ما أشبه حكاية مقلدي الصليبيين في أعيادهم بحكاية الحمار والعجول
ما أشبه حكاية مقلدي الصليبيين في أعيادهم بحكاية الحمار والعجول
محمد شركي
ما أتفه الذين يقلدون الصليبيين في أعيادهم ، وهم لهم منكرون ، أو منهم ساخرون.
ففي مطلع كل سنة ميلادية جديدة تتكرر مظاهر مثيرة للسخرية والضحك بين المسلمين المنسلخين من هويتهم كانسلاخ الثعابين من جلودها ، حيث يجدون ، ويتعبون في تقليد الصليبيين في الاحتفال بأعيادهم، التي تعكس هويتهم الدينية المناقضة لهوية المسلمين قلبا وقالبا. ففي حين تقوم عقيدة المسلمين على التوحيد المحض ، تقوم عقيدة الصليبيين على التثليث ، وشتان بين التوحيد المحض ، وبين التثليث المشبوه ، الذي لا غبار على شبهته مهما حاول أصحابه تأويل الثالوث تأويلا متعسفا ليجعلوا منه توحيدا متعسفا وغريبا لا يقبله عقل سليم . وما أشبه حكاية الذين يقلدون الصليبين في أعيادهم خلال رأس السنة الميلادية بحكاية الحمار والعجول . يحكى أن قرويا في جنوب المغرب قصد سوقا أسبوعية للتسوق ، فابتاع عجولا ، كما ملأ ظهر حماره بما يحتاجه خلال الأسبوع من طعام وشراب ، وكان الوقت أواخر فصل الربيع ، فساق عجوله ، وحماره ،وسار خلف العجول ، ولما اشتدت حرارة الشمس أصيبت العجول بما يعرف » بالتيكوك » فعدت ، فقلدها الحمار، وألقى حمولته ، وعدا خلفها ، فاضطر القروي إلى حمل ما كان يحمله حماره ، وسار طويلا قبل أن يجد العجول باركة بالقرب من ماء ، وفي ظل شجر تجتر بعدما تخلصت من » تيكوكها » ، والحمار بارك أيضا بجوارها ، وهو لا يجيد الاجترار، فتخلص القروي من حمله ، وأخذ نفسا ثم أمسك بأذني الحمار ، وعضه من أنفه غاضبا وقائلا : » إذا كان عذر هؤلاء السادة العجول أبناء البقرة هو » التيكوك » فما هو بال أمك الأتان يا حمار حتى تعدو خلفهم ؟ » ونحن نقول للذين يتعبون أنفسهم من أجل مظاهر الاحتفال على طريقة الصليبيين ما قاله القروي لحماره : إذا كان عذر السادة الصليبيين أبناء الصليب هو عقيدتهم الثالوثية ، فما بال أبيكم الهلال حتى تدخلوا خلفهم جحر الضب ، وقد حذركم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تحذوا حذوهم شبرا بشبر حتى لو دخلوا هذا الجحر دخلتموه وراءهم ، وهو أنتن جحر بسبب بول الضب . ما بالكم يستطيبون بول الضب داخل جحره المنتن الذي دخله الصليبيون بحكم عقيدتهم ، ودخلتموه وراءهم دون مبرر أو عذر ، ولا ناقة لكم فيه لا جمل ؟ ويبدو منظر المقلدين مثيرا للسخرية ، وهم يحرصون أكثر من الصليبيين على توفير الشجرة المضيئة ، والكعكة ، والديك الرومي ، والسمك المعلوم ، وعصير العنب الذي يذهب بالعقول ، والرقص ، والمجون ، والهدايا التي من الضروري أن يحملها القزم الذي يدخل البيوت من مداخنها ، لا من أبوابها ، ولا يكون في الغالب هذا القزم عندنا سوى ضحية من شباب البطالة الذي يسخر منه ، و يسخره تاجر محتال ، وانتهازي يغتنم فرص مواسم الصليبيين لتسويق بضاعته للمقلدين . ويتهافت المقلدون التافهون مع صغارهم على التقاط الصور إلى جانب الرجل القزم المسخ عندنا ، وهم يعتقدون في أنفسهم أنهم قد أصابوا الحضارة في محزها ، ومقتلها . إن هذا الصنف من البشر قد أصيب بداء التقليد الأعمي ، فهو لا يعي حالته المرضية لأنه منبهر بكل ما يأتي من بلاد الصلبان. وتساهم وسائل الإعلام البليدة عندنا في تسويق مظاهر الاحتفال بأعياد الصليبيين ، الشيء الذي يزيد من غفلة المقلدين ، ويمعنون في ذلك أيما إمعان . وكثيرا ما دخلت الفصول الدراسية للمراقبة ،فسألت المتعلمين عن تقويمنا الهجري ، وهو الذي لا يثبت غالبا على اللوح ، فاندهشت لجهلهم الفظيع بهذا التقويم يوما وشهرا ، وأحيانا حتى سنة ،لأنهم سلخوا من هويتهم ، فلم يعد في وجدانهم التقويم الهجري الذي يمر سنويا في صمت. إنه أثر رائحة جحر الضب التي ورط فيها الآباء الأبناء ، فأفقدتهم رائحة الهوية الزكية. والمحزن أن كل مظاهر الهوية قد غابت عندنا ، فحتى طريقة الكلام ، والحركات ، والسكنات ،وأساليب اللباس عند أبنائنا ، وبناتنا قد صارت بنكهة رائحة جحر الضب ، وهي تفوح برائحته المنتنة عاكسة خلاعة ليست من مقوماتنا. والأشد حزنا وأسفا أن أبناءنا يقبلون على هذه الأمور ، وفي اعتقادهم الراسخ أنهم يشدون على ناصية الحضارة ، ويسوقونها سوقا ، دون الشعور أنهم يشدون على ذيلها ، ولا توجد خلف الذيل سوى الزبالة والرائحة المنتنة. وما أشبه » تيكوك » أبنائنا وبناتنا ، وهم يقلدون حرفيا وبطرقة عمياء أبناء الصليبيين وأبناء حفدة القردة والخنازير » بتيكوك » حمار القروي الذي قلد » تيكوك العجول ، في حين عجز عن تقليد اجترارهم ، واكتساب أصواتهم ، و قرونهم ، وجلدوهم ، ولحومهم ، وألبان أمهاتهم ،وما يتمخض عنها من زبدة …..، لأنه لا يجيد إلا النهيق ، ولا يؤكل لحمه ، ولا يلبس جلده ، وإنما يحمل الأوزار ، وعليه وزر الرافضة إلى يوم القيامة ،لأنه علمهم ضرب صدورهم في مناحاتهم وندبهم حينما ابتدع ضرب صدره بأيره في حالة اشتداد شهوته ، ومن سن سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة .
Aucun commentaire