Home»Enseignement»الحق في الإضراب بين الإيمان والجحود

الحق في الإضراب بين الإيمان والجحود

0
Shares
PinterestGoogle+

أثار قرار الاقتطاع من أجور المضربين عن العمل الذي دشنته حكومة بن كيران بإصرار وتصميم كبيرين جدلا واسعا وصل معه إلى حدود قصوى من الاحتقان والتنابز بالاتهامات بين معسكرين أحدهما مؤيد والآخر معارض.

المعارضون اعتبروا الخطوة سابقة خطيرة في الإجهاز على الحريات النقابية وانتهاكا صارخا لحق كفلته مختلف المواثيق والأعراف الوطنية والدولية.

أما أصحاب القرار فرأوا فيه وسيلة للحد من التسيب الحاصل في الوظيفة العمومية، حيث تحول الإضراب حسب رأيهم إلى عطل شبه أسبوعية تقدمها بعض الجهات في طبق من ذهب، وفي طريق مفروش بالورود الناعمة إلى الموظفين لمآرب تبتعد كثيرا عما هو نقابي، وحسب وجهة النظر هذه فقد عمق تناسل التنسيقيات والهيئات والفصائل والتنظيمات غير النقابية من المشكل، فصار كل من هب ودب يقدم على تأسيس تنسيقية محلية، أو جهوية، أو حتى وطنية دون سند قانوني، ثم لا يرى من وسيلة للنضال إلا إعلان إضرابات أسبوعية، معرضا بذلك مصالح المواطنين لضرر بليغ.

لكل هذه الحيثيات رأت حكومة بن كيران ضرورة أخذ القضية على محمل الجد والتجند بكل حزم لمحاربة ما أسمته بظاهرة »الغياب المقنع ».

إن إقدام الحكومة الحالية على هذا القرار الخطير أدخلها إلى التاريخ من بوابته الواسعة، فلا شك أن الأجيال القادمة سيصبح التفوه بلفظة الإضراب مثيرا شرطيا لديها لذكر اسم بن كيران كوزير أول أطلق رصاصة الرحمة على ركن من أركان النضال النقابي ، وحمله إلى مثواه الأخير، وقد أخذته العزة بقراره.

لقد تردد طرح هذا الموضوع في وسائل الإعلام منذ حكومة التناوب الأولى، حين كانت نقابة الاتحاد الوطني للشغل التابعة لحزب العدالة والتنمية في قمة نشاطها تشن إضرابات متتالية كانت تصل أحيانا إلى ثلاثة أيام متصلة، وحينما كان المسؤولون الحكوميون أنذاك يلوحون بفكرة الاقتطاع من الأجور، كان أطر النقابة المذكورة يتصدون لهم مهددين بالتصعيد، معتبرين أن حق الإضراب مقدس لا ينبغي المساس به!.

هذه الازدواجية تجعلنا نطرح تساؤلات عريضة حول مصداقية النضال بصفة عامة، فهل نحن نناضل بقناعة من أعمق أعماق نضالنا، أم أن نضالنا وقتي محكوم بظرفية وموقف معينين؟، وهل مواقفنا هي مواقف أصيلة من الثوابت التي لا يمكن أن يلحقها تغيير، أم أنها مجرد تكتيك يفرضه واقع المعارضة؟، ثم كيف سيكون موقف حزب العدالة والتنمية ونقابته لو كان في المعارضة، واتخذ هذا القرار خصومه السياسيون؟.

إن التدرع بفكرة فوضى الإضرابات العشوائية هو أشبه ما يكون بإحداث هرج في السوق من خلال تسريب لصوص إليه، وعوض أن يلجأ من أسند إليه أمر استتباب الأمن به إلى ملاحقة اللصوص واعتقالهم، عمد إلى حرق السوق بمن وبما فيه، أو دس مخربين وسط تظاهرة سلمية، حتى إذا أحدث أحدهم الفوضى عمد إلى إنزال أشد العذاب بالمتظاهرين جميعهم لإخلالهم بالنظام العام.

كان أولى بالحكومة أن تسن قانونا للإضراب يمنع منعا باتا اللجوء إلى الإضراب خارج الهيئات النقابية الأكثر تمثيلية، وبشروط يتفق عليها جميع الفرقاء عوض الإجهاز بجرة قلم على حق فقد بهذا القرار القدرة على « الردع »، إذ لن ترى الجهات المعنية بعد اليوم في الإضراب إلا ربح أيام من العمل، ولن تجد الطبقة العاملة إليه سبيلا لضيق ذات اليد، وعدم القدرة على تحمل خسارة ثمن أيام العمل المضرب فيها.

إنني أعتقد أن حزب العدالة والتنمية قد حكم على نفسه بالإعدام النضالي حينما سمح بتمرير قرار تنصلت منه الحكومات السابقة خوفا من محكمة التاريخ التي لاترحم، وتلك حقيقة سيتجرع مرارتها حينما يغادر كرسي الحكومة، حينذاك ستجد نقابته نفسها مكبلة في نضالها  » من أجل الطبقة الشغيلة » بالقانون الذي سنه حزبها، وستكون الطامة أعظم لو تغولت الحكومات القادمة واتخذت قرارات تعسفية، أو تراجعت عن مكتسبات، هاهنا ستلعب في الميدان كما شاءت، لأنها ستكون في مأمن من المرتدات الهجومية، وستحافظ على نظافة شباكها، تاركة حارسها في استراحة تامة

NB /   لقد توصلت وجدة سيتي بهذا المقال من طرف  شخص  سمى  نسفه   » فؤاد ابو عثمان  »  ، حيث تبين بعد ذلك ان هذا الشخص قام بسرقة المقال  من كاتبه الأصلي الاستاذ نورالدين طويليع ، ووجدة سيتي اذ تعتذر  لهذا الأخير فانها تدين هذا السلوك اللاأخلاقي  ، وتدين كل اعمال القرصنة كيفما كان نوعها        ،

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

4 Comments

  1. حمزة
    12/12/2012 at 02:04

    اعتقد انه كان لا بد من وجود حكومة تملك الشجاعة لتنزيل هذا القانون .. و هو امر يحسب لحكومة بنكيران.. سواء كنا نتفق معها او نختلف..سيدي من قال إن هذا القانون إجهاز على الحق في الإضراب ؟ لماذا لا نعترف اننا ميعنا الاضراب و أفقدناه طابعه النضالي و حولناه الى ايام عطلة و تنصل من العمل… حتى اصبح كثيرنا يضرب مع كل نقابة دعت الى الاضراب مهما كان لونها.. و هو لم ينخرط يوما في نقابة و لا حضر اجتماعا لها و لا اقتنى بطاقة.. اعتقد انه جاء اليوم لمعرفة المناضل من غيره… ثم الا تستحق منا نضالاتنا ان يخصم من أجورنا؟؟؟؟
    أخيرا كيف تدافع عن حق الاضراب و تطلب في نفس الوقت من الحكومة او تقترح عليها أن تمنعه على من لا ينتمي الى إحدى النقابات الاكثر تمثيلية؟ أليس هذا إجحافا في حق مناضلي النقابات الأخرى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ مع كامل الاحترام؟ ؟

  2. مضرب دائما
    12/12/2012 at 03:05

    الاقتطاع اصبح صروريا لا ن الاضراب اضبح يوم عطلة لجميع الموظفين دون لون نقابي الكل يضرب مع كل النقابات

  3. م ع العيون الشرقية
    13/12/2012 at 00:48

    عودنا الحزب الحاكم منذ البداية أن الشعبوية هي الطاغية و الإرتجالية هي خارطة الطريق ، فبن كيران أو أمين حزب اللحى ‘نه يدفع بالمواطنين بقراراته الظالمة وبزياداته في جيوب الأغنياء إلى الشارع وذلك بخلق الإحتقان الاجتماعي وبزرع الفوضى و الفتنة ليس في الواقع المعيش فقط بلى على مستوى نفسية المغاربة وعلى مستوى جيوبهم
    إن هذه الحكومة تمارس حرب إبادة لقيم المغاربة ، وتحيي فيهم حب الفتنة
    ونسأل الله أن يحتفظ الجميع بسعة الصبر وضيط النفس وإلا ف، الربيع العربي سيكون فغلا ضد هذه الحكومة فقط و ليس إلا

  4. كلمة حق
    15/12/2012 at 16:30

    و عودنا الغشاشون أشباه المناضلين المضربون مع كل نقابة تدعو الى الاضراب على التباكي و الوقوف أمام كل اصلاح جاد؟؟؟؟؟؟؟ لنكن صرحاء مع أنفسنا و نقول ان هذا الاجراء سيخلق العمل النقابي و سيميز المناضلين عن غيرهم ممن يضربون مع كل نقابة دعت الى الاضراب و هم غير منخرطين في أي نقابة و لا يملكون بطاقة اية نقابة…ثم ان هذا الاجراءليس فريدا من نوعه فالدول الديموقراطية تتبناه منذ سنوات فرنسا مثلا !!!!!!!!!!!!

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *