توصلنا برسالةالكترونية من أحد الأخوة الجزائريين من مدينة مغنية يتساءل فيها عن : العلاقات المغربية الجزائرية الى اين ؟ الغريب في الأمر  ان العديد من رؤساء وقادة دول العالم دخلوا في صراعات في ما بينهم ، وخلافات حادة ، بل والعديد من رؤساء الدول دخلوا في حروب ،  الا انهم سرعان ما تجاوزوا خلافاتهم وحروبهم والتقوا على طاولة المفاوضات ، وحسموا الأمر وعادت العلاقات فيما بين شعوبهم في ظرف وجيز ، ….الا ان الخلاف الذي حطم الرقم القياسي ، والصراع الذي دخل موسوعة غينيس هو الصراع الجزائري مع المغرب ، والذي دخل  عقده الثالث …نعم ثلاثون سنة ضيعها قادة الجزائر في صراع لا طائل من ورائه ضد الوحدة الترابية المغربية ، ثلاثون سنة من أختلاق ازمة من طرف حكام الجزائر اتت على الأخضر واليابس في الجزائر …فالأزمة التي عاشتها الجزائر منذ اواخر سنة السبعينيات كانت بسبب توريط نفسها في قضية الصحراء …بل لم تقف الجزائر عند هذا الحد ، وانما صارت الجزائر لا هم لها  في سياستها الا خلق المتاعب للجار المغرب ، فبعد طرد 60000من المواطنين المغاربة سنة 1976 صبيحة عيد الأضحى وهو العمل الذي لم تقم به اية دولة في التاريخ ولكن الجزائر قامت به في حق الشعب المغربي ، حيث فرق قادة الجزائر انذاك بين الزوج وزوجته ، وبين الأبن وابيه وبين البنت وامها ، فشردوا عشرات العائلات  وسلبوا اموالهم وممتلكاتهم ومنازلهم …والغريب في الأمر ان الجزائر تطلب من فرنسا ان تعتذر عن ما ارتكبته في حق الشعب الجزائري _ ونسي الرئيس بوتفليقة انه ينبغي عليه هو اولا ان يعتذر للشعب المغربي مرتين …مرة عن  طرد 60000من المغاربة من الجزائر دون اي مبرر لا قانوني ولا انساني ولا اخلاقي …المرة الثانية  عن المعاملة الوحشية التي تعرض لها الأسرى المغاربة  في تندوف بالجزائر  والتقتيل الجماعي الذي تعرضوا له من طرف المخابرات الجزائرية …وهي عقوبة كما يعلم ذلك المسؤولين الجزائريين ان القانون الدولي يعاقب عليها باعتبارها  تدخل في اطار مجرمي الحرب …
       الجزائر اذن صار دورها خلق المتاعب للمغرب ، فكان آخرها اغراق المغرب بالمهاجرين السريين الأفارقة عمدا …وبعد ذلك اصبحت الجزائر تنتقد معاملة المغرب للمهاجرين السريين …وهذا هو المثل القائل " يبيع القرد ويضحك على اللي شراه " …خلق كل انواع المتاعب للمغرب  عبر الدبلوماسية الجزائرية والتي تدعى " الحياد في قضية الصحراء "  دبلوماسية الجزائر صار همها الوحيد قضية  الصحراء المغربية  بما في ذلك ممثل الجزائر بهيئة الأمم المتحدة الذي صار شغله الشاغل هو الصحراء المغربية ….ومع ذلك تعلن الجزائر انها غير معنية بقضية الصحراء …وكأن العالم بكامله بليد وأحمق ، وان قادة الجزائر هم وحدهم الأذكياء …..وهكذا ضيعت الجزائر 30سنة في صراع لا طائل من ورائه …انما هو في عمقه صراع الحقد والحسد والكراهية لا لشيء الا من أجل الزعامة …وهو صراع كما قلت ادى الى انهيار الجزائر اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا …
         فهل يفكرقادة الجزائر ، في : متى بدأت الجزائر تتقهقر وتهوي في هوة سحيقة ؟ الجواب بكل وضوح هو ان الجزائر بدأت تغرق في كل المشاكل منذ ان اعتدت على المغرب في قضية وحدته الترابية ، الجزائر صرفت كل مداخيل البترول خلال السبعينيات وخلال الثمانينيات على قضية الصحراء المغربية ، وهو نفس العمل الذي تقوم به الآن ، في حين ان جل الشعب الجزائري يعيش تحت عتبة الفقر …وكل شيء في الجزائر اعلن افلاسه ، سواء الشركات او المعامل او المؤسسات او التعليم او الصحة او العدل …الخ ..الخ …ما هو السبب  ؟ هو توريط الجزائر نفسها  في قضية الصحراء …من جهة ، ومن جهة اخرى  لم يكونوا يأمنون مكر الله نتيجة غدرهم بالبلد الجار  ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه " او كما قال صلى الله عليه وسلم …وهذا هو بيت القصيد في خلق المتاعب للمغرب من طرف الجزائر …فهم لايؤمنون بان الله حرم الظلم ، وان الله بالمرصاد للظالم المعتدي ، والجزائر اعتدت على المغرب ، واعتدت ، ثم اعتدت ….اذن فما عليها الا ان تستعد لكل انواع العقاب الألهي ….ما ظهر منه وما لم يظهر بعد …فهل يرجع قادة الجزائر الى جادة الصواب .ويتوبوا عما ارتكبوه من مظالم في حق الشعب المغربي طيلة 30 سنة ..نسأل الله لهم الهداية والرجوع الى جادة الصواب …وليحذروا قوله تعالى "  يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " …
      فالعاهل المغربي  ما يزال كلما سنحت له الفرصة الا ويقدم يد الأخاء والمحبة لقادة الجزائر …الا انه يظهر ان هؤلاء  لا يفهمون هذه المعاني …فهل يمسك قادة الجزائر بيد الملك وينسوا كل الأحقاد ولنبداء في بناء المغرب العربي الكبير ..لم لا فكل شيء مكن اذا توفرت النيات الحسنة