Home»International»متى كان وصف المفتشين بأنهم حراس المنظومة التربوية تخوينا أو اتهاما لغيرهم؟

متى كان وصف المفتشين بأنهم حراس المنظومة التربوية تخوينا أو اتهاما لغيرهم؟

0
Shares
PinterestGoogle+

متى كان وصف المفتشين بأنهم حراس المنظومة التربوية تخوينا أو اتهاما لغيرهم؟

محمد شركي

 

لم يخطر ببالي في يوم من الأيام عندما أصف المفتشين بحراس المنظومة التربوية أنني أسيء الأدب مع  غيري أو لا أحترم غيري  كما وصفني أحد المعلقين علق باسم « متتبع « على مقالي الأخير الذي حاولت أن  أقرأ من خلاله  قرار وزير التربية الوطنية المتعلق بفتح باب الترشيح لشغل مناصب مديري الأكاديميات أو النيابات. ومما جاء في تعليق هذا المعلق أن وصفي المفتشين بحراس المنظومة  يعني أن غيرهم لصوص وقتلة  . وطلب مني المعلق  الذي عبر عن احترامه لي أن أبادله قليلا من الاحترام مع عبارة من فضلك  الدالة على غضبه  وامتعاضه . ووصف المعلق المفتش بأنه لا يحرس وإنما يؤطر المبتدئين ، وهو مجرد بشر كغيره من البشر ، كما أنه ليس المصنف الوحيد ضمن الأطر العليا بل هناك أساتذة ذوو درجات ممتازة و….. والواو ونقط الحذف  في محل رفع جملة أو جمل افتخار لا محل لها من الاعراب  . فعندما نتأمل هذا النوع من التعليق نجد أن ظاهرة قراءة المقالات  بخلفيات مسبقة لا زالت هي السمة الغالبة حيث تتنكب التعليقات لب  موضوعات المقالات ، وتثير ما  لم يخطر لكتابها على بال . وكثيرا ما نبهت إلى هذه الظاهرة التي لا مبرر لها سوى كونها اغتنام  فرص الاختلاف مع الكتاب ليس بسبب مقالاتهم بل لأسباب أخرى غير معلنة . فعندما أقول إن المفتشين حراس المنظومة التربوية فأنا لا  أقصد  حراسة الجند أو الشرطة أو الدرك مقابل  وجود أعداء ومجرمين ولصوص كما خيل إلى السيد المعلق المحترم ،بل أقصد حراسة المنظومة من خلال ترسانتها من النصوص التشريعية والتنظيمية التي تحرسها من الخروج عن  أهدافها وغاياتها . وكثيرا ما يختزل البعض التفتيش فيما هو تربوي دون اعتبار ما يتعلق بالتخطيط والتوجيه والمصالح المالية والمادية . فجهاز التفتيش  متعدد التخصصات  فريق يخطط ،وفريق آخر يوجه ، وفريق ثالث يدبر ما هو مالي ومادي ، وفريق رابع يشتغل بما هو تربوي. فحراسة المنظومة من طرف جهاز التفتيش  تعني الوقوف على تطبيق النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالتخطيط والتوجيه والمصالح المالية والمادية والأمور التربوية . وكل  تغيير أو تنزيل غير مناسب لهذه النصوص يدخل ضمن مسؤولية جهاز التفتيش ، وليس في هذا الأمر تشريف أو استعلاء بل هو تكليف ومسؤولية . فجهاز التفتيش على اختلاف تخصصاته هو الجهة التي تخول لها قوة القانون أن تقول هنا لم  تحترم أو احترمت النصوص التشريعية والتنظيمية . فكما أن القضاة  يعتبرون حراس العدالة في المجتمع ، فكذلك المفتشون يعتبرون حراس المنظومة التربوية في المجتمع .  ولا مبرر البتة لمقارنة المفتشين  بغيرهم ما دام هذا الغير له  دوره الخاص في خدمة هذه المنظومة التربوية من زاويته ، ووفق اختصاصه الذي لا ينازعه فيه أحد بقوة القانون أيضا. وقول المعلق أن المفتش مجرد بشر يدعو للاستغراب وكأنني سبق لي أن وصفت المفتش  بوصف  مفارق للطبيعة البشرية. كما أن قوله ليس المفتش الوحيد المصنف ضمن الأطر العليا ، فأنا لم  أثر هذه القضية في مقالي ،بل  أنكرت على قرار الوزير عدم التصريح  باسم المفتش  مقابل التصريح بأسماء غيره  ضمن من لهم الحق في تدبير شؤون الأكاديميات  والنيابات ، مع أن  المفتش  مهما كان تخصصه أولى بتدبير إدارة الأكاديمية والنيابة من  موظفين في نفس درجته أو رتبته ينتمون إلى قطاعات لا علاقة لها بالتربية . ولم  يرد في مقالي ما يدعو إلى مقارنة المفتش  بالمدرس  الذي لم يصرح أيضا قرار الوزير باسمه كما صرح  بأسماء غيره . فما الداعي إلى مقارنة السيد المعلق  الأستاذ بالمفتش مع  عبارة ذو خبرة ممازة و… فمن شكك في خبرة الأستاذ الممتازة ، ومن أنكر  و…. عنده حتى  يحشر هذا المعلق  هذا الكلام في تعليقه ؟ في اعتقادي أن  كل قراءة أو تعامل مع المقالات  بخلفية معينة مسبقة  تنتج عنهما تعليقات خارج التغطية أو خارج السياق كما يقال .

