaire