Home»Femme»عن سمفونية حياة اسمها حسناء أبو زيد

عن سمفونية حياة اسمها حسناء أبو زيد

2
Shares
PinterestGoogle+

 عبدالسلام الموساوي
تكره اللغة السوداوية و النزعة العدمية، تكره الغدر والخيانة، تكره الأسلوب المتشائم و لغة اليأس والتيئيس…

لا … هي إنسانة جد متفائلة، والعينان تعبران بالابتسامة عن هذا التفاؤل .. وهذا الطموح .. وهذا الحب اللامشروط لهذه الحياة رغم الكآبة في السماء والأسى لدى الآخرين… قد يكون الماضي حلوا، إنما المستقبل أحلى… هذه فلسفتها في حياتها اليومية.. إنسانة بشوشة في طيبو بتها، و طيبة ببشاشتها، قوية في هدوئها، و هادئة في قوتها.. هكذا كما نعرفها، اسمها حسناء، اسم أنجبته الصحراء من عمق تاريخها و نضالية أهاليها و لطافت سكانها.. اجتماعية بطبعها.. و ما أسهل تأقلمها في المجال إذا أرادت بمحض إرادتها، دون أن تخضع لأي أمر أو قرار .. تحب الحرية بمسؤوليتها و مروءتها .. و تقول لا للقمع و التسلط و إعطاء الدروس بالمجان .. إنسانة أنيقة، صريحة، صادقة… تقول ما في سريرتها صراحة و جهارا، و لاتخشى في ذلك لومة لائم…

المرأة التي تستحق منا ألف التفاتة و ألف تحية و ألف احترام و ألف تقدير… هي المرأة التي انسلت منسحبة من « الكراسي » إلى التمدد في محبتنا لها، تلك المرأة، هي من ملأت حياتها، بلا دوي، بالوقوف هادئة في مواجهة الصخب .. صخب البحر تعارك موجه ليلا و نهارا..صخب الصحافة تلطفه إذا شاءت أو تنفثه شرارا… صخب السياسة تواجه أمواجه سرا وجهارا…صخب البرلمان تتحداه معارضة و مقترحة … صخب الكلمات تحولها لحنا يدمع الأحاسيس مرات أو تعلن النفير في الحماس للأمل مرارا…. لا تزاحم أحدا على « مساحة » ولا على « تفاحة  »  يكفيها ما تتواجد فيه لكي تنسج بألوان الكتابة والنضال… نسيجها المميز…

كعادة الأنهار تنزل من القمم بإصرار لتسقي السهول، انحدرت حسناء من الصحراء المغربية العزيزة، لتصبح منذ طفولتها و نعومة أفكارها امرأة ممسكة بزمام مسار حياتها ، حملت في صدرها كبرياء القمم وإصرار الأنهار على المضي قدما مهما صعبت المسالك، تشق مجراها بصبر وثبات إذ لم يكن من السهل على يافعة مثلها أن تلتحف أحلامها وتنتعل طموحها، وتتعطر بوعيها الوطني المبكر، وتضرب في الأرض في مرحلة حرجة من تاريخ المغرب

بسيطة بعزيمة قوية، هادئة بديناميكية مشتعلة، وديعة بنظرة ذكية حداثية بموروث ثقافي، قائدة بتوجه تشاركي، صحراوية بروح وطنية.. أنيقة وفاعلة، لبقة ومنفتحة، جريئة ومثقفة… روح شفافة وقلب كبير.. قدرة مدهشة في النقاش والإقناع، تواصل عجيب مع المجتمع بكل فئاته…

تلك هي بعض من السمات التي تؤثث شخصية حسناء أبو زيد التي قررت القطع مع دونية الحريم والارتفاع إلى سمو المواطنة، التي قررت الثورة على المرأة / الموضوع لتعانق المرأة/ الذات، المرأة المنتفضة على المعتاد والمألوف.. تشتغل في صمت وبنجاعة، في هدوء وبفعالية.. حالمة برجلين متجذرتين في الأرض، أرض الصحراء المعطاء.. مستعدة  لتتنازل عن كل شيء إلا الانتماء الذي يطبعها « اتحادية »… إنها كالنهر يعود إلى نبعه والماء إلى مصبه الطبيعي.

بعد طفولة هادئة باللون الأبيض والأسود، بالجدية وشيء من الشغب، تصطحب ظنها لمواجهة المجهول… لمجابهة المثبطات، لعناق الآمال، ودائما تحمل في كفها وردة، فهي تكره الفراغ..

إن الزمان الفارغ يعدي الناس بفراغه، و حين يكون الشعور هامدا والإحساس ثابتا، يكون الوعي متحركا، وعي بأن الحياة خير وشر.. مد وجزر.. مجد وانحطاط .. ولكن هناك حيث توجد الإرادة ويكون الطموح.. تكون الطريقة المؤدية إلى النتائج المتوخاة.. وتقول حسناء: لا تهمني الحفر ولا أعيرها أي انتباه.

كاتبة ذات إحساس مرهف، تعشق اللقاءات حيث النقاشات تمنح معنى الحياة.. منذ بداية البدايات كشفت عن موهبة تمتلك قدرة العطاء، وظلت دائما ودوما متمسكة بأنوثتها المتمردة.

تتميز بأنها متعددة المميزات، ولا فرق بين مميزاتها.. إنها تعترض ولا تعارض، تفعل ولا تقول، تواكب ولا تساير… تنضبط ولا تخضع، ضمير لا يدعي الحكمة، رافضة لا تدعي الثورة، وطنية خام ومواطنة أصيلة، وفية للأرض والتاريخ.. إنها استثناء في زمن الكائنات المتناسخة..قانعة في زمن التهافت.. لم تستثمر نضالها للتباهي وتضخيم الذات.. مؤمنة بأن الانتماء للاتحاد الاشتراكي التزام لا بطاقة، تضحيات لاغنائم، عطاء لا ريع.. أسرة مقاومة نزعت من حسناء وللأبد الإحساس بالخوف والاستسلام… زرعت فيها الصمود والتحدي.. تنفست عبق تاريخ كفاحي فرفضت أن تكبح تمدده تضاريس نتأت في جغرافية السياسة.

حين تنضج عناقيد الغضب في حقل الروح والوجدان،تبحث عن عزلة مع كتاب أو أغنية من الزمن الجميل هروبا من وطن يعج بالبؤس ورجال أشداء غلاظ.. تهرب من أولئك الذين يغتصبون الجمال ويعذبون النساء.. تهرب من أولئك الذين يسرقون الخبز من أنامل الصغار وتتجنب دموع اليتامى لتتفادى  بكاء الأرامل.. لكن الواقع هنا والآن.. اختارت حسناء أن تسقي الورود.. تعمل جاهدة على تجنيبها لسعات الشوك وتمنحها الأمل في المستقبل لتملأ الوطن عطرا بعد أن مليء عنفا.. فالمرأة لها قلب.. والمناضلة لها مشروع، وعلى حسناء أن تصارع الأمواج والإعصار.. فهذا واجبها.. وهذه مهمتها.. وإلا فليرحل عن هذا العالم الذي هو في حاجة إلى العواطف النبيلة وشيء من التضحية .. هكذا نرى أختنا حسناء ترى الأشياء.. وهكذا نتصورها تتصور العالم الذي نحن فيه .. فليخجل من أنفسهم أولئك الذين يحصدون وحسناء تزرع..

لما قررت بإرادة ووعي، بقناعة واختيار، أن تمارس السياسة، كان الانخراط في الإتحاد الاشتراكي، وكان النضال من أجل مشروع مجتمعي واعد،مشروع متجذر في التاريخ ومعانق للمستقبل… واستطاعت بحضورها الوازن في الحزب والمجتمع..استطاعت بكفاءاتها الفكرية،بطاقاتها النضالية، بأخلاقها الرفيعة… استطاعت بتواصلها مع المناضلات والمناضلين، بتفاعلها مع المواطنات والمواطنين .. استطاعت استقطاب أصوات الاتحاديات والاتحاديين في المؤتمر الوطني التاسع، فانتخبت عضوا في المكتب السياسي بامتياز ديمقراطي ومصداقية نضالية.

وقبل ذلك، واعترافا بنضالاتها وتضحياتها، وتقديرا لكفاءاتها وقدراتها، التي أبانت عنها في أكثر من مجال، اختارها حزب الاتحاد الاشتراكي لتكون مرشحة في اللائحة الوطنية المخصصة للنساء في استحقاقات 25 نوفمبر 2011، وهذا الاختيار يسجل لحزب القوات الشعبية باعتبار أن حسناء أبو زيد قادرة على التعبير بصدق عن هموم ومشاكل البلاد والمجتمع.

يسجل الملاحظون الحضور الوازن والمتميز لحسناء في البرلمان، الوازن من حيث عدد تدخلاتها وأسئلتها المتنوعة والهادفة، والمتميز من حيث إسهاماتها الفكرية والقانونية.. طبعا من السابق لأوانه الحديث عن حصيلة حسناء أبو زيد كنائبة برلمانية، لأن الولاية في منتصفها، لكن كل المؤشرات تدل على نجاح وألق هذه الفاعلة السياسية.. (الأمر العظيم يبدأ عظيما) وأمر هذه الصحراوية بدأ عظيما، عظيما من حيث التربية والتنشئة، عظيما من حيث العزيمة والتكوين، وعظيما من حيث الانخراط المبكر في النضال الوطني والديمقراطي.. لقد دخلت البرلمان وهي تحمل هما كبيرا، هم الوطن والمجتمع مسلحة بمشروع اشتراكي ديمقراطي حداثي، ومسلحة بعزم كسب الرهان وتحدي طيور الظلام … استطاعت أن تفرض حضورها كنائبة برلمانية فاعلة لا كمرآة جميلة لتزيين قاعة مجلس النواب.