فإذا كانت خلفية هذا المعلق هي وجود حساسية من التفتيش ،فلا يعقل أن  يستغل مقالا موضوعه لا علاقة له بهذه الحساسية من أجل  التعليق  بشكل يعكس هذه الحساسية . ومما عكس حساسية هذا المعلق  قوله  :  » المفتش لا يحرس وإنما يؤطر المبتدىء « ،  فهذه العبارة في حكم فلتة لسان معبرة عن المضمر والخفي  عند المعلق . وصاحب هذه العبارة  يعتقد أن دور المفتش هو الاشتغال  بتأطير  المبتدئين من المدرسين ، وهو بذلك يختزل التفتيش في الجانب التربوي الصرف  دون غيره من الجوانب الموازية في حين أن ذوي الخبرة وأظنه يصنف نفسه ضمنهم،  فهم خارج التأطير حسب اعتقاده. وهنا أريد أن  أذكر المعلق المحترم أن  مهام التفتيش التربوي هي : التنشيط التربوي، والتكوين التربوي ،والمراقبة التربوية . أما التنشيط التربوي فيتجلى في إرشاد المدرسين ومساعدتهم وتشجيعهم على الابتكار من خلال  الندوات والدروس التي تفسح لهم المجال لتبادل الخبرات والمعلومات بغرض تحسين وتجويد  عملهم . وهذا يشمل كل فئات المدرسين لا تستثنى منهم فئة . وأما التكوين التربوي فهو خاص بالمبتدئين  والمتدربين من أجل مساعدتهم على تجاوز الصعوبات التي تواجههم ، ويتجلى أيضا من خلال ندوات ولقاءات ودروس تطبيقية وتجريبية . وأما المراقبة التربوية فهي السهر على سير الدراسة بالمؤسسات التربوية السير العادي من الناحية التربوية  سواء تعلق الأمر بطرق استخدام وتشغيل المدرسين على الوجه الأكمل  أو تطبيق البرامج والمقررات أو تطبيق التعليمات الرسمية المختلفة المتعلقة بجداول الحصص  والزمن المدرسي وزمن التعلم وبتوزيع  مستويات المتعلمين على المدرسين، فضلا عن مراقبة سير الدراسة داخل الفصول الدراسية ومراقبة الوثائق التربوية من دفاتر نصوص ودفاتر متعلمين و أوراق فروض المراقبة المستمرة  وأوراق التنقيط . وعقب كل تفتيش تحرر تقارير زيارات بدون نقط أوتقارير تفتيش بنقط . فهذه مهام التفتيش المنصوص عليها  في النصوص التشريعية والتنظيمية  ولا يمكن أن تنكر أو يقع فيها جدال . والمفتشون  التربويون بالتزام هذه المهام  يقومون بحراسة المنظومة التربوية دون أن يضعوا في حسابهم أنهم يطاردون اللصوص والمجرمين والقتلة على حد تعبير المعلق ، ودون مقارنة  مستوياتهم مع مستويات غيرهم من أجل إثبات الذوات وإنكار الغير. إن تعقيبي  على تعليق هذا المعلق  يؤكد أنني  لا أبادله فقط قليلا من الاحترام، بل أنا أبادله كل الاحترام  . وأنا أسأله هل كان بالفعل  تعليقه  في مستوى الاحترام الذي عبر عنه تجاهي ؟ وأترك للقراء الكرام العودة إلى تعليقه  من أجل الحكم على  من كان منا  محترما أكثر لصاحبه . آمل  أن ترقى تعليقاتنا إلى مستوى القضايا المطروحة في المقالات مع تجنب تعليقات تحكمها خلفيات مسبقة .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. المتتبع
    11/01/2013 at 12:34

    السيد شركي : إنني أكن لك كامل التقدير والاحترام كما أنني مدمن على قراءة كتاباتك التي تستهويني بصرف النظر عن الاختلاف في الرؤى أحيانا ، وأعتقد أن تعليقي السابق لم يتضمن أية إساءة حتى تطرحه أخي الكريم على القراء المحترمين لتقييمه من حيث الاحترام من عدمه علما أنني من المتددين بالتعليقات المسيئة التي تنهش كرامة الكتاب لمجرد الاختلاف في الآراء والتي كانت السبب في عزوف السيد قدوري عن نشر التعليقات .أخي الكريم السيد شركي لم أقرأ مقاللك منطلقا من خلفية سلبية معينه بل مما فهمته عن عبارتك  » حراس  » التي أدرجتها في العديد من مقالاتك وفي سياقات مختلفة . أما بعد تفسيرك القصد منها في هذا المقال فقد صححت لي المفهوم واقتنعت لذلك اسحب كل ماترتب عن فهمي السابق .وعن الأطر العليا فأنا أتفق معك على ضرورة اسناد الاكاديميات والنيابات للأطر المنتمية لقطاع التربية الوطنية بمن فيهم السادة المفتشين والسادة الأساتذة وأطر الادارة ذوي الدرجات الممتازة والذين أعتبرهم ضمن الأطر العليا مع الإشارة إلى أنني لست ضمنهم . أخي الكريم أقدأشكرك مجددا وأؤكد تقديري الكبير لك مع أملي بعدم إساءة الظن بي وبتعليقي

  2. الذب المغرور بنفسه
    11/01/2013 at 16:13

    اذا كان « المفتشون » « حراس » المنظومة التربوية، من يكونوا الاساتذة والاستاذات? « لصوصها » أو « خونتها »? هم الذين يسهرون على استمرارها ولولاهم لانهار ما تبقى منها. وزايدون مناش غادي تحرسوها وباش غادي تحرسوها و كيفاش غادي تحرسوها وعلاش غادي تحرسوها? ياك كلاساونا فمؤخرة المنظومات التربوية فالعالم.

  3. البروفسور المتميز
    12/01/2013 at 12:10

    الاستاذ هو حارس المنظومة والسادة المفتشين لايزورون الاقسام الانادرا جدا

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *