أعلنت وزارة التربية الوطنية ,أن نتائج النجاح في الدورة الأولى للباكالوريا بلغت نسبة 48,96 في المائة , بمجموع 163506 تلميذ وتلميذة.وأن مجموع المسموح لهم باجتياز الدورة الإستدراكية بلغ 164271 تلميذ وتلميذة,أي بنسبة تفوق 49 في المائة. مما يعني وعلى ضوء هذه المعلومات والمعطيات الرسمية, بأن 48,96 في المائة تحصلوا على معدل يفوق 10 /20 , وأن حوالي 49 في المائة تحصلوا على معدل يفوق 7/20.أي وبشكل أوضح أن نسبة 97 في المائة من تلاميذ السنة النهائية قد استوعبوا الدروس وكانوا قاب قوسين أو أدنى من النجاح.

    على ضوء هذه المعطيات يمكن الخروج بالخلاصات التالية:

 – لو افترضنا أن معدل كل قسم هو 45 تلميذ ,فهذا يعني أن عدد التلاميذ الضعاف جدا هو اثنان,والتلاميذ القريبون من المعدل 22 تلميذا ,والمتفوقون 21 تلميذا.فهنيئا لنا ,وألف ألف مبروك لنا

-ولو افترضنا معدل قسم آخر هو 30 تلميذا وتلميذة, فإن تلميذ واحد ضعيف جدا , وأن 15 تلميذ ا قريبون من المعدل,وأن 14 تلميذا  وتلميذة متفوقون.

   إذن يمكن القول أن النتائج رائعة والتعليم بخير, والنتائج تؤكد ذلك. تمنيت لو أن تحليلي منطلق من واقع حقيقي, ومن مستوى واقعي. وتمنيت لو أن هذه النتائج تعكس سنة من المثابرة والجد والمسئولية والتحصيل . وتمنيت لو حصل كذا وجنينا كذا…لكن الحقيقة غير كذا ولا كذا.

   تعليمنا سيء ,ومستوى تلامذتنا متدني ,ومعدل الجدية داخل الأقسام الدراسية لا يتعدى 5 في المائة بالنسبة للأقسام الأدبية, وبين 20 و30 في المائة داخل الأقسام العلمية ,مع استثناء لأقسام الشعب الرياضية والتي يلجها خيرة التلاميذ .ومع ذلك نسمع بهذه النتائج… ولكم يا أخواني القراء ودون احباط ولا تقليل للعزائم بالملاحظات التالية:

   1- لو زرت مؤسسات تعليمية خلال السنة الدراسية للاحظت فرقا شاسعا بين هاته المؤسسة وتلك من حيث نقط المراقبة المستمرة وطريقة مسكها وعدد فروضها والفروق بين أقسامها, بل وبين تلامذتها.ولا داعي للدخول في التفاصيل. حتى أنك تجد أكثر من 95 في المائة قد تحصلوا على المعدل في المراقبة المستمرة للشعب الأدبية. فهل هذا صحيح؟؟؟؟؟؟,وتجد مؤسسة أخرى في نفس المدينة ونفس الظروف بمعدلات اقل بكثير……

  2- بعض مؤسسات التعليم الخاص تمنح نقطا خيالية للمراقبة المستمرة بعيدة كل البعد عن حقيقة المستويات.

 3- تلاميذ يتلقون دعما مأجورا عند أستاذ مادتهم , ويتحصلون على نقط خيالية.

 4- ظروف اجتياز الامتحان تختلف من نيابة لأخرى,ومن مؤسسة لأخرى,بل أحيانا من فقسم لآخر. مما يوفر لتلاميذ التحصل على نقط خيالية لظروف ما ,ويحرم تلاميذ من المنافسة معهم لظروف مغايرة . هنا تشدد الحراسة ,وهناك تصل الحراسة الى درجة حراسة التلاميذ للنقل بكل أنواعه البشعة بعيدا عن مراقبة مفاجئة,الى درجة توصل بعض التلاميذ بأجوبة جاهزة,وأقسام معدة خصيصا للنقل الجماعي ,والسيناريو لا ينتهي……

    صدقوني,والله من كل قلبي أتمنى النجاح لكل أبنائنا والفلاح لمجتمعنا ,والتفوق لتعليمنا.لكنني لا أتفق مع عدم تكافؤ الفرص,ومع عدم المساواة بين أبناء المجتمع في الحظوظ والفرص