مادمت في المغرب فلا تستغرب في زمن التبوريد السياسي
بقلم ذ. أحمد العمراني
مادمت في المغرب فلا تستغرب في زمن التبوريد السياسي
ما يعرفه المغرب حاليا من وضع صعب على المستوى السياسي و كذلك الاقتصادي و الاجتماعي يؤكد على أن تولي المسؤولية ليس بالأمر الهين ، و أن الارتماء على المسؤولية كالإرتماء في المجهول ، مسؤولية تسيير مؤسسات الدولة و المرفق العام مسؤولية عظيمة ،و ما يحدث الآن في المغرب يتمثل في صعود حزب سياسي و تحمله مسؤولية تسيير الشأن العام دون تجربة حكومية سابقة.
و نعرف أن تحمل مسؤولية رئاسة الحكومة تتطلب قدر كافي من الحكمة و الرزانة و قدرة على التدبير ووضع الاستراتيجيات و البرامج و تسطير رزنامة من الإجراءات العملية ،و قد أسندت رئاسة الحكومة لرئيس يفضل مواجهة الخصوم عوض التركيز على وضع الخطط و الاستراتيجيات ، لكن المغرب بفضل الأطر الإدارية الكفأة المنتشرة في كل إدارات المغرب قادرة على تسيير مؤسسات الدولة دون حاجة لحكومة أبانت على عدم قدرتها في معالجة قضايا بسيطة محسومة سياسيا و قانونيا مثلا كالمعطلين الذين تم توقيع محضر توظيفهم على عهد حكومة عباس الفاسي الرزينة التي استطاعت تحمل عاصفة 20 فبراير إلى غاية الوصول إلى بر الأمان ، و هذا الاستقرار الذي ينعم به المغرب يرجع بالأساس للملك محمد السادس الذي بادر لإطلاق مشروع الإصلاح الدستوري خلال سنة 2011 و بالتوازي كانت تشتغل إلى جانبه حكومة و وزيرها الأول يتحملان كل الانتقادات و يشتغلان بحكمة و لا يبديان أي رد فعل على أي انتقاد أو هجوم و هذا هوالفارق .
أما و أن يستفيق رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران صبيحة كل يوم و يعد العدة لمهاجمة من يهاجموه و يعارضونه سياسيا فهذا ما يمكن أن يدخل البلاد في وضعية التأزيم السياسي، و يزيد الوضع الاجتماعي احتقانا و يؤثر سلبا على الوضع المالي و الاقتصادي للمغرب
ما لم يتعلمه الحزب الحاكم و أمينه العام في تجربتهم السياسية، هو كيف يمكن تقبل هجومات و انتقادات المعارضة ، و سبل الجواب عليها و مواجهتها بخطوات عملية تتمثل في المزيد من تطوير البلاد و تنميتها و رفع نسبة النمو و ليس بالتلاسن و رد الصاع صاعين و التبوريد على المستشارين البرلمانيين ذنبهم أنهم رفضوا ميزانية هذه السنة و صوتوا ضدها و أسقطوها . و هذا عمل قانوني و مشروع يخوله القانون للمعارضة و ما يقع في الرباط يجد صداه في كل مناطق المغرب جهويا و محليا ، حيث تجد بعض المسؤولين الجهويين و المحليين يتصور لهم أنهم لوحدهم على صح و بإمكانهم أن يتصرفوا في المرفق العام الذي يسيرونه و كأنه مقاولة في ملكيتهم وو ينتهجون الشطط في استعمال السلطة لتركيع من يخالفونهم أو لا يسايرونهم في مسعاهم، في حين أنهم غالبا ما تكون بيوتهم ليست من زجاج و لهم نصيب في الفساد العام و الاختلالات الحاصلة في هذا البلد ، و ينسون أن الموظفين هم موظفين متعاقدين مع الدولة و ليس مع هؤلاء المسؤولين،و يحصل أن يكونوا تنقصهم الخبرة و احترام الآخرين و تقديرهم و مراعاة ظروفهم و تحفيزهم ، ونعرف على أن كل مناصب المسؤولية أصحابها عابروا سبيل و لن يخلدوا في ذلك المنصب.
و أنه لا يوجد مرفق عام ناجح في التدبير و يحقق النجاحات دون كفاءات أطره و اجتهاداتهم و إخلاصهم للوطن و خدمتهم للمصلحة العامة بضمير حي و لا يخافون لومة لائم
المغرب حاليا ينحو نحو الارتباك على كل الأصعدة و لا بد لوقف هذا المنحى الاستعلائي لرئيس الحكومة ، فالأساتذة المضربين بالرباط ليسوا متجولين ، بل هم مناضلون يطالبون بحقوقهم حفاة ، و ليس من المعقول لأستاذ قضى 20 سنة و ما يزال يتقاضى 3500 درهم و هو حاصل على الإجازة ،في حين أن خريجا جديدا يفتتح منصبه الوظيفي بأجرة 5000 درهم أو 7000 درهم ، دون أن يعطي لهذا البلد و لو القليل مما ضحى به الآخرون الذين سبقوه منذ عشر و عشرون سنة ، فالترقية للسلم العاشر مسألة تحصيل حاصل لكل المجازين لطي الملف حتى يرجع الأساتذة المضربون لعملهم .
2 Comments
. صديقي العزيز بعد تحليل لمقالك يتضح انك تنتمي الى حزب معارض للحكومة اولا و ثانية تدافع على استاذ بتقضى 3000 درهمرون ركر الاسباب و تضرب اساتدة اخروت. صديقي العزيز مقالك خارج الاطار او بتعبير اخر مشالك الغيزو البلاد يسيرها محمد السادس نصره الله بوجود حكومة ليست فاسدة و هدا انتصار للمغرب و المغاربة الاجازة الحالية لا تكافىء حتى الشهادة ااابتدائية لسبعينات لعندو شمستوا ايزيد لساحة و لمعندوش يتكمش
و السلام
لما كل هذا الحقد على انظف و احسن حزب في تاريخ المغرب اوليس الاجدر ان تشكر من احسن صنعا ان لم تستطع فامنع لسانك من قول الزور والبهتان