Home»International»الملك « لير » الجزائري

الملك « لير » الجزائري

0
Shares
PinterestGoogle+

رمضان مصباح الإدريسي

شمس منتصف الليل:
ها قد ارتكبت  كل الأخطاء الجيوسياسية الممكنة في حق الاتحاد المغاربي ،وفي حق المملكة المغربية؛ وها قد ارتكبت جرم إفقار شعب جزائري يعمر صحاري تطفح ذهبا؛وها قد فرقت بين المرء وأهله ،في صحراء المغرب،كراهية في كل ما يؤلف بين القلوب ويشيع السكينة لدى الجار.
وها أنت في أرذل العمر ،وحمارة المرض،ولم يعد لك متسع من الوقت لخير تقترفه حتى لو رغبت.
في قمة بؤسك كانسان ،وكرئيس دولة،وكجار سوء،لم تعد تصلح الا مادة مسرحية فوق طاولة شكسبير؛ولو بعث حيا لأمتع الإنسانية بالملك لير الجزائري .  وهل تعوزك الأشباح وقد صفيت ،مع أستاذك بومدين العشرات من قادة ومناضلي جبهة التحرير؟
إن حياتك ،وأتمنى أن تطول حتى تشرق عليك شمس المغرب في منتصف الليل ،و يقتلك ظلام الجزائر – من ظلمك لفقراء شعبك- في منتصف النهار .
إن حياتك ،لو فكرت،تختزل كل الزيف الذي  انقلب على تاريخ الجزائر الحديث:
غادرت ثانوية عمر بن عبد العزيز،للالتحاق بالثورة  وأنت قاب قوسين من البكا لوريا،ومؤهل للنجاح،بشهادة زملائك،مما يؤكد فرارك بجلدك،وحتى بجلد والدك، بعد مقتل الحَرْكي بوسيف ،صاحب الحمام المشهور بوجدة.
خمن الوالد،وقد كان،بدوره، متعاونا مع المستعمر أن الرصاصات المقبلة ستكون من نصيبه ،فكنت القربان وصك الغفران  .
هكذا ابتدأت قصة بطل رغم أنفه ،اقتنع بأن من التحق بجبهة التحرير فهو آمن. ومن هنا النقص و الانتهازية التي لازمتك قياديا ووزيرا ثم رئيسا، بعد أن وصل العد إلى آخر اللائحة.
وخير دليل أنك تصر على أن تحكم الجزائر ولو محتضرا ؛وان شبحا لو أتيح لك.  لو التحقت بالثورة ثائرا،بعزة نفس،ومن أجل الجزائر، لكنت رجلا آخر يعرف معنى الوطن والتضحية ،ويقدر الرجال ،خصوصا من جيرانك الذين لم يفرحوا باستقلالهم إلا ناقصا ،وأجلوا البهجة إلى أن تستقل الجزائر.
ماذا يمكن أن يفعل قيادي مثلك ،أدرى بنفسه ،وأدرى بأن أسهمه في بورصة النضال والوطنية نازلة ،ويعرف أن القيادات التاريخية لجبهة التحرير على علم بحقيقته؟  لا أوراق يمكن أن تلعب بها داخليا،ولا سوق تبيع شرعية النضال لتؤسس عليها مستقبلك السياسي .وخير دليل –مرة أخرى- أنك هربت في من هرب بعد أن غيب الموت حاميك هواري بومدين.ولم يكن هروبك إلا من قادة تاريخيين ، عسكريين  وسياسيين؛ولو كنت صاحب شرعية تاريخية ،وطاهر اليد ،لما هربت ولما طاردك أحد.
العصا السحرية من المغرب:
كما دخل الوالد الى المغرب ،دخول فار الى حيث الأمان ،ولم تكن شيئا مذكورا ،ثم صرت وحبوت ومشيت وأخيرا غادرت فارا من رصاص جزائري كان يتعقب الخونة حتى في وجدة ؛عدت الى المغرب ،منذ فجر بروزك المصنوع صنعا في ثكنات بومدين،لتؤسس شرعية لك غريبة ،تنم عن خسة بالتأكيد لكنها تنم،أيضا، عن دهاء  ماكر،لو استثمر في بناء الدولة الجزائرية التي حلم بها المجاهدون ،وفي تأسيس الاتحاد المغاربي ،لكنا على أبواب ولايات متحدة مغاربية حقيقية.
كان لابد من وضع الحجر الأساسي لمدرسة كراهية المغرب،وكنت « الأمين » المدبر الذي بادر برفع هذا الحجر الأسود .
هذه هي جبهتك الحقيقية التي جاهدت فيها بكل جوارحك ،وكنت فيها –ولا زلت- خِبّا ضَبّا ،ومعلنا ومجاهرا.وهل لك غيرها لتبني لك تاريخا في الجزائر ،بلد المليون شهيد؟
صارت المدرسة أكاديمية عسكرية ،تخرج جميع الرتب ويرتدي خريجوها لونا واحدا:كراهية المغرب.
مكرتَ حتى بما أنعم به الله على الشعب الجزائري من خيرات، لتجعله ريعا  في حساب هذه الأكاديمية ،تصرفه على ملذاتها، وحتى على عضلاتها لتوهم الجزائريين  بأن الحرب آتية لا ريب فيها،وما عليهم إلا صرف أنظارهم عما يصرفه العسكر حتى على خصيتيه.
