Home»Femme»حوار ثقافي حول كتابي الإلكتروني « نقوش على جسد الحرية »

حوار ثقافي حول كتابي الإلكتروني « نقوش على جسد الحرية »

0
Shares
PinterestGoogle+

« مؤسسة الإنسان الكوني  » هي مؤسسة و مشروع انسانوي اخلاقي فكري فلسفي أسس من قبل المفكر العراقي وليد عبد الله, يتمحور فكر الانسان الكوني على اساس الارتقاء الاخلاقي للانسان عن طريق تحريره من شرور الانتماءات والعودة به الى جذوره الانسانية الاصلية لجعل الانسان يتعايش مع محيطه ويتفاعل مع الكون بسلام مستندا برحلته في هذا الكون على الاخلاقيات والمعارف الحقيقية مبتعدا عن سلطان الوهم والخرافة والعبودية الفكرية لاي صنم يستعبد الانسان في داخله, يتوضح فكر الانسان الكوني في الدروس الاخلاقية والفكرية التي طرحها وليد عبد الله ضمن المدرسة الانسانيه الكونية الفكرية كذلك, ومن الجدير بالذكر ايضا ان الكونية الانسانية تؤمن بالفردانية الانسانية الفكرية واالثقافية التي تؤسس للانسان وعي يقظ ومستوى من الذكاء وحرية قادرة على لانجاز ابداع ما… مع التاكيد على الفردانية الاجتماعية واليس الانعزالية. وهي مؤسسة تسعى لدعم الشباب المبدع من مختلف دول العالم.

كان لي مؤخراً معهم هذا الحوار السريع بخصوص كتابي الإلكتروني « نقوش على جسد الحرية » الذي أعتقد أنه كان ثاني محاولة في فن التأليف بعيداً عن المقالات، ولذا أحببت مشاركتكم ما دار بيننا خلال الحوار :

المكتبة الكونية : اهلا وسهلا بك استاذه إيمان، ونبدأ في السؤال الاول، في مقدمة الكتاب تقول إيمان ملال ان هذا الكتاب » يترجم جنوني الى حروف  » فأي جنون ترجمته أيمان في هذه الجملة ؟

إيمان ملال : مع رحلتي مع الفلسفة، وتحديداً قبل خمس سنوات، أُثارتني مؤلفات نيتشه بالدرجة الأولى، وبدأت أميل شيئا فشيئاً إلى الجنون النيتشوي. لكن ما معنى هذا؟
شخصياً أشعر أحياناً أنني وصلت لقمّة الجنون بما هو رفض للواقع و »هروب إبداعي » – كي لا يؤخذ بالمعنى السلبي للهروب- نحوَ عالمٍ آخر، عالم الروايات والأحلام والأفكار المخالفة لسحر العادة.
جنوني بدأ معَ الفلسفة، وتحديداً حين فهمت أن الفلسفة هي وسيلة لتغيير شيء ما في العالم، وتتحكم في مدى عمق نظرتنا إليه، فتحطم قيود العادة والتقليد وترفع من مستوى تفكير الفرد لدرجات قد تصل لإصابته بما لا أجد عبارة للتعبير عنه سوى  » الهوس المعرفي « . خلاصة الأمر انه جنون معرفي إذن، ممزوج بنكهة العشق، عشق للمعرفة وعشق للآنا الآخر.

المكتبة الكونية: تكمل ايمان ملال بعد ذلك لتقول  » ويقدم اليكم شيئاً من روحي نفضت عنها الغبار ثم أيقظتها لتكون »، السؤال هو هنا اي غبار قد يحيط بالانسان ؟ ومن اين يأتيه ؟. هل نحن خلقنا مع غبار على انفسنا ام ماذا؟

إيمان ملال : كتبت تلك المحاولة  » نقوش على جسد الحرية  » في مارس 2011، ولأني أؤمن بالتغيير الذي يتم على مستوى الفكر مع الوقت، خصوصاً أنني لا أزال في منعطف سيحدد مسار المرحلة القادمة، فيمكن القول إذن إنه كان مؤلّفاً مرحلياً..
وبخصوص مسألة غبار الروح، كنت أرى آنذاك أن روحي تشبه الطائر الأسطوري العنقاء «  » الذي يبعث من الرماد فتدبّ الحياة فيه من جديد.
هذا يفسرّ العبارة نوعاً ما، محاولة كتابة تلك النقوش كانت بمثابة خروج عن المألوف في حياتي الشخصية، وبالتالي تنظيف الروح والعقل من بقايا الروتين القاتل، وإحياؤها من جديد عبر الكتابة، ولطالما كنت أقول إنني لا أكتب لشيء سوى لأكون. وهكذا كنتُ.

المكتبة الكونية: « يقول الناس ان يداً واحده لاتصفق قل انت سأصفق بلا يدين « .عبارة تحمل في طياتها دلالات عديده ورموز كثيره .. فهل لنا ان نعرف المقصود بها؟

إيمان ملال : أعرف أن الواقع مرير والظروف قاسية، لكن هذا دافع جديد وقوي للتحدي وليس ذريعة للإستسلام. هذه هي فلسفتي في صناعة القوة من الضّعف. وهذه هي الدلالة الوحيدة التي تحملها عبارتي، لأن الكتابة بالنسبة لي كانت محاولة للتصفيق بلا يدين، وجاءت كَـردّ على من يقومون بتعجيزنا كشباب طموح والقول إنه لا يمكننا أن نفعل شيئا يذكر، بذريعة أن اليد الواحدة لا تصفق! أنا اخترت التحدي.. وسأختاره دوماً.. ولذلك حتى ولو لم تملك الوسائل ( اليدين ) فإنك حتما تستطيع التصفيق.. بل والتحليق أيضاً بلا جناحين.

المكتبة الكونية : ( أننا لن نحصل على المعرفة الا بمقدار مانملك من العشق والمحبة وان معرفتنا هي تمثل العشق نفسه وصورته وكذا يسموه عديمو الاحساس و الانتباه الى الماضي هو بالنسبه لحبنا في المستقبل . الحب الذي هو المبدأ الاتي و واهب الحياة), تستندين هنا الى فلسفات تصوفيه عميقه فهي تربط الحب بالمعرفه والعشق , فأي نوع من المعرفه قد تتكون لنا من العشق ؟

إيمان ملال : قبل كتابتي لذلك النّقش كنت قد تأثرت ببعض الكتابات في الفلسفة العرفانية، ووجدت شيئا مما أبحث عنه. ولكني قمت بتحوير المعنى لصالح فلسفتي الخاصة. هذا معناه بكل وضوح أن العشق طريق نحوَ اكتساب معارف جديدة، وحين أقول العشق فلا أقصد بالضرورة تلك الحالة العاطفية التي تستلزم وجود شخص إلى جانبي، بل أعني بها أيضا « عشق المعرفة » .. تصوّر لو أن أينشتاين مثلاً لم يكن يعشق الفيزياء؟ هل كان سيصل للنسبية الخاصة والعامة ويشتهر أيضاً؟ لا أظن..
ّكل مبدعي العالم عشّاق .. عشّاق للإبداع والـمعرفة.

المكتبة الكونية: يجب أن نكون شجعان بما يكفي لندخل ساحه الحب وان نستعد لدخوله مثلما نستعد لساحه الحرب » الكلام خطير جدا هنا يا استاذه ايمان فانت تصورين الحب بساحه حرب تحتاج الى نفس الاستعدادات,لماذا أو ماهذه هذه الطبيعة النزاعية التي تفترضينها في الحب؟

إيمان ملال: الحبّ حرب سقطت منها « الرّاء » :) .. لطالما رأيت بعقلي الباطني علاقة وطيدة بين الحرب والحبّ، فأن تحبّ معناه أن تخوض حرباً ضدّ الواقع، ضد المجتمع، ضد القانون .. بعبارة شاملة : ضد كل أشكال السلطة.
الحبّ إذن تمرّد .. وَ يجب أن تدخل ساحته وأنت تلبس قميصا مضاداً للصدمات أيضاً.. فكما أن الحب مصدر قوة قد ينهار فجأة ويحطمك بسلاحك نفسه.. بكلماتك!

المكتبة الكونية: ذكرت في النقش الاول(الفصل الاول) عن الاقنعه, وجعلت من اسقاطها عمليه قتال وتخطيط متمرس, الا تعتقدين اننا قد نضطر احيانا لارتداء الاقنعه بشكل وبأخر؟

إيمان ملال : هناكَ مقوله لأحدهم – لا يحضرني الإسم الآن – تقول ما معناه إن البشر لا يتحدثون بكل عفوية وصدق إلا إذا ارتدوا الأقنعة.. أعط أحدهم قناعاً وسيعترف لك بكل شيء ! من هنا يبدو أن ارتداء الأقنعة نتيجة للخوف..
وهناك فعلاً خوف متجذر في الشخصية العربية خصوصاً، ولو استطاعت بعض الشعوب التخلص منه مؤخّراً، إلا أنه يبقى صبغة لدى البعض الآخر ..
أن ترتدي القناع هو أمر يحقّ لك ! لكن إسقاطه هو أيضاً مهمة مشروعة للآخر الذي تواجهه به .. نحن نريد مجتمعاً يعمه الصدق والحبّ والسلام.. وجود الأقنعة لن يخدم أحداً.

المكتبة الكونية: في نهاية النقش الثاني , ذكرت  » اننا لن نكون بحاجه لشيء أننا ونحن معا نشعر بأن العالم كله يقف في صفنا, الوحدة والحزن لم تعد تحتل مرتبه تذكر في قاموسنا » كيف الوصول الى هذا المدار ؟هل تنادين بفكر تأملي مثلا؟..
إيمان ملال : تلكَ كانت حالة حبّ بدَت للوهلة الأولى مثالية لكن بعدهاَ سقطَ عنها ما سقطَ من أقنعة. أن تكون معَ من يمثل بالنسبة إليك « العالم » هوَ أمر جميل جدّا.. ولو أنه ليس تواجداً في المكان المشترك، ولكنه تواجد في الزمان يمكننا تحقيق السلام النفسي والعاطفي من خلاله وذلك بالغوص في الحلم.. الخيال ..
مسألة الفكر التأملي قد يكون لها دخل هنا، أن تتأمل وجودك في عالمٍ آخر ممكن رفقة نفسك الأخرى .. هذا هو ما تم استهدافه في تلك العبارة.

المكتبة الكونية: ذكرت « صحيح جدا انه ما ان اختلى رجل بأمرأة الا وكان الشيطان ثالثهما
لكن نحن , كان الله ثالثنا بلا منازع » هل الفناء في ذات المحبوب وانمحاق ربوبية الانا يحدث في تلك اللحظات ؟..
وياترى اين حلقت بك هذه التراتيل العشقية في هذه اللحظة وانت في هذه الحضرة؟.

إيمان ملال : الخلوة بين الرجل والمرأة في عرف مجتمعاتنا تعني أن هناكَ أمراً محرّماً دينياً على وشك النّمو! يؤسفني النظر للأمور من هذه الزاوية فعلاً..
أن تكون هناكَ علاقة حبّ مبنية على أساس الثقافة أمر لا يفهمه المجتمع! وله الحقّ .. لأن هناكَ مالانهاية له من الجرائم اليومية التي ترتكتب باسم الحبّ ! .. وهذا ما حاولت التلميح إليه هناكَ.. بخصوص التحليق في تلك اللحظات .. لا أذكر فعلاً، لأن ذاكرة النسيان أصبحت قوية جدّا عندي.
كل ما أعرفه أني كنت في عالم رائع بنيته بالكلمات الصحيحة لكن معَ الكائن الخطأ!

المكتبة الكونية: في النقش الثالث ذكرت الانتصار على الشيطان والشرور في داخل نفس الانسان …. هل الترياق الحب مثلا ام ماذا؟

إيمان ملال : كنت قد قرأت رواية » الخبز الحافي  » للروائي المغربي الثائر والمتمرد  » محمد شكري « ، والذي قال في مشهد وقوفه عندَ قبر أخيه الذي قتله والده صغيراً :  » لقد فاتني ان أكون ملاكاً  » .. أثارتني حينها هذه العبارة، وقلت بعفوية تامة : إن فاتك ان تكون ملاكاً، فحاول على الأقل أن تقتل الشيطان الذي بداخلك، وتمثّل بجثته! هكذا تصفو نفسك وتسمو روحك.
أما عن سؤال الكيفية فكما ذكرتم، ليس كل حبّ قادراً على جعل الفرد يتجاوز الرغبات الغريزية.. لكن من الحبّ ما يجعلنا نسمو ونرتقي. وهذا بنظري ما يدفع البعض لاعتناق التصوف … كي يقوم بتفريغ طاقة الحب في العشق الإلهي الذي يسمو به على دناءة الحياة.

المكتبة الكونية: في النقش العاشر , تناولت مشكلة الثقافة العربية وأنتقدت ذلك الانحطاط الثقافي المعاش, لكن الا تعتقدين ان هناك مفارقه مهمه في الموضوع وهي ان الثقافة سلعه ولكل سلعه هناك عرض وطلب, فلماذا لا يوجد طلب لتلك السلعه في عالمنا العربي ؟.

إيمان ملال : أنا ضدّ اعتبار الثقافة – أو المعرفة عموماً – سلعة يتم تسويقها وإنتاجها داخل مصانع، لأن هذا يُفقدها كل معنى ويقتل روحها.
قد تبدو وجهة نظري طوباوية للبعض، لكني أتحدث عمّا يجب أن يكون.
أن تخضع الثقافة للعرض والطلب كالخبز والبطاطس هي فكرة ضد الثقافة، وستقضي على ما تبقى منها قريباً !
مشكلة الثقافة العربية أن البعض يقوم ببيعها للربح، وهذه هي التجارة بعينها. فـما الذي ننتظره من كاتب يكتب ليجني المال وحسب؟ في ظل غياب القناعة والإيمان بالرسالة ؟ الثقافة مبدأ .. الثقافة إيمان!
وشخصيا، إن كنت أملك يوما إمكانيات نشر كتابٍ بالمجان لفعلت بلا تردد.. لأني أعرف أن ثمن وصول الأفكار أغلى من بضعة دراهم.

المكتبة الكونية: الا تعتقدين ان طوباويه وتعالي المثقفين وانحصارهم في مجتمع النخبه هو احدى مسببات انحسار الجمهور الثقافي العربي؟ .

إيمان ملال : في العالم العربي هناكَ واقع يحب على الجميع الوعي به : المثقف في هذه البلاد السعيدة إن عبّر عن رفضه للسلطة والواقع يتم الزّج به في الزنزانة مع الأشغال الشاقة. وإن هو سار مع الرّكب وساند السلطة يتم وصفه من طرف جمهوره بأنه نظامي تابع للسلطان ومتملق. وإن هوَ وجد الحل الأوحد هو العزلة والإحتفاظ بأفكاره لنفسه تمّ اعتباره جبانا ويعيش في برج عاجي بعيداً عن هموم الشعب! المثقف إذن في كل الحالات هو الضحية!
انحسار الجمهور الثقافي العربي لا يمكن تبريره بفكرة النخبوية رغم أن الخطابات الثقافية النخبوية تعتمد لغة لا يفهمها الجميع إلا أنها هذا عامل ثانوي وحسب.. على المجتمع أن يختار إما أن يكون أو لا يكون.. وليس المثقف مسؤولاً عن رغبة المجتمع في البقاء في القاع.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *