Home»Enseignement»من أجل رد جزء من الاعتبار للمدرسة العمومية

من أجل رد جزء من الاعتبار للمدرسة العمومية

0
Shares
PinterestGoogle+

لو سأل سائل منا:لمن تعود ملكية المؤسسة العمومية(الصحية و التعليمية)؟ومن يقوم على صيانتها و الاهتمام بمرافقها؟من يعيد لها الاعتبار؟هل الدولة في شخص الإداريين و الموظفين الذين يزاولون العمل فيها؟أم أن المسؤولية تقوم على الجميع ما دامت هذه المؤسسات تقدم خدماتها للمواطنين بدون إقصاء أو تمييز في العرق و الدين و اللغة أو الجهة ؟

المؤسسة التعليمية هي مؤسسة رسمية(تشرف عليها الدولة) و مؤسسة اجتماعية تقوم بوظيفة التربية و التعليم،وهي تكون المواطن و الإنسان والجندي و العامل و الموظف و الإطار…الخ.فخدماتها كالمؤسسة الصحية ،تقدمها للمواطنين »  مجانا » على اختلاف مستوياتهم الاجتماعية و التعليمية و المالية(من الفقير إلى الوزير).وخدمات المدرسة موجهة إلى مجتمع المتعلمين صغارا أو كبارا،إناثا وذكورا، لا فرق بينهم(فهو مجتمع ينشد المساواة و تكافؤ الفرص) .لهذا فهي مؤسسات من الشعب و لأجل الشعب و المسؤول عنها هو الشعب.ويملكها الشعب(بنيت من عرق و مال وأيادي الشعب).

ولكن نأسف أن هذه المؤسسة ذات الخدمة الاجتماعية تتعرض للتلف و الضياع و الإهمال ،بقصد و بدون قصد،وفي بعض الأحيان إلى التدمير والتخريب من بعض الضمائر المريضة،اعتقادا منها أن ما تفعله يندرج في العمل البطولي الذي يستحق التنويه و التشجيع.ناسية و متناسية أن هذا التخريب موجه بالأساس إلى المجتمع و الوطن.فلننظر إلى المدارس الغربية أيا كانت هذه المدرسة ،ستراها كأنها روضة من رياض الجنة .وعندما تتجول في بعض من مدارسنا تجدها كمقابرنا(فيها علامات الفقر والقفر و الإهمال و النسيان. و تذكرك بالجحيم و ليس بالنعيم أو الجنة الأرضية… فدار لقمان(اي المدرسة) تركت لحالها ،تواجه مصيرها المحتوم،في الضياع و التلف المستمر و التفريط. خاضعة لحكم الزمن و الأشخاص.ويزيد في الأمر صعوبة،إحساس بعض الناس أن الاهتمام بهذه المؤسسات المعرضة للتلف ليس من شانهم ولا من انشغالاتهم،ولا يهمهم من أمرها شيئا. فتغدو في حالة تثير الرثاء و الحزن على ما آلت إليه من بؤس(بين صورتها بالأمس وصورتها اليوم فرق كبير،كالفرق بين الشيخوخة و الصبا).

لهذا فالجمعيات ذات الطابع الاجتماعي و المدني و البيئي مدعوة الآن وليس غدا إلى التجنيد من اجل إنقاذ المدرسة العمومية قبل فوات الأوان،والانخراط في مشاريع إعادة الاعتبار لها،من حيث الاهتمام ببستنتها،وتعويض أو إصلاح الطاولات و الكراسي و مكاتب المدرسين المكسرة،و الاهتمام بساحاتها (فلننظر إلى حالها في موسم الأمطار)و الاهتمام بنظافة الحجرات ،والمراحيض…وليست الدعوة موجهة إلى جمعيات المجتمع المدني  المواطنة،بل النداء موجه أيضا إلى جمعيات الآباء بالدرجة الأولى، من اجل الحصول على ترخيص التصرف في جزء من رصيدها المالي لهذا الغرض،كما ندعو جمعيات المحسنين للقيام بزيارات ميدانية للوقوف على حالات الإهمال و الإتلاف الذي تمارسه بعض العناصر المضرة التي تلحق الإضرار بالمؤسسات التعليمية. إن المدرسة هي الوجه الحقيقي للمجتمع و المواطن/قبل الدولة.

المدرسة في حاجة ماسة إلى مساهمة التلاميذ في المحافظة عليها و صيانتها ،ومساهمات جمعيات المجتمع المدني التي لها علاقة بالتربية و التعليم،وجمعيات آباء و أولياء التلاميذ،ومساهمة المحسنين.هذا العمل التطوعي هو من اجل هذا الوطن الذي  يأوينا.فكرامته من كرامتنا،وعزته من عزتنا ، وما نعمله من معروف، هو من اجل أبنائنا، ومن اجل الأجيال التي تأتي بعدنا. فإذا كنا نحب هذا الوطن الذي ليس لنا بديلا عنه ،فيه خلقنا ،وفيه نعيش،وفي أرضه الطيبة إن شاء الله نموت…فلنساهم و ليجعل الله لنا في كل خطوة نخطوها من اجل المصلحة العامة بركة و حسنة،عملا بقول الرسول المصطفى الكريم »من رأى منكم منكرا فليغيره » الحديث ، وعملا بقول الله عز وجل « كنتم خير امة أخرجت للناس، تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر ».صدق الله العظيم.

ان موت المدرسة العمومية لن يكون إلا في صالح من ينادون بإفلاسها المستعجل،وفي صالح المدارس الخصوصية ،ومديروها الذين لا يتوقفون، وفي كل مناسبة أتيحت لهم،إلا  ويوجهون سمهم،وسهامهم إلى المدرسة العمومية، من أجل أن تلقى حتفها.فسعادتهم و رفاهيتهم  في موتها،وإفلاسها…

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *