Home»International»نحاول ملكا أو نموت فنعذرا

نحاول ملكا أو نموت فنعذرا

0
Shares
PinterestGoogle+

نحاول ملكا أو نموت فنعذرا
رمضان مصباح الإدريسي
السريالية السياسية:
يبدو أن دائرة مولاي يعقوب- وحتى سطات- لم تؤدب بن كيران فقط،بل أعطت للأقلام الحرة ،المنتمية فقط لحزب المغرب،تفويضا ،كالذي طلبه السيسي في مصر، لتقارب رئاسة بن كيران بكل موضوعية ممكنة ؛دون  عقدة ،أوعقال الصناديق الذي ما فتئ يلفه على أعناق معارضيه ،وان أرادوا به خيرا.
بمليون صوت فقط ،لكن بمدرعات لفظية تبجحية ،وبغواصات،ورصاص مصبوب  ،تحول الرجل تدريجيا الى كائن دولتي يسكن خارج النصوص الدستورية ،القانونية،وحتى الشرعية  ،الناظمة  للدولة المغربية ،كما استوت في زمننا هذا ،بعد طول تدرج.
أي تحليل سياسي يفلح في ملاحقة رئيس لا عنوان ،دستوريا وسياسيا ،له؟       قد تُغيث  السريالية،والسريالية فقط، في رسم لوحة للرجل كبطل من أبطال « أفتار »،راكبا الطير الأبابيل ،و خلفه العفاريت ممتطية التماسيح.
تبحث عن رئيس الحكومة،في رئيس الحكومة، فلا تجده،وتبحث عن الأمين العام لحزب عتيد،في الأمين العام فلا تجده.
إذا كان الفقد الثاني شأنا حزبيا داخليا ،يعني هؤلاء الذين لا يزالون يثقون في العصا السحرية،وأن موسى سيلقيها لتسعى  مطهرة،ويُسعد المغاربة  بقتل رجل اسمه الفقر؛فان الفَقد الثاني يعنينا جميعا ،ولا يمكن أن نظل هكذا نبحث ،عبثا عن عنوان قار لرئيس الحكومة.
نريد أن نفاتحه في أمر الدستور ،ونسائله عن أسباب انفراده عن سائر الرؤساء،بالإعراض عنه.بل ولم يُعرض عنه حتى الملوك الثلاثة. نريد أن نُكذب ظننا في كون هذا الإعراض هدية لمحافل الإخوان وسائر الأصوليات الكارهة للديمقراطية.
نريد أن نفهم عته،هادئا مترويا،ما يزمجر به غاضبا ،ملقيا اللوم،وهو في البر، على كائنات مغيبة ،وحيوانات لا تغادر المياه أبدا. نريد أن نفهم أيضا لماذا لا يعول على وزير عدله،في إسقاط الفساد ،وهو بكل قامته الدكالية ،حتى لا أتحدث عن قامته القانونية؟
نريد أن نسأل رئيسنا عن الملائكة أيضا،والمستضعفين ،أليس لهما وجود في المغرب؟ ألا توجد الملائكة حتى في مقر الحزب وهو إسلامي ؟ ماذا قدم للمخلوقات النورانية والفقراء، حينما عفا عن العفاريت والتماسيح؟
نريد أن نحل إشكال طعنه في انتخابات تشرف عليها حكومته .هي نفس الحكومة التي فرضت المقايسة وعطلت مستجدات المقاصة ،وشرعنت المباغتة بالزيادات المتناسلة.  هل يضمن فعلا أن يقايس  سائرا لتجار غِبَّ السادس عشر من كل شهر؟ هل يعقل أن يُنزل تاجر المواد الغذائية السعر-تبعا لبرميل النفط – ليبيع بالخسارة؟ هل يثق في وزيره بوليف إلى هذه الدرجة الخرقاء ،ولا يثق في الوزير الرميد ليحميه،في مولاي يعقوب، من وزيره العنصر؟
ها قد ارتفع قرنا الخروف ،بالمقايسة،فهل تتدخل المقايسة المضادة في العيد المقبل لتقطعهما؟
ونريد أن نعثر عنه في عنوانه الدستوري ليجيبنا عن أم الألغاز المستجدة في حياة المغاربة:
من أين كل الجرأة في التجاهل التام لتعليمات ملك واقف على العرش؟ ألم يُؤمر بالتزام الدستور؟ ألم يؤمر بتنزيل القوانين ؟ ألم يُطاَلب بتسريع التنزيل؟ ألم ينتفض الملك من أجل إصلاح المنظومة التربوية؟
هذه بعض التعليمات المتواترة ،لم تروها فقط جماعة عن جماعة ،كما يقول أهل الحديث ،بل تناقلتها الرقميات والورقيات .   هل تنتظر أمرا إلهيا يحدد لك لون البقرة ،وخريطة الغزوات والسرايا لترفع بنودك وتُسَير مواكبَك نحو أداء يستحقه المغاربة؟
مجاملة العفاريت وإنكار الملائكة والضعفاء؛ثم ترميد (من الرماد) القضاء ،إلا في محاربة قنافذ الصحافة.  لك ما ترى ،وليس لنا أن ننتقد ما دمنا بدون مؤهلات سريالية.
لكن لن نسكت ،ولو مشوشين فقط ،وألف دليل يشهد على أنك في واد عبقر ،والملك بين ظهرانينا في كل أوراش الوطن.  ولن نسكت ونحن نراك تُؤمر ,جهارا نهارا،ولا تنجز ولا تعد.
قد يسمح لك المواطنون بهامش للزلات ،وان اتسع ؛لكنهم لن يسمحوا لك بألا تطيع الملك.
الملك الصغير:
شخصيا بحثت مع الباحثين عن عنوان لرئيس الحكومة ،وعن مدرسة من مدارس التدبير  السياسي الحكومي- مما عايشنا ،ومما طالعنا – تصح نسبته إليها ،فلم أجد إلا ما يغريني باعتباره ملكا صغيرا،من سلالة ملوك إفريقيا الذين توجوا ألقذافي ملكا للملوك.
أعلم أنني أشذ بهذا عن كل المقاربات – حتى السيكولوجية – التي حاولت فهم الرجل ؛لكن ما ذنبي ألا تتيح السريالية كل إمكانيات الفهم؟
إليكم الأدلة على أن رئيسنا تقمصته روح ملك إفريقي:
*لايؤمن بالدستور إلا كضريح ولي صالح ؛زرته أو لم تزره سيان.
*حينما تنتظر منه كلاما دبلوماسيا ،حكوميا ،بأعالي وأسافل، يلقي في وجهك بمعلقات الأدغال،وأرواح الأجداد.
* لاتراه خارج ديوانه إلا في مأتم أو عرس أو ضمن قبيله ؛ومن فلتات الدهر ،وتراخي الحُجَّاب أن أمسك الطلبة،أخيرا، بتلابيبه ،ومنعوه من الكلام ؛ صرخوا واستصرخوا،ولم ينظروا في عينيه حتى لا تصيبهم سماويته(من السماوي).
*لايقبل حتى الاستماع الى شركائه في الحكومة ،بله النزول عند آرائهم ومقترحاتهم؛مما جعل أحدهم يدافع عن أستاذيته ويصرخ بأنه ليس تلميذا.
*الطريقة التي يدير بها مشاورات الترميم –فقط- تؤكد أنه زاهد في تشكيل حكومة ؛ومن أراد حكومة « يشرب لبحر ». وهل يدبر ملوك الأدغال أمور ممالكهم بحكومات؟
*لو كان بوسعه أن يلتهم البرلمان دفعة واحدة لفعل واستراح؛واذ عجز سعى جاهدا الى التهام وقته مناصفة.وهل يعقل هذا في وجود غلاف زمني آخر موزع على سائر أعضاء الحكومة؟ هو برلمان للحكومة أم لممثلي المواطنين؟
* راجعوا أشرطة البرلمان لتتأكدوا بأن المتحدث ،المزمجر ،ليس بنكيران الرئيس وإنما بن كيران الملك الإفريقي الذي لاتجرؤ الأبصار على النظر إليه.
الملك الضليل:
بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه ***       وأيقن أنا لاحقان   بقيصرا
فقلت له لا تبك   عينك        إنما  ***      نحاول ملكا أو نموت فنعذرا
سيكمل امرؤ القيس- رغم دموع صاحبه- طريقه من نجد الى بيزنطة عسى القيصر يعيد إليه ملك كندة ؛لكن سوء الطالع سيجعل كبير الروم يحذره ويُلبسه حُلة مُلك مسمومة، تفتك بعنفوانه وشبابه ،وهو في طريق العودة لتحقيق حلمه ،لينطفئ في سفح جبل وهو ينشد آخر أناشيده:
أجارتنا إن الخطوب تنوب  *** واني مقيم ما أقام عسيب
أجارتنا إنا غريبا ن هاهنا    *** وكل غريب للغريب نسيب
حتى وان تحولت إلى ملك إفريقي ،وحقرت حتى المليون الذي اصطفاك رئيسا فقط ،فلا يوجد من يتمنى لك حتى الموت السياسي.  وكم تمنيت أن أجد مساحة ثناء غير منافق أضعك فيها لكنني عجزت لأنك رفعت عاليا عرشا لك لم يجلس عليه أحد ممن سبقوك،وأحطت نفسك بمداحيك حتى حجبوا عنك كل الأصوات ،وجعلوك تخرج عن كل النصوص ،ومن كل العناوين السياسية المعروفة لرؤساء الحكومات.
أختم بتذكيرك بما أُجيب به المعتمد بن عباد من طرف مستشاريه ،حينما أطلعهم عن نيته في استقدام يوسف بن تاشفين لصد غارات الاذفنش على ملوك الطوائف.قالوا محذرين من الصيد بالضرغام:
« إن الملك عقيم ،والسيفان لا يجتمعان في غمد واحد » .أي كرسي الملك لا يتسع الا لواحد.
وقد أجاب جوابه المشهور: »لأن أرعى الإبل عند يوسف بن تاشفين أفضل من أن أرعى الخنازير عند الاذفنش(الفونس).
هاهو عمر حكومي جديد بين يديك فكن فيه رئيسا دستوريا وليس ملكا إفريقيا؛حتى لا ترعى لا إبلا ولا خنازير.
Ramdane3@gmail.com
Ramdane3.ahlablog.com

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *