Home»Enseignement»قراءة في الموضوع الثالث للامتحان الوطني الموحد لمادة الفلسفة. ( الشعب العلمية و التقنية و الأصيلة)

قراءة في الموضوع الثالث للامتحان الوطني الموحد لمادة الفلسفة. ( الشعب العلمية و التقنية و الأصيلة)

0
Shares
PinterestGoogle+

قراءة في الموضوع الثالث للامتحان
الوطني الموحد لمادة الفلسفة.
( الشعب العلمية و التقنية و الأصيلة)
بقلم: ذ. العلوي المحمدي محمد
لا شك أن مهام الامتحان بالنسبة
للتقويم الإجمالي  » الامتحان الوطني
الموحد » ليس بالشأن الهين بالنسبة
لجميع المواد، و تزداد درجة الصعوبة
عندما يتعلق الأمر بمادة الفلسفة. في
هذا الإطار يضطلع المركز الوطني
للتقويم و الامتحانات بمسؤوليات جسيمة،
و إذ نقدر عاليا الانجازات التي تقدمها
الأطر المشرفة على الامتحان الموحد لا
بأس من تقديم بعض الملاحظات تتعلق بالنص
المقدم لمادة الفلسفة الدورة العادية
2011 لكل مسالك الشعب العلمية و التقنية و
الأصيلة.
النص في الأصل مقتطف من محاضرة ألقاها
هنري برغسون بكوليج دوُ فرانس يوم 30
دجنبر 1913 بمناسبة مرور مائة سنة على
وفاة كلود برنار، و هو مأخوذ من كتاب
الفكر و الواقع المتحرك و نظرا للأخطاء
الواردة في الترجمة و تعميما للفائدة
ننشر النص الأصلي و نبين في مرحلة لاحقة
الأخطاء التي شابت النص المترجم و أخلت
بالمعنى.
« La pensée constante de Claude BERNARD, dans son introduction, a
été de nous montrer comment [le fait et l’idée collaborent à la
recherche expérimentale. Le fait plus ou moins clairement aperçu,
suggère l’idée d’une explication, cette idée, le savant demande à
l’expérience de la confirmer, mais, tout le temps que son expérience
dure, il doit se tenir prêt à abandonner son hypothèse ou à la
remodeler sur les faits. La recherche scientifique est donc un
dialogue entre l’esprit et la nature. La nature éveille notre
curiosité, nous lui posons des questions, ses réponses donnent à
l’entretien une tournure imprévue, provoquant des questions nouvelles
auxquelles la nature réplique en suggérant de nouvelles idées, et
ainsi de suite indéfiniment.] »
Henri BERGSON, L’esprit et le Mouvant, p.126, Edition électronique.

النص كما قدم في الامتحان الوطني
الموحد:
—————————————–
 » إن الحادثة و الفكرة تتعاونان في
البحث التجريبي. فالحادثة التي نلاحظها
بوضوح قليل أو كثير، توحي بفكرة
لتعليلها. و هذه الفكرة يطلب العالم إلى
التجربة أن تؤيدها؛ و لكن على العالم،
أن يكون   مستعدا، طوال التجريب، لأن يدع
فرضيته أو لأن يعدلها وفقا لما تقتضيه
الوقائع. فالبحث العلمي إنما هو إذن
محاورة بين الفكر و الطبيعة. الطبيعة
توقظ فينا حب المعرفة، فنطرح عليها
أسئلة. و أجوبتها تفرض على الحوار سيرا
غير متوقع، إذ تحملنا على طرح أسئلة
جديدة، نجيب عنها بإيحاء أفكار جديدة، و
هكذا دواليك إلى غير نهاية. »
—————————————–
مرجع النص كما ورد في عناصر الإجابة و
سلم التنقيط:
برغسون،  » الفكر و الواقع المتحرك »،
ترجمة سامي الدروبي، مطبعة الإنشاء
بدمشق، ص.227.
بعد قراءتنا للنص الأصلي و للنص
المترجم وقفت على الهفوات التالية:
ففي السطر ما قبل الأخير نجد عبارة
 »نجيب عنها » كترجمة لعبارة  » »auxquelles la
nature réplique فالطبيعة هي التي تجيب و ليس
العالم، الملاحظ، إن على هذا الأخير أن
ينصت للطبيعة و ينقل بأمانة ما يلاحظ من
خلال وقائعها. إننا كما يتضح من سياق
النص الأصلي أمام موقف ابستمولوجي
كلاسيكي استقرائي ساذج يجعل من العالم
مجرد مصور فوتوغرافي ليس إلا.
لكن الخطأ الوارد في ترجمة النص قد يجعل
التلميذ يفهم بأن الحوار بين الفكر و
الطبيعة حوار جدلي، و الحال أن الحوار
المقصود في النص يجعل من « العقل » فكر
العالم أداة سلبية لأن المنطلق و
النتيجة في المعرفة العلمية يتأسسان
على الملاحظة و التجربة من حيث أنهما
الفيصل في إنتاج النظرية العلمية، و دور
الفكر ثانوي بالنسبة للمقاربة
الكلاسيكية للاشكال.
و توجد هفوات أخرى في الترجمة نقترح
تصويبها على الشكل التالي:
 » إن الواقعة و الفكرة تتعاونان في
البحث التجريبي. فالواقعة التي نلاحظها
بوضوح كثير أو قليل، توحي بفكرة
للتفسير. و هذه الفكرة يطلب العالم من
التجربة أن تؤكدها، و لكن على العالم،
أن يكون مستعدا، طوال مدة التجريب،
للتخلي عن فرضيته أو تعديلها حسب ما
تقتضيه الوقائع. فالبحث العلمي إذن هو
حوار بين الفكر و الطبيعة. الطبيعة توقظ
فضولنا فنطرح عليها أسئلة، و أجوبتها
تمنح للحوار سيرا غير متوقع، مثيرة
لدينا أسئلة جديدة، إجابة الطبيعة عنها
يوحي بأفكار جديدة، و هكذا دواليك إلى
ما لا نهاية. »
و أترك للزملاء من أساتذة المادة و كافة
القراء فرصة إعادة قراءة النص الأصلي و
ما قدم لتلاميذنا في الامتحان الموحد.
و لنا عودة للموضوع.

MédiocreMoyenBienTrès bienExcellent
Loading...

Aucun commentaire

Commenter l'article

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *