كلمة المكتبين الوطنيين لكل من الجمعية الوطنية لمديرات ومديري الثانويات العمومية بالمغرب
والجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الإبتدائي بالمغرب
بمناسبة الوقفة الاحتجاجية على صعيد النيابات
يوم 10 دجنبر 2012

السيدات المديرات السادة المديرون
تحية إكبار من إخوانكم بالمكتبين الوطنيين
تحية النضال والصمود
تحية الكرامة ورد الاعتبار
بمناسبة هذه الوقفة البطولية على الصعيد المحلي بكل ربوع الوطن تحت شعار:
« رد الاعتبار للإدارة التربوية »

أيتها الأخوات أيها الإخوة:
ها أنتم تقفون اليوم أمام مقر النيابة تلبية لبيان مراكش التاريخي، هذه الوقفة التي تدشن برنامجا نضاليا أقره المكتبين الوطنيين بتاريخ 10 نونبر 2012. وإننا لنعتبرها إشارة قوية إلى من يهمهم الأمر وإشارة على إصرارنا على مطالبتهم بتلبية مطالبنا المشروعة والعادلة.
إن وقفتنا اليوم أمام النيابة بهذا الحشد لهي استمرار لوقفة رد الاعتبار التي شارك فيها آلاف المديرين والمديرات والكل يردد بلسان واحد نحيى ونموت على ملفنا المطلبي وعلى رأسه مطلب الإطار. إن اختيار يوم 10 دجنبر لم يكن صدفة بل يتزامن واليوم العالمي لحقوق الإنسان ونحن طالبو حق وكرامة.

نخبركم أنه في 23 دجنبر 2012 سيتم الإعلان عن مأسسة التنسيق بين الجمعيتين وجمعية الحراس العامين والنظار ورؤساء الأشغال لكي ينضافوا إلى قافلة المطالبين بحقوقهم، كما أننا نفتح الأبواب أمام باقي مكونات هيئة الإدارة التربوية لنقول للوزارة الوصية ولباقي مكونات المشهد السياسي نحن قادمون وهذه المرة بعشرات الآلاف من طالبي الحق والكرامة.
أيتها الأخوات أيها الإخوة:
نحن لا يخيفنا التهديد ولا الوعد أو الوعيد، ولا يخيفنا الاقتطاع من الأجرة أو الاستفسارات التي أمطرتنا بها الوزارة، ولا يرهبنا التهديد،. لهذا فنحن نقول لهؤلاء، سنواصل تطبيق البرنامج النضالي، وإن لم يُستجب لملفنا المطلبي فالموعد مع المجلسين الوطنيين اللذان سينعقدان في القريب العاجل.
لقد سجلتم بمسؤولية وثبات مواقف بطولية ستبقى خالدة في مسيرة جمعيتينا ردا على تملص الوزارة من مسؤولياتها في تنفيذ المحضر المشترك الموقع بينها والجمعية يوم خامس مايو 2011، واتفاق 23 نونبر 2012 مع وزير التربية الوطنية. ذلك المحضر الذي جاء ثمرة لحوار طويل دام عدة سنوات من الصبر والمكابدة والنضال، والذي أقر حقوقا مشروعة أعادت الاعتبار للإدارة التربوية عامة والتعليم الابتدائي على وجه الخصوص. والذي توافقت حوله إرادتان:
1- إرادة الجمعية في إحداث تغيير ملموس في واقع الإدارة التربوية يهدف الارتقاء بأدائها ولعب دورها الحقيقي في خدمة مدرستنا العمومية من موقع يضمن كرامتها وعزتها، ويقوي أهليتها وقدراتها المهنية.
2- وإرادة ثلة من المسؤولين عن تدبير القطاع آمنوا بمقاربة تشاركية في معالجة ملف هذه الفئة، وعبروا فعلا عن قناعتهم بضرورة تبوئها مكانتها المحورية في تدبير الشأن التربوي.
نعم، لقد التقت إرادتان وتمكنتا من خلق ذلك التوافق الضروري لإنجاح أي إصلاح لمنظومتنا التربوية، ضدا على كل المحاولات التي كانت تسعى لوأد الحوار وإدامة التهميش والإقصاء المقصود لهيئة الإدارة التربوية.
إلا أنه وللأسف وضعت العقبات منذ الخطوات الأولى لتنفيد مضامين المحضر المشترك، حيث تم التراجع عن بعضها والتصرف سلبا في البعض الآخر دون استشارة الجمعية، مما أفرغه من محتواه، وبذلك تم نسف كل تلك الجهود المحمودة التي بذلت.
فوجدنا أنفسنا كجمعيتين، وبعد محاولات عديدة لتنبيه المسؤولين، مضطرين لركوب قطار الدفاع عما اتفق عليه، وخوض معركة جديدة من خلال برنامج نضالي شرعنا في تفنيده منذ تاريخ صدور بيان مراكش.
وقد أبنتم خلال تنفيذ هذا البرنامج النضالي على تشبثكم بجمعيتيكم وعلى وحدة صفوفكم وقوة إرادتكم وصمودكم، وقدرتكم على مجابهة كل التحديات بروح عالية من المسؤولية والانضباط. وفي نفس الوقت حافظتم على استمرار السير العادي لمؤسساتكم، وتقديم كل الخدمات التي تضمن حقوق المتعلمين في حياة مدرسية عادية. ولم تتأثروا لا بتجاهل المسؤولين وتعنتهم طيلة هذه الشهور، ولا بالحملات المغرضة والنيات المبيتة التي عبر عنها بعض من في قلوبهم مرض. وزادكم اعتزازا ومشروعية المواقف النبيلة التي عبرت عنها جل المركزيات النقابية المناضلة متبنية لقضايانا ومساهمة في دعم محطاتنا النضالية، وما عكسته بعض المنابر الإعلامية من صدى لتلك المحطات فتحية تقدير وإجلال لهم جميعا.
أيتها الأخوات أيها الإخوة:
لقد تحملنا بوعي جاد ومسؤولية كبيرة الفترة الانتقالية التي عرفتها بلادنا، وما عاشته من مخاض ديمقراطي أسفر عن عهد جديد كنا نأمل أن يدفع المسؤولين عن تدبير قطاع التربية والتكوين إلى التعاطي الجدي مع ملفنا، والعمل على الأقل، على تنفيذ ما اتفق عليه في المحضر المشترك، وطي هذه الصفحة حتى نتوجه إلى الأهداف الحقيقية التي أسسنا من أجلها الجمعيتان الوطنيتان لمديرات ومديري التعليم الابتدائي بالمغرب والتعليم الثانوي العمومي بالمغرب، ألا وهي المساهمة في تطوير أداء الإدارة التربوية والارتقاء بالمدرسة العمومية المغربية.
لكن ما جرى خلال أول لقاء مع السيد الوزير، كان ضد هذا المنحى لما عبر عنه من نية في التراجع عن روح الحوار والمقاربة التشاركية التي اعتمدت في تدبير ملف الإدارة التربوية خلال السنوات القليلة الأخيرة، وفتح الباب على مصراعيه لأجواء التوتر التي لن تكون البتة في مصلحة أي طرف، إذا اعتبرنا أنفسنا طرفا. وفرض علينا الاستمرار في الاحتجاج على تلك المواقف الغريبة والتي لا تساير الإرادة المعبر عنها من طرف السيد رئيس الحكومة سواء في التصريح الحكومي لنيل ثقة ممثلي الأمة، أو في تقديم قانون المالية الحالي، وذلك من أجل معالجة الملفات المطروحة عليها.
لقد وجدنا أنفسنا كجمعيتين أمام حوار مأزوم يردنا إلى الوراء، ويسعى إلى الإجهاز على مكتسباتنا والتي ليست في الأصل سوى مكتسبات للإدارة التربوية خصوصا والمدرسة العمومية المغربية عموما. وهذا لم يترك لنا خيارا آخر غير الإصرار على التشبث بمطالبنا وحقوقنا، والنضال المستمر من أجل صيانتها وتحصينها.

أيتها الأخوات أيها الإخوة:
إذا كانت قناعتنا راسخة بأننا لسنا بديلا نقابيا، ونعتز بتنوع انتماءات أعضائنا النقابية والسياسية فإننا كجمعيتين مدنيتين، مهنيتين ومطلبيتين، لنا الحق في القيام بكل ما يسمح لنا به القانون للاحتجاج والدفاع عن حقوقنا، متشبثين بالحوار كآلية حضارية لحل النزاعات.
وما أبنتم عنه من مسؤولية واتزان في الوقفات الاحتجاجية السابقة أمام مقر الوزارة بتاريخ: 29 نونبر 2012، وبشهادة كل السلطات في هذا البلد، لخير دليل على نبل رسالتنا ومشروعية مطالبنا ونضج مواقفنا.

أيتها الأخوات أيها الإخوة:
لقد قرر إخوانكم في المكتبين الوطنيين، بالإضافة إلى الاستمرار في برنامجنا النضالي، طرق أبواب المسؤولين بمختلف الأصعدة، وفي مقدمتهم السيد رئيس الحكومة الحالية من أجل الإنصاف والتدخل لفتح حوار جدي بناء ومسؤول حول أوضاعنا. دون أن نغفل دور الهيئات النقابية المساندة لنا في دعم مطالبنا المعلقة ومؤازرتنا خلال جولات الحوار الاجتماعي.
سنكون بعد اليوم مع موعد مع وقفة احتجاجية أمام الاكاديمية بتاريخ 27 دجنبر 2012.
وهذا موعد آخر للتعبير عن نفس المواقف الصامدة وبنفس القوة والحضور.
ولا داعي للتذكير بان حضور هذه المحطات يعتبر واجبا نضاليا على كل واحد منا.

أيتها الأخوات أيها الإخوة:
لستم وحدكم في ميدان التغيير، بل هناك جنود يعملون بجانبكم ويبلغون صوتكم إلى الرأي العام ويكافحون معكم من أجل نصرة الحق، إنهم ممثلو الصحافة بكل مكوناتها، والفرقاء الاجتماعيون والجمعيات الحقوقية وباقي هيئات المجتمع المدني.
عاشت الجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الابتدائي بالمغرب
عاشت الجمعية الوطنية لمديرات ومديري التعليم الثانوي العمومي بالمغرب

عن المكتبين الوطنيين

المصدر: منتدى الجمعية الوطنية لمديرات و مديري التعليم الإبتدائي بالمغرب