Home»National»نتائج الانتخابات التشريعية في الجزائر في حالة شرود أو عبارة عن لحن ناشز في منطقة المغرب العربي

نتائج الانتخابات التشريعية في الجزائر في حالة شرود أو عبارة عن لحن ناشز في منطقة المغرب العربي

0
Shares
PinterestGoogle+

نتائج الانتخابات التشريعية في الجزائر في حالة شرود أو عبارة عن لحن ناشز في منطقة المغرب العربي

 

محمد شركي

 

لا يمكن للعقل أن يصدق نتائج الانتخابات التشريعية المطبوخة في الجزائر، ذلك أن هذا البلد كان هو السباق إلى الثورة ضد فساد أحزاب ما بعد الاستقلال التي دأبت على الارتزاق بإرث  مكتسبات الثورة ضد الاحتلال الغربي . والجميع يذكر أن فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ في الانتخابات التشريعية الماضية التي ألغاها قادة الجيش المستبدين بالسلطة كان بسبب طغيان وتسلط حزب جبهة التحرير. ولا يعقل بعد أن تحذو دول منطقة المغرب العربي  وحتى مصر  في الربيع العربي حذو الجزائر التي كانت سباقة  في خيار تدبير أحزاب إسلامية لشؤون البلاد أن تتأخر الجزائر عن ذلك . إن الذين طبخوا نتائج الانتخابات التشريعية في الجزائر لم يفكروا في قواعد اللعبة ، ولم ينتبهوا إلى حالة الشرود التي وقعوا فيها  ، وإلى حالة نشاز لحنهم داخل مجموعة العزف في منطقة  المغرب العربي. فمع أن البرلمان الجزائري يعد ضمن البرلمانات الصورية في العالم ، فإن نتائج الانتخابات  تثير السخرية  ذلك أن الشعب الجزائري يمقت حزب جبهة التحرير إلى درجة الكراهية السوداء بفعل استبداده المقيت  باستثناء المستفيدين من ريع  هذا الحزب المرتزق بإنجازات زمن المقاومة ضد المحتل الفرنسي. فالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية  في الجزائر أكثر سوءا من الوضع السياسي المتمثل في استبداد مجموعة من جنرالات الجيش الذين تدعمهم فرنسا من أجل تأمين جنوب البحر الأبيض المتوسط ، ومن أجل الاستفادة من ثروات البترول والغاز . وهؤلاء الجنرالات يتخذون من حزب جبهة التحرير غطاء إيديولوجيا لتبرير استبدادهم بالسلطة. ولقد كانت محاولة تغيير قناع هذا الحزب بقناع  آخر فرخ حزب جبهة تحرير جديد في نسخة مسخ من أجل الالتفاف على سخط ونقمة الشعب . وفي الانتخابات التشريعية الأخيرة التحم القناعان  وهما أصلا وجهان لعملة واحدة من أجل سحب البساط من تحت أقدام الأحزاب الإسلامية وهذه المرة عن طريق لعبة قمار صناديق الاقتراع بعد أن  كان سحب البساط في السابق عن طريق القوة العسكرية . وهنا تصدق مقولة  الرئيس الدمية في يد جنرالات فرنسا ن وهو بطبع الحال متورط معهم في اللعبة :  » حميدة المان وحميدة الرشام وحميدة مول القهوة  » . ومن الواضح أن فرنسا والغرب سيسكت عن هذه النتيجة،لأنها في صالحهما مادامت الانتخابات التشريعية في أقطار المغرب العربي  في الربيع العربي قد أفرزت الأطياف الإسلامية  في الواجهة السياسية . ومن أجل منع قيام مشروع اتحاد المغرب العربي  المعطل منذ عقود لا بد من  منع بروز طيف إسلامي في الجزائر، بل لا بد من  دعم طيف يعادي  هذا الطيف الإسلامي ، ولا يوجد أفضل من حزب جبهة التحرير بنسختيه أو بقناعيه ، لأنه الحزب الذي استطاع خلق المبرر المانع لاتحاد المغرب العربي ، وهو اختلاق الجمهورية الصحراوية الوهمية في منطقة تندوف ، علما بأن هذه المناورة المكشوفة إنما الغرض من ورائها خلق جو العداء الدائم الذي يبرر استحالة تحقيق مشروع اتحاد المغرب العربي. ففرنسا والغرب ليس من مصلحتهما تحقيق هذا الاتحاد الذي سيقلق الاتحاد الأوروبي ، وهو اتحاد ينفرد بكل قطر مغاربي على حدة لامتصاص دمائه ، ومنعه من كل تطور اقتصادي  واجتماعي . ومعلوم أن قيام مغرب عربي موحدة سيكون قوة اقتصادية وسياسية وعسكرية ليست في صالح الغرب وتحديدا دول شمال البحر الأبيض المتوسط ، ودولة الكيان الصهيوني المختلقة في  قلب منطقة الشرق الأوسط ، لهذا لا بد أن يدفع الغرب في اتجاه منع قيام اتحاد المغرب العربي  عن طريق دعم جنرالات الجيش المستبدين بالسلطة والمتصرفين في  ثروات البلاد  في الجزائر. ومن المعلوم أن الغرب يراهن على ورقة ما يسمى الإرهاب من أجل تورطه في منطقة المغرب العربي. فما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي هو الشماعة أو الفزاعة التي يعتمدها الغرب لتبرير صمته وسكوته عن استبداد جنرالات فرنسا في الجزائر. فما دام هذا التنظيم المزعوم في المنطقة ، فإن ذلك يعني ضرورة استمرار الاستبداد العسكري في الجزائر. ولقد بات مكشوفا أن ما حدث في دولة مالي هو عبارة عن لعبة مخابراتية غربية جزائرية  مكشوفة واضح تورط جنرالات فرنسا الجزائريين فيها  من أجل إقناع الرأي العام العالمي بوجود خطر تنظيم القاعدة في الصحراء الكبرى . ومن المضحك أن يتدخل النيتو من أجل وضع حد لنظام العقيد القذافي في غضون شهور قليلة ، وفي المقابل يعجز عن التدخل لوضع حد  لما حدث في مالي سواء الانقلاب المدبر أو الانفصال المدبر . ومن المعلوم أن ما حدث في العالم  من أحداث ذات علاقة بما  يسمى الإرهاب إنما كان بسبب المفاجأة التي خلقها فوز حزب الجبهة الإسلامية للإنقاذ ، وهو فوز قلب الموازين  في العالم العربي  ،وجعل الغرب يفكر في التخطيط لمنع  عودة الإسلام إلى الساحة العالمية ، وكان من مصلحة هذا الغرب أن تظهر التنظيمات الإسلامية المراهنة على العنف عوض تلك التي تسلك مسلك صناديق الاقتراع  وتخوض لعبة الديمقراطية ، لأن التنظيمات المراهنة على  العنف تخدم مصالح الغرب الذي يرتزق بما يسمى الإرهاب لتنفيذ مخططاته التوسعية العسكرية والاقتصادية والسياسية . ولقد بات موقف الغرب المشيد بالتجربة الانتخابية الهزلية في الجزائر  مثيرا للسخرية ، ومكشوفا ، وهو الغرب الذي يصك الآذان بالدفاع عن الديمقراطية والشفافية . فالديمقراطية التي يعترف بها الغرب هي فقط تلك التي تفرز الأطياف السياسية التي تخدم مصالحه. وأخيرا بدا المشهد الانتخابي في منطقة المغرب العربي  كحال مجموعة من قراء القرآن الكريم جماعة ووسطهم عازف  جزائري يعزف على مزماره  ، ويزعم أنه يشاركهم في تلاوتهم .  ولما كان جنرالات فرنسا لا ماء في وجهوهم يمنعهم من الحياء ،فإنهم لا يهتمون  بالسخرية التي أثارتها نتائج انتخاباتهم التشريعية الهزلية التي لم يعرف العالم مثلها . وكان الله في عون الشعب الجزائري الذي أنهكه الاحتلال الفرنسي ، وزاده جنرالات فرنسا رهقا. ولعل الأزمة إذا ما اشتدت تنفرج ،ولله الأمر من قبل ومن بعد .

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *