عدم وفاء بعض مسؤولي الجهة الشرقية بما التزموا به من أجل إنجاز التكوين الخاص ببيداغوجيا الإدماج

 محمد شركي

على إثر الحوار بين المسؤول الجهوي بأكاديمية الجهة الشرقية ،ونواب النيابات بها من جهة ، وبين هيئة التفتيش من جهة ثانية عبر مكتب نقابتها الجهوي بخصوص ظروف إنجاز حلقات التكوين المستمر الخاصة ببيداغوجيا الإدماج تم التوصل إلى توافق بين الطرفين التزم  كل منهما بالوفاء بالتزاماته . وبموجب هذا الالتزام تعهد المفتشون بإنجاز هذا التكوين بنكران ذات وتضحية حرصا على الصالح العام في ظرف تعميم  هذه البيداغوجيا في التعليم الثانوي الإعدادي خلال هذا الموسم الدراسي ، وهو إنجاز كلفهم  التنقل عبر نيابات الجهة السبع دونما اعتبار للانتماء لهذه  النيابة أو تلك، سعيا وراء إتمام التكوين قبل حلول أسابيع الإدماج  ، كما التزمت إدارة الأكاديمية والنيابات التابعة لها بتوفير الظروف المناسبة لإنجاح هذا التكوين ، إلا أن بعض النيابات  لم تأخذ هذا الالتزام مأخذ الجد  ، وتقاعست في توفير الظروف المناسبة لانجاز التكوين متذرعة بضعف ما بحوزتها من تمويل لتغطية نفقات التكوين . وكان من المفروض ألا تنطلق حلقات هذا التكوين أصلا إذا ما صحت ذرائع هذه النيابات . فكيف يعقل أن  يطلب من المفتشين التنقل بين نيابات أكاديمية الجهة الشرقية على شساعة المسافة الفاصلة بينها دون التفكير في توفير وسائل نقل رابضة  بالأكاديمية والنيابات ، أو التعهد بدفع التعويضات عن التنقل في حال استعمال المفتشين لسياراتهم الخاصة  علما بأن أغلبهم تحرك في اتجاه نيابات لا ينتمي إليها أصلا. ولو أن المفتشين لم يثيروا هذا الأمر لما أثاره المسؤولون في الجهة والأقاليم . وعلى غرار توفير وسائل النقل أو صرف التعويض عنها يتعين على بعض النيابات النائية  توفير المأوى المناسب للمفتشين لتسهيل إنجاز التكوين، لأنه لا يمكن لهؤلاء التنقل يوميا لمسافات طويلة طيلة أخمسة أيام  ، وهي مدة التكوين . ومع أن الالتزام بين  إدارة الأكاديمية والنيابات ، وبين الأطراف الممثلة للمفتشين  كان على أساس توفير النقل أو التعويض عنه ، وتوفير المأوى المناسب الحافظ للكرامة ، فإن بعض النواب  مع شديد الأسف استخفوا بالمفتشين ، وجعلوهم أمام الأمر الواقع .ولن تفوتني الفرصة هنا  دون أن أسجل استخفاف بعض هؤلاء النواب  بالمكونين من المفتشين من خلال سوء الاستقبال ، والتغذية العابثة ،  فضلا عن التراخي في توفير حتى عدة التكوين . وبدا بعض هؤلاء السادة النواب مع شديد الأسف دائما كأن أمر التكوين  لا يعنيهم ، أو كأنه مجرد عبث. وقد بلغ الأمر ببعضهم أن تملص من مسؤوليته جملة وتفصيلا ، وبرر ذلك  بأنه كلف من يقوم مقامه من موظفين  وممونين  دون أن يتحمل أدنى مسؤولية لمراقبة ما يقوم به هؤلاء الموظفين والممونين وما يقدمون من خدمة  لفائدة التكوين . وأذكر بأسف شديد مقاطعة الفريق الذي كنت ضمنه بإحدى النيابات للإطعام ليس  احتجاجا  على مستواه غير اللائق  ـ وكان ذلك من حقي  ـ بل بسبب تصرف  بعض من كانوا في الخدمة  ، والذين لم يرعوا قدر المكونين ـ بكسر الواو وفتحها على حد سواء ـ . ولقد أوشك فريق آخر  توجه إلى نيابة أخرى على مقاطعة التكوين بسبب نفس ظروف الاستقبال ، لولا أن النائب تدخل في آخر لحظة ، وتدارك الأمر بوعود  تنتظر الوفاء مع انطلاق التكوين . والمؤسف حقا أن الاستخفاف بالمفتشين المكلفين بالتكوين صدر عن زملاء  نواب مفتشين تربطنا بهم علاقة الأخوة والصداقة   إلى جانب علاقة العمل ، إلا أنهم لم يرعوا الأخوة ، ولم يأخذوا الأمر بالجدية المطلوبة  بموجب مسؤوليتهم،  قبل أن ينتظر منهم الشعور بالحرج بسبب  علاقات  الأخوة والصداقة . وعلى كل حال لقد التزمنا كمفتشين  بما تعدنا به من إنجاز للتكوين على الوجه المطلوب بنكران ذات، وإخلاص من أجل الصالح العام قبل كل شيء .ومن أراد أن يتراجع عن التزامه أو يتملص من تعهداته فله ما أراد ، ولن نقابل الاستخفاف بالاستخفاف ،فمن سولت له نفسه الاستخفاف بهيئة التفتيش فله عبرة فيمن سرح من  مديري الأكاديميات والنواب قبله ، وعليه أن يشفق على نفسه أو من حاله يوم  يغادر وقد أساء إلى من لم يقابلوا الإساءة  بالإساءة  فحاز بذلك المذمة التي تلاحقه ما بقي من عمره . وليعلم السادة المسؤولون أن جهاز التفتيش لا زال كما كان  قويا   ، ولا يغرنهم  خلاف جهاز النقابة الداخلي ، وقد تمت تسويته ، وأنه بإمكانه أن يثبت بأنهم لا يساوون شيئا بدونه ، وأنه قادر على ما لا يخطر لهم على بال ، ولكنه يربأ  بأطره أن ينزلوا إلى مستوى لا يشرف الهيئة . وأخيرا آمل أن يتدارك المسؤولون ما فاتهم قصدا وعمدا أو دون قصد وعمد قبل أن يندموا ولات حين مندم .