ها أنت الآن – وقد غيب الموت كل القادة التاريخيين الحقيقيين- تراقب من برجك وتسخر من غباء الشعب ،ومن جشع الجنرالات ؛مطمئنا على عرشك،ولو كرسيا تدرج به شيخا طاعنا ،كما درجت صبيا في أزقة وجدة العتيقة؛ وسكران حتى الثمالة  بشرعيتك الغريبة التي استوردت من المغرب؛بل ركبتها تركيبا من قاموس الكراهية، وهربتها عبر الحدود ،من نفس الطريق التي سلكتها وأنت فار بجلدك وجلد والدك .
ألقيت العصا السحرية فإذا هي حية تسعى ،تلتهم وتكبر وتشتد لكنها حتما ستشيخ يوما ،وقد بدأت لأنك لا يمكن أن تخدع حتى جيل الشباب ،وها نحن نراه يتساءل:ما دخلنا في جغرافية المغرب ؟ومن زيف تاريخنا ؟ ولماذا؟والى متى سنواصل الإنفاق على عسكر يركب ناقة البوليزاريو ليمضي بها « عوجاء مرقال تروح وتغدي » ؛فرحا فرح طرفة بن العبد وهو يفضي إلى بَهْكَنَتِهِ كما قال ذات معلقة ماجنة.
من معلقات الكاتبة الجزائرية الشابة ايمان هاجر:
حتى لا أرد،من عندي، على نظرية الفيض الحقوقي  التي أفضت بها علينا في صحرائنا سأتركك –أذنا لفم- مع  مواطنتك الكاتبة إيمان هاجر ،خريجة أكاديمية  شعبية جزائرية  تتهيأ لمباغتتك متلبسا بحب الناقة وراكبها ،وهو في طريقه ليبتاع لك – مرة أخرى- ولاية رئاسية رابعة من المغرب:
1. »أحاول الكتابة ولكن المرارة التي تسكن حلقي تزيدني قرفا ومع ذلك أريد أن أنتقي لكم عبارات على المقاس، تليق باستهتاركم وعجزكم وخداعكم للشعب الذي لم يثق فيكم يوما. »
2. » راسل الوزير الأول أعضاء حكومته المقالين في التغيير الوزاري الأخير وطالبهم بتسجيل ممتلكاتهم مهما كانت حتى “البابورات والألماس والطائرات”، هذا ما جعل النكتة على كل لسان وتساءل المتسائلون هل وزراء حكومتنا أغنياء لهذه الدرجة؟
3. » ومال البايلك هذا لا يصبح مُهما إلا إذا وجه لخدمة الشعب الذي ما زال يعاني من أبسط حقوقه ويكفي أن ترى حافلة واحدة في محطة ساحة الشهداء حتى تفهم أين يذهب المال العام؟ ويكفي أيضا أن تخرج على حوافي العاصمة حتى ترى “الخير والخمير” الذي يعيشه الشعب الذي ما زال يقتات ويسترزق على الطرقات السريعة ببيع المطلوع  »
4. » ويجدر بالجميع أن يتعلموا السير على الحبل وأن يتقنوا جيدا لعبة التوازنات أو اللعبة السهلة جدا وهي المساندة “طاي طاي” أو المعارضة “طاي طاي”. وهنا سمعت بأن الكثير من اللاعبين “مافهمو والو” ويعيشون حيرة غير مسبوقة حول الوضعية التي يجب أن يقفوا فيها. بوتفليقة يعرف ويسمع كل شيء وأثبت أنه قادر على فعل أي شيء أيضا، لذلك بدأت حمى الصراعات والإسهال السياسي تتحكم في من يحركهم الطمع وفهموا أن اللعب مع بوتفليقة له أصوله وقواعده ومن يفكر في الخروج عن القاعدة يقوم بالضرورة بعملية انتحارية غير معروفة النتائج. الغربال الذي أسقط الوزراء والعسكر والسياسيين من حسابات بوتفليقة هو نفسه الذي سيسقط كل من يحاول أن يفكر لوحده بعيدا عما يخطط له بوتفليقة، الذي يظهر بأنه فعلا ما “ماطابش جنانو ».
عن « جزائرنيوز »
على وقع هذا المطر الشاب ،في خريف عمرك ،أودعك ،وقد لا أعود الى الكتابة عنك حيا؛وإذ أودعك أسحب كل مقالاتي السابقة التي حاولت فيها – أملا في نهضة مغاربية تأخرت كثيرا- أن أزرع بذور المحبة في دولة الكراهية  التي أسسها مجاهد مزيف ليقتص من عزة مستحقة لقادة جزائريين تاريخيين ،وليقتص أيضا من قيادات مغربية تفهم كثيرا في  حرب التحرير الجزائرية ،وتعرف غثها وسمينها.

سيموت الساحر ،كما في الأفلام الهندية ،وتعاود الحياة الطبيعية سيرتها الأولى ؛ويرحل الملك لير الى العوالم السفلى ،عوالم الأشباح .
Ramdane3.ahlablog.com

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *