لست ادري ما الدوافع والاسباب التي دفعت بالكثيرين لانتقاد السيد وزير التربية الوطنية,اثر خرجته الاخيرة في شأن المتضررين من الترقية,والذي سماهم سيادته بقدماء محاربي التعليم,وصدق في قوله صدقا عظيما,فهذه الفئة مظلومة بحق,وهي التي حملت مشعل التعليم بكل امانة وصدق,والدليل القاطع ما عملته ايديهم في تخريج من هم الان على هرم المسؤوليات والمناصب,وهي التي أنشأت من يطالب اليوم في ترقيته بالشواهد,هذه الشواهد التي حرمت منها هذه الفئة المتضررة حين منعت من متابعة الدراسة,والاحرى بهؤلاء,ان يعترفوا بالجميل لهذه الفئة,ويساندوا مطالبهم المعقولة لانصافهم من الغبن الذي كرسه في حقهم النظامان الاساسيان اللذان اغفلا احقيتهم في الترقية بفعل الاقدمية العامة.وهل من المعقول حين ترى استاذا او مديرا ابلى البلاء الحسن في حقل التعليم خدمة لوطنه ,وهو لازال يكابد ويسابق الزمن عساه يصل الى السلم 11,فينعم باليسر المادي رغم انه جاء متاخرا كاخوته الذين وفقهم الله الى هذا المبتغى بفعل شواهدهم او بفعل حظوظهم.

ومن اعجب عجائب الترقية حين ترى تلميذا قد تعلم على يد واحد من هذه الفئة,قد وصل في بضع سنين الى السلم 11 واستاذه لازال حديث الترقي  في السلم 10,وأصدقكم القول اني واحد من هؤلاء فتلميذي الان في السلم 11 وانا لا زلت في السلم 10.

وجوابا على الذين يجيدون الضربات الاستباقية,ومنها ان التلميذ صاحب شهادة والاستاذ لا,اقول ان الشهادة التي تتحدثون عنها منعنا منها منعا اجباريا.وان قلتم الامتحان المهني فجوابكم في انفسكم,وجوابي هو الحظ الذي حالف البعض وجفا البعض,ومن يدعي المعرفة في علوم التربية بعد نجاحه فهو مخطئ,فما اكثر الذين يشهد لهم بالكفاءة والدراية في علوم التربية سواء على مستوى التطبيق او المستوى النظري وفشلوا في هذه الامتحانات,لاسباب لا اعرفها.

وعودة الى وعود السيد الوزير بترقية المتضررين,فاني ارى ان اعتماد مبدأ 15 +6 سيخدم القلة من هؤلاء علما ان اغلبيتهم ترقوا في موسم 2007,فما فوق,والاصح ان ارادت الوزارة في شخص السيد الوزير انصاف قدماء المحاربين ان تعتمد اقدمية 25 سنة في الخدمة,واذاك سيستفيد الكثيرون من هؤلاء في الترقية بالاقدمية.

انها حقائق يعلمها الكل,ولا يخفى على احد ان الكثيرين من خريجي المراكز بالسلم 7 او 8 لم يستفيدوا من الترقي الى في موسم 2007 فما فوق  واغلبيتهم مقبلون على التقاعد,واخرون سيتقاعدون في غضون 5 سنوات او اكثر بقليل,فلا يعقل ان نقف حاجزا امام ترقيتهم واغلبهم قضى في الخدمة ما يفوق الثلاثين سنة,ومن يقف حاجزا في سبيل انصافهم ما هو الا جاحد لعطائهم ومجهوداتهم,وهم من افنوا زهرة شبابهم في خدمة الصالح العام,