النضال عنوان حسناء والعفة سيدة الميدان… وقفت فوق خشبة الحياة وقالت كلماتها بالروح والوجدان، بالعقل والبرهان… ألام المرحلة موشومة في وعيها… وصفقنا و على المحافظين السلام… حسناء تكره لغة التشكي والبكاء وتنساق مع تيار النقد والتغيير… هكذا هي اتحادية محرومة من الحديث عن الظلام… اتحادية عازمة على غرس الورد .
عندما تسافر فالوطنية الصادقة هي جواز سفرها، تنسى كل شيء إلا أنها مغربية… عندما تشارك في لقاء أو ندوة خارج المغرب فإنها تكون أكثر تشبثا بمغربيتها… فالانتماء ليس موضوعا للمزايدة والارتزاق… لا تتزين بمساحيق الإساءة للوطن … تعلم أن الكثيرات انتفخن و حققنا مكاسب وغنائم… الكثيرات خرجن من الوجود النكرة إلى الوجود الشهرة من خلال تدمير الوطن في ملتقى دولي أو قناة فضائية تنفيذا لإملاءات هذه الجهة أو تلك

اقتحمت الوجود بدعم كبير من الإرادة. وعاشت الخيبات ولم تعرف الفشل… فالخيبات كما تعلمون، ليست بالضرورة فشلا¨؟ ! حين يعلوها الشك، تتساءل ماذا لو تركت المجال؟ تم تصحو من رماد القرار… ها أنذا باقية صامدة متحدية… اطمئني يا حسناء، فالأغاني تكن لك الحب الصافي الصريح، حين تهجر العصافير أعشاشها تجد حسناء متعة وراحة في سماع موسيقى الشعر، والشعر في الموسيقى … آه كم تحب الكتابة… وكم تتفنن في حقولها… عشقها للطرب الأصيل والنغمة الموزونة حصن بعدها الوجداني من صرامة النضال ودقة المساطر وقلق الوجود.

لها أن تختار الإصغاء لذاتها… أن تعزل ذاتها عن موضوعها… غير أن الصمت لن يمتصها… ما أنجزته ينشدها كل يوم ويذكرها، بل يغنيها ويتصاعد في تناغم مع حياة اسمها حسناء، هي أصلا في مبناها ومعناها تشكلت ضد الصمت، ضد النفاق، ضد الذل، ضد الرتابة… وهي طفلة، وهي تنمو، نما فيها كره الاختفاء وراء الأقنعة… ضايقت أللأصوليين والماضويين وأزعجت تجار الفتاوى وأدعياء الطهارة… سقط القناع عن القناع… الكشف هو الفيصل بين خسة الملثمين ورفعة حسناء.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

2 Comments

  1. Ahmed
    09/03/2014 at 14:04

    . je ne connais pas bien cette femme , elle doit certainement avoir des qualités , mais je la connais surtout par sa connerie monumentale au meeting « Abderrahim Bouabid » qd elle a dit que c’est le polisario qui aura l’autonomie , elle a ainsi signé un chéque en blanc aux mercenaires du polisario et a prété l’allégeance a ce groupement terroriste en l’érigeant comme seul interlocuteur du Maroc dans le conflit du sahara ou plutot le drame des sahraouis sequestrés, heureusement que dans ce mm meeting il y’avait un gros calibre, un membre fondateur du polisario , Il y’avait Mr Bachir Dkhil un fin connaisseur de la question, sa réplique a été sans appel , » le polisario c’est quoi ce sont 200 personnes , nous nous sommes plus 1000 ELUS , ministres , parlementaires , …. »

  2. عبدالله
    12/04/2014 at 10:23

    وراء الأكمة ما وراءها
    هذه المراة التي تمجدها لها موقف غريب من الصحراء المغربية حيث اعتبرت في احد اللقاءات ان البوليزاريو الممثل الشرعي الوحيد للصحراويين و هذا يعني ان هؤلاء المرتزقة يمثلونها ايضا و هي تنفي المسؤولية عن الجزائر..فابتسامتها التي سحرتك تخفي سرا تحاول ان تمرره للمتشككين في وحدتنا الترابية.، تريث قبل مدح امرأة تدافع عن الطرح الانفصالي بلباقة وهدوء مريب

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *