Home»International»ما نهيق الراي بفن ولا يستحق أن يغضب من أجله الأكياس العقلاء

ما نهيق الراي بفن ولا يستحق أن يغضب من أجله الأكياس العقلاء

0
Shares
PinterestGoogle+

   ما نهيق الراي بفن ولا يستحق أن يغضب  من أجله الأكياس العقلاء

 

محمد شركي

 

 كل  صيف تبتلى مدينة زيري بن عطية بآفة نهيق الراي الذي نفخ فيه بعض عديمي  الأذواق  ، وبعض المرتزقة  فصيروه فنا يحسب على الفنون  رغم أنفه ، وما هو بفن ،بل هو أقرب ما يكون من العفن .وفيما يلي بيان ذلك . فالفن مصدر فعل  فن يفن ـ بضم الفاء ـ  الشيء إذا زينه.  والفن جمع فنون  وأفنان وجمع جموعه الأفانين  ، ويطلق على الضرب  والنوع . ويطلق الفن الجميل على ما كان موضوعه تمثيل الجمال كالموسيقى والشعر والتصوير والرقص. وقد يطلق عليه الفن اللذيذ وهو الذي يسبب لذة عند مزاولته كالغناء والرقص والموسيقى وركوب الخيل . والفن الجميل عند أهل الاختصاص هو:  » تطبيق الفنان معارفه على ما يتناوله من صور الطبيعة فيرتفع به إلى مثل أعلى تحقيقا لفكرة أو عاطفة يقصد بها التعبير عن الجمال الأكمل تلذيذا للعقل والقلب  » . وعندما نعرض نهيق الراي على هذا التعريف  لا نجد له به صلة البتة. فما  لناهق الراي من معارف يطبقها على صور الطبيعة ، ولا هو يرتفع إلى مثل أعلى تحقيقا لفكرة أو عاطفة  يقصد بها التعبير عن الجمال الأكمل الذي يتلذذ به العقل أو القلب ، بل هو انحدار نحو مثل سيء من سوء الخلق تحقيقا لفكرة العربدة  ليس غير ، ذلك أن هذا النهيق  إنما نشأ في الحانات والخمارات ، والماخورات ، وكل كلامه ـ إن صح أن نسميه كلاما لأن الكلام لفظ مفيد ، ولا فائدة في الراي ،لأنه لا يجاوز وصف  مغامرات السكر ومغامرات الجنس . وقد نجد لهذا النهيق صلة بالفن ، ولكن ليس بمعنى الفن الجميل، لأن من دلالات هذه المادة اللغوية أيضا الخلط حيث يقال  في العربية :  » فن رأيه  » إذا لونه فلم يثيت على رأي واحد . وأظن أن الذي يسمى نهيق الراي فنا يقصد هذا الخلط . وعندما استعملت لفظة نهيق الراي لم أقصد فقط  نفي صفة الفن الجميل عنه ،بل قصدت ما يوجد في لغتنا العربية الجميلة من معان أخرى حيث يقال :  » افتن الحمار بأتنه  » إذا أخذ في طردها وسوقها يمينا وشمالا وعلى استقامة  وعلى غير استقامة  »  وما أظن ناهق الراي إلا فاعلا بجمهوره ما يفعله الحمار بأتنه حيث يسوقهم يمينا وشمالا وعلى غير استقامة بنهيق لا يجاوز شهوتي البطن والفرج . وليس من قبيل الصدف أن يسمى الحمار الوحشي عند العرب فنانا  لفنونه في العدو . والفنان هو الذي يأتي بعجائب الأمور وهو أيضا المفن ـ بكسر الميم ـ  ومن عجائب ناهق الراي أنه  يفقد آدميته لصالح بهيميته . وحقيقة نهيق الراي  أن  المفن الأول له   ندب  وبكى رأيه  بعدما ضيع عمره في معاقرة الخمر ، والعربدة ، وظل ينهق قائلا : « يا رايي يا رايي »  ومع مرور الزمن  وانحدار القيم وترديها ، وانعدام الأذواق  صار نهيق الراي فنا في غفلة من الزمان، وصار له جمهور طويل عريض من  الرعاع والسوقة . واستغل بعض المحسوبين على فئة المثقفين ولع هذا الرعاع والسوقة بنهيق الراي،  فجعلوا له مهرجانا سنويا  يجلب كل سفيه وغر كل همه أن يشبع غرائزه ولا تعنيه لذة عقل أو قلب تروم الجمال الأكمل والمثل الأعلى .  فإذا كان الحمار يفتن بأتنه فإنه يصح  في ناهق الراي قول المثل :  » بال حمار فاستبال أحمرة  » . ومن أراد أن يتأكد من أن الفن الجميل يتبرأ  من نهيق الراي  كل البراء ، فعليه أن  يرصد  نوع جمهوره من الرعاع والسوقة  الذي يحج إليه من كل أوكار  الرذيلة  في الجهة . فهو جمهور يعكس سلوكه الهمجية  بشكل واضح ، ومعظمه يحضر نهيق الراي وهو مخمور ، وهو يتفنن  في أساليب التحرش الجنسي . ولا تكاد الأنثى تمر به سواء كانت من  غانيات  نهيق الراي أم كانت من غيرها إلا وتحرش بها على طريقة الحمر المستنفرة في الاسطبلات الموجودة في أسواق القرى والأرياف . فجمهور نهيق الراي لا يعنيه إلا ما بين فخذيه ،لأن نهيق الراي لا يتناول إلا ذلك . وأخيرا أختم بأن نهيق الراي ليس فنا بالمعنى المنسحب  على الفنون الجميلة المهذبة للسلوك البشري، بل هو فن  بمعنى الخلط  وبمعنى عدم الثبات.  ومن أراد أن يتأكد من ذلك فعليه أن يعاين عربة يجرها حمار ، وفوقها آلة  تسجيل تصدح  وبصوت مزعج بنهيق الراي  في الشوارع والطرقات ويركبها شباب  ضائع من السوقة والرعاع يعربد ، ويتحرش بكل أنثى يمر بها ، فأية مثل عليا نسجها نهيق الراي في مثل هؤلاء ؟ أو عليه أن ينتبه إلى ضوء أحمر حيث تقف بعض سيارات الرعاع والسوقة وأبواقها تزعق بنهيق الراي ، والويل للمارة من الإناث من أصحاب هذه السيارات ، أو عليه أن  يعاين شبابا ضائعا وهو يحمل هاتفه الخلوي الصادح بنهيق الراي  في الشوارع  وخلال ساعة متأخرة من الليل ، ولسان حال كل هذه الأصناف من جمهور الراي :  » ها نحن موجودون ، فيا هل ترى لا يرانا غيرنا  » . وبعد كل هذا هل يصح أن يغضب العقلاء والأكياس  إن لم يستقبلهم مهرجان نهيق أو عفن الراي  ؟

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

3 Comments

  1. yacoubi
    14/07/2012 at 12:13

    لماذا كان هذا المهرجان يلقى مديحا من طرف بعض الصحفيين عندما كانوا يستفيدون من ليالي البدخ في هذا المهرجان المفروض على مدينة وجدة و الأن بعد ان لقوا التهميش عادوا الى الصواب………………..

  2. كريم
    14/07/2012 at 12:14

    ليت الشباب يعود يوما فاخبره بما فعله في الشيب

  3. bouabdallaoui.
    14/07/2012 at 15:24

    je n’ai pas tout lu, mais je suis complètement d’accord avec vous.
    al maskh.

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *