Home»National»ما أشبه حكاية مقلدي الصليبيين في أعيادهم بحكاية الحمار والعجول

ما أشبه حكاية مقلدي الصليبيين في أعيادهم بحكاية الحمار والعجول

0
Shares
PinterestGoogle+

 

ما أشبه حكاية مقلدي الصليبيين في أعيادهم بحكاية الحمار والعجول

 

محمد شركي

 

ما أتفه الذين يقلدون الصليبيين في أعيادهم ، وهم لهم منكرون ، أو منهم ساخرون.

 ففي مطلع كل  سنة ميلادية جديدة  تتكرر مظاهر مثيرة للسخرية  والضحك بين المسلمين المنسلخين من هويتهم  كانسلاخ الثعابين من جلودها ، حيث يجدون ، ويتعبون في تقليد الصليبيين في الاحتفال بأعيادهم، التي تعكس هويتهم الدينية المناقضة لهوية المسلمين قلبا وقالبا. ففي حين تقوم عقيدة المسلمين على التوحيد المحض ، تقوم عقيدة الصليبيين على التثليث ، وشتان بين التوحيد المحض ، وبين التثليث  المشبوه ، الذي لا غبار على شبهته  مهما حاول أصحابه  تأويل الثالوث تأويلا متعسفا ليجعلوا منه توحيدا متعسفا وغريبا لا يقبله عقل سليم . وما أشبه حكاية الذين يقلدون الصليبين في أعيادهم  خلال رأس السنة الميلادية بحكاية الحمار والعجول . يحكى أن قرويا في جنوب المغرب  قصد سوقا أسبوعية للتسوق ، فابتاع عجولا ، كما ملأ ظهر حماره بما يحتاجه خلال الأسبوع من طعام وشراب  ، وكان الوقت أواخر فصل الربيع ، فساق عجوله ، وحماره ،وسار خلف العجول ، ولما اشتدت حرارة الشمس أصيبت العجول بما يعرف  » بالتيكوك  » فعدت ، فقلدها الحمار، وألقى حمولته ، وعدا خلفها ، فاضطر القروي إلى حمل ما كان يحمله  حماره ، وسار طويلا قبل أن يجد العجول باركة بالقرب من ماء ، وفي ظل شجر تجتر بعدما تخلصت من  » تيكوكها  » ، والحمار بارك أيضا بجوارها ، وهو لا يجيد الاجترار، فتخلص القروي من حمله ، وأخذ نفسا ثم أمسك بأذني الحمار ، وعضه من أنفه غاضبا وقائلا :  » إذا كان عذر هؤلاء السادة العجول أبناء البقرة هو  » التيكوك  » فما هو  بال أمك الأتان يا حمار حتى تعدو خلفهم ؟  »  ونحن نقول للذين يتعبون أنفسهم من أجل  مظاهر الاحتفال على طريقة الصليبيين ما قاله القروي لحماره : إذا كان عذر السادة الصليبيين أبناء الصليب هو عقيدتهم الثالوثية  ، فما  بال أبيكم الهلال حتى تدخلوا خلفهم جحر الضب ، وقد حذركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن  تحذوا حذوهم شبرا بشبر حتى لو دخلوا هذا الجحر دخلتموه وراءهم ، وهو أنتن جحر بسبب بول الضب . ما بالكم يستطيبون بول الضب  داخل جحره المنتن الذي دخله الصليبيون  بحكم عقيدتهم ، ودخلتموه وراءهم  دون مبرر أو عذر ، ولا ناقة لكم فيه لا جمل ؟  ويبدو منظر المقلدين مثيرا للسخرية ، وهم  يحرصون أكثر من الصليبيين على توفير الشجرة المضيئة ، والكعكة ، والديك الرومي ، والسمك المعلوم ، وعصير العنب الذي يذهب بالعقول ، والرقص ، والمجون ، والهدايا التي من الضروري أن يحملها القزم الذي يدخل البيوت من مداخنها ، لا من أبوابها ،  ولا يكون  في الغالب  هذا القزم عندنا سوى ضحية من شباب  البطالة الذي يسخر منه ، و يسخره تاجر محتال ، وانتهازي يغتنم فرص مواسم الصليبيين لتسويق بضاعته للمقلدين . ويتهافت المقلدون التافهون مع صغارهم على التقاط الصور إلى جانب الرجل القزم  المسخ عندنا ، وهم يعتقدون في أنفسهم أنهم قد أصابوا الحضارة في محزها ، ومقتلها . إن هذا الصنف من البشر قد أصيب بداء التقليد الأعمي ، فهو لا يعي حالته المرضية لأنه منبهر بكل ما يأتي من بلاد الصلبان. وتساهم وسائل الإعلام البليدة عندنا في تسويق مظاهر الاحتفال بأعياد الصليبيين ، الشيء الذي يزيد من غفلة المقلدين ، ويمعنون في ذلك أيما إمعان . وكثيرا ما دخلت الفصول الدراسية للمراقبة ،فسألت المتعلمين عن تقويمنا الهجري ، وهو الذي لا يثبت غالبا على اللوح ، فاندهشت لجهلهم الفظيع  بهذا التقويم يوما وشهرا ، وأحيانا حتى سنة ،لأنهم سلخوا من هويتهم ، فلم يعد في وجدانهم التقويم الهجري الذي يمر سنويا في صمت. إنه أثر رائحة جحر الضب التي ورط فيها الآباء الأبناء ، فأفقدتهم رائحة الهوية الزكية. والمحزن أن كل مظاهر الهوية قد غابت عندنا ، فحتى طريقة الكلام ، والحركات ،  والسكنات ،وأساليب اللباس عند أبنائنا ، وبناتنا  قد صارت بنكهة رائحة جحر الضب  ، وهي تفوح برائحته  المنتنة عاكسة خلاعة ليست من مقوماتنا. والأشد حزنا وأسفا أن أبناءنا يقبلون على هذه الأمور ، وفي اعتقادهم الراسخ أنهم يشدون على ناصية الحضارة ، ويسوقونها سوقا ، دون الشعور أنهم  يشدون على ذيلها ، ولا توجد خلف الذيل سوى الزبالة  والرائحة المنتنة. وما أشبه   » تيكوك  » أبنائنا  وبناتنا ، وهم يقلدون حرفيا وبطرقة عمياء أبناء الصليبيين وأبناء حفدة القردة والخنازير  » بتيكوك  » حمار القروي الذي قلد  » تيكوك العجول ، في حين عجز عن تقليد اجترارهم ، واكتساب أصواتهم ، و قرونهم ، وجلدوهم ، ولحومهم ، وألبان أمهاتهم  ،وما يتمخض عنها من زبدة …..، لأنه لا يجيد إلا النهيق ، ولا يؤكل لحمه ، ولا يلبس جلده ، وإنما يحمل الأوزار ، وعليه وزر الرافضة إلى يوم القيامة ،لأنه علمهم ضرب صدورهم في مناحاتهم وندبهم حينما ابتدع ضرب صدره بأيره في حالة  اشتداد شهوته ، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة .  

